أرشيف شهر: أبريل 2021

«البابطين الثقافية» تعلن عن جائزتها الشعرية

«البابطين الثقافية» تعلن عن جائزتها الشعرية

درع الجائزة (الشرق الأوسط) الكويت: «الشرق الأوسط أونلاين»

أعلنت الأمانة العامة لمؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية عن فتح باب الترشح لجائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في دورتها الثامنة عشرة لعام 2021، في فروعها الخمسة: «أفضل قصيدة، وأفضل ديوان، وأفضل كتاب في نقد الشعر، وأفضل ديوان للشباب، وأفضل قصيدة للشباب، بالإضافة إلى جائزة تكريمية للإبداع الشعري».
وتهدف الجائزة التي تبلغ قيمتها الإجمالية 135 ألف دولار أميركي إلى تشجيع وتكريم الشعراء، اعتزازاً بدورهم في النهوض بالشعر في الوطن العربي.
وقالت المؤسسة في بيان لها إن فروع الجائزة التفصيلية، تشمل، جائزة الإبداع في مجال نقد الشعر: وقيمتها 40 ألف دولار، تمنح لأحد نقاد الشعر أو دارسيه المتميزين ممن قدموا في دراساتهم إضافة مهمة في تحليل النصوص الشعرية، أو رؤية جديدة لظاهرة شعرية محددة قائمة على أسس علمية.
ويحدد المتقدم عنوانًا واحدًا من مؤلفاته يرشحه لنيل الجائزة، ويشترط في المؤلفات المرشحة أن لا تكون من رسائل الماجستير أو الدكتوراه، وأن لا يكون قد مضى على صدور أحدثها أكثر من عشر سنوات.
وجائزة أفضل ديوان شعر، وقيمتها 20 ألف دولار تمنح لصاحب أفضل ديوان شعر صدر خلال خمس سنوات، ويتقدم المتسابق بديوان واحد فقط على أن يكون هذا الديوان منشوراً نشرة ورقية.
وجائزة أفضل قصيدة، وقيمتها 10 آلاف دولار تمنح لصاحب أفضل قصيدة منشورة بكاملها في إحدى المجلات الأدبية أو الصحف أو الدواوين الشعرية، أو في كتاب مستقل خلال عامين، ويتقدم المتسابق بقصيدة واحدة فقط على أن يرفق بها الأصل المنشور، ولا تقبل القصائد المنشورة في نشرات إعلانية أو دعائية أو إلكترونية.
وجائزة أفضل ديـوان شـــعر للشعراء الشباب، وقيمتها 10 آلاف دولار على أن يكون سن المتقدم أقل من 35 عاماً وأن يكون هذا الديوان منشوراً نشرة ورقية.
وجائزة أفضل قصيدة للشعراء الشباب، وقيمتها 5 آلاف دولار على أن يكون سن المتقدم أقل من 35 عاماً وأن يكون العمل منشورًا نشرة ورقية.
وكذلك الجائزة التكريمية للإبداع الشعري، وقيمتها 50 ألف دولار تمنـح لشاعـر أسهم في إثراء حركة الشعر العربي، وهــي جائزة لا تخضـــع للتحكيــم بل لآلية خاصة يضعــها ويشرف على تنفيذها رئيس مجلس الأمناء الشاعر عبد العزيز سعود البابطين، والمخولون بالترشيح هم أعضاء مجلس أمناء المؤسسة فقط.
وقالت المؤسسة إن النتاج الشعري المقدم يجب أن يكون باللغة العربية الفصحى فقط، وأن يتقدم المتسابق إلى فرع واحد من فروع الجائزة، وعلى المتقدم أن يرسل ثماني نسخ من النتاج المتقدم به لنيل الجائزة ولا يقبل النتاج الذي يشترك فيه أكثر من شخص واحد وأن آخر موعد للتقدم إلى فروع الجوائز هو نهاية يوم 30/9/2021 حيث تعلن النتائج في النصف الأول من عام 2022.

فيديو:آذان الفجر في سجن غوانتانامو

رغم وعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أبان حملته الانتخابية في عام 2016 بأنه سيملئ معتقل غوانتانامو بـ “الأشرار”، إلا أنه تراجع عن ذلك عندما كان داخل البيت الأبيض.

وفي عام 2019، أعرب ترامب عن استيائه من التكلفة المادية للإبقاء على السجن المثير للجدل، مؤكدا أن إدارته تدرس إغلاق معتقل غوانتانامو.

في المقابل، يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن، إغلاق معتقل غوانتانامو في نهاية فترته الرئاسية حسبما أعلن البيت الأبيض، الجمعة، وهو تعهد سبق أن أطلقه الرئيس الأسبق باراك أوباما لأكثر من مرة دون أن يتحقق فعليا.

وفي تفاصيل نقلتها وكالة رويترز، بدأت إدارة بايدن مراجعة رسمية حول مستقبل السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو بهدف إغلاقه بصفة نهائية.

وقال مصدران مطلعان على الأمر إن المساعدين المشاركين في المناقشات الداخلية ينظرون في إجراء تنفيذي يوقعه الرئيس خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، فيما يعد إشارة على جهد جديد لإزالة المعتقل الذي أضر بسمعة الولايات المتحدة أمام المدافعين عن حقوق الإنسان.

الأصل والقصة

يقع سجن غوانتانامو في قاعدة عسكرية تابعة للولايات المتحدة بخليج غوانتانامو جنوب شرق كوبا التي كانت في يوم من الأيام حليفا وثيقا لأميركا، إذ استخدمته واشنطن في عهد الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش لإيواء السجناء الأجانب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة.

واستعمل المعتقل الشهير الذي يبعد عن ولاية فلوريدا 145 كيلومترا، للمرة الأولى عام 2002 من خلال سجن المشتبه بقيامهم أعمال إرهابية، إذ احتجز فيه مئات المعتقلين من جنسيات مختلفة بعضهم يحملون جنسيات عربية.

في عام 1903، قامت كوبا بتأجير الولايات المتحدة قاعدة غوانتانامو مقابل 200 دولار سنويا، إذ استمرت واشنطن في دفع قيمة الإيجار المترتب على استئجار القاعدة العسكرية، على الرغم من رفض كوبا استلام قيمة الإيجار منذ الثورة الكوبية وأزمة الصواريخ في ستينات القرن الماضي.

وانتقدت المنظمات الحقوقية والمدافعين عن حقوق الإنسان المعتقل الشهير مرارا، إذ طالبت بإغلاق سجن غوانتانامو بصفة نهائية لوجود انتهاكات بداخله ضد السجناء.

وعود لم تتحقق

أعلن الرئيس الأسبق أوباما أنه سيغلق المعتقل المثير للجدل في نوفمبر من عام 2008، فيما جدد وعوده بذلك في عام 2012، مرجعا ذلك إلى أن غوانتانامو أضر بشراكة بلاده مع الدول التي تساعد واشنطن في الحرب على الإرهاب.

لكن تلك الوعود التي أطلقها أوباما لم تتحقق على أرض الواقع بشكل فعلي.
وواجه أوباما صراعا بين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس، حيث رفض الأخير قرار الرئيس بإغلاق المعتقل بسبب سيطرة الجمهوريين على الكونغرس في ذلك الوقت والذين يساندون قرار الإبقاء على هذا السجن.

وعلى مدى السنوات العديدة الماضية، سن الكونغرس الأميركي تشريعا يمنع نقل المعتقلين في غوانتانامو إلى الولايات المتحدة لمحاكمتهم. 

أحد أهداف هذا التشريع هو إجبار الحكومة على محاكمة المتهمين بالإرهاب أمام اللجان العسكرية في غوانتانامو وليس في المحاكم الفيدرالية. 

في حين أن القواعد التي تحكم اللجان العسكرية تحسنت منذ أن أصبح باراك أوباما رئيسا، فإن النظام في غوانتانامو لا يزال تشوبه بعض العيوب، مما يحول دون إجراء محاكمات عادلة. 

وفي الوقت نفسه، كانت المحاكم الفيدرالية أكثر فعالية بكثير في مقاضاة المتهمين بالإرهاب.

أبرز المعتقلين

ويضم غوانتنامو مئات المعتقلين المتهمين بأعمال إرهابية، إذ أطلق سراح البعض منهم خلال سنوات سابقة، لكن آخرين لا يزالون موجودين بداخل هذا السجن.

ومن بين المعتقلين في السجن الشهير أشخاص يحملون جنسيات عديدة منها دول كأفغانستان واليمن والسعودية الذين شكلوا ما نسبته 60 في المئة من إجمالي عدد السجناء، كما أن هناك جنسيات أخرى تشمل دول عربية وبعض الأشخاص الذي يحملون جنسيات آسيوية وغربية أيضا.

ويعد خالد شيخ محمد أحد عملاء تنظيم القاعدة، والذي ينظر إليه على أنه العقل المدبر لعمليات 11 سبتمبر 2001، أبرز المعتقلين في كوبا حتى الآن.

في مارس 2003 تم إلقاء القبض على شيخ محمد بباكستان، حيث ظل معتقلا في سجن سري في بولندا قبل أن ينقل إلى غوانتانامو عام 2006.

كما يصنف المعتقل اليمني رمزي بن الشيبة من أبرز نزلاء السجن، حيث اتهم بالمشاركة في تسهيل هجمات 11 سبتمبر من مقر إقامته في ألمانيا.

وقبض على بن الشيبة في باكستان أيضا عام 2002، حيث احتجز من قبل وكالة الاستخبارات المركزية في المغرب قبل نقله إلى غوانتانامو في سبتمبر 2006.

وليد محمد بن عطاش الذي شارك في المعارك الدائرة بأفغانستان خلال الحرب ضد القوات الروسية يعد أيضا من أشهر المحتجزين في غوانتانامو، باعتباره متهم رئيسي في قضية تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998.

خالد شيخ محمد أبرز المعتقلين حاليا في سجن غوانتانامو
خالد شيخ محمد أبرز المعتقلين حاليا في سجن غوانتانامو

اعتقل بن عطاش في باكستان أيضا عام 2003، وهي الدولة ذاتها التي قتل فيها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن في عملية للولايات المتحدة.

المغربي عبداللطيف الناصر، أيضا من المعتقلين البارزين في غوانتانامو، حيث تم القبض عليه في أفغانستان بعد الحملة الأميركية على القاعدة وطالبان في عام 2001، حيث اتهم بالقتال لصالح الجماعتين.

ورغم إطلاق سراحه من المعتقل عام 2006، إلا أن إبراهيم الربيش، عاد إلى الانضمام لتنظيم القاعدة في اليمن، لكن قتل بغارة أميركية بدون طيار عام 2015.

محمد مانع القحطاني، وهو سعودي الجنسية، أيضا من أشهر المعتقلين في السجن المثير للجدل، وهو المتهم في أحداث 11 سبتمبر أيضا، إذ اعتقل القحطاني في أفغانستان عام 2001.

وقد يتطلب إخلاء المعتقل مفاوضات مطولة من أجل نقل بعض هؤلاء المعتقلين لدولهم الأم، ولم يتم الإعلان بعد عن خطة واضحة لمصيرهم حال إغلاق المعتقل. 

كورونا وغوانتنامو 

في نهاية الشهر الماضي، علق البنتاغون خطة لمنح المحتجزين في معتقل غوانتانامو اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد أن أثار إعلان منح النزلاء تطعيم كوفيد-19 استياء كبير في الولايات المتحدة.

وتأتي منح المعتقلين في كوبا للقاح وذلك “للحفاظ على سلامة قوات الولايات المتحدة”، كما تقول وزارة الدفاع الأميركية، قبل أن تعلق تلك الخطة.

ورفض المشرعون الجمهوريون في الكونغرس منح السجناء في غوانتانامو اللقاح المضاد للفيروس التاجي، في وقت تكافح فيه الولايات المتحدة للتطعيم ضد الوباء باعتبارها الدولة الأكثر تضررا من الفيروس.

وكان بايدن تعهد بتطعيم 100 مليون مواطن أميركي في أول 100 يوم له في البيت الأبيض.
  الحرة – دبي

تحميل(ينام الليل وابقى انا) زكرياء بوغرارة

تحميل نثر فني من قصائد السجون المغربية كتبت في رحلة العتمة الطويلة

وصف الكتاب

نثر فني من رحلة سجون كتبها زكرياء بوغرارة وقال عنها
{{ينام الليل وأبقى أنا
كل النصوص كتبت في مرحلة السجن … ونشرت وأنا في المعتقلات… إرتأيت ان أجمعها بين دفتي كتاب… تحت عنوان… من العتمة {{ ينام الليل وأبقى أنا…}}
انها بعض نبضاتي عندما غابت عنا الشمس}}
تضم بين جوانحها عدة نصوص ترصد مشاعر الطهر في كل مراحل السجن وتقلباتها… وترسم ملامح القهر بريشة فنان.. ومشرط طبيب .. لترتفع فوق الجراحات كلها

تعتبر اضافة أخرى ل{{ أدب السجون }} في المغرب

صرخة من ابن أسيـــر

الشيخ حسن محمد قائد

 

كنت يوما في زيارة لأسرة أحد الأخوة الأسرى ـ وما أكثرهم ـ فلفت انتباهي ابنه وهو يطوف في فناء البيت ويتنقل يمنة ويسرة فلا يكاد يقر له قرار ، تأملت في محياه ، فلمحت الكآبة والأسى مرسومة عليه ، ويكاد ينطق سائلا : أين أبي ؟ فتملكني شعورٌ عجيبٌ وهاجت في خاطري مشاعرُ متوالية ، فتمثلتُ حاله وهو يحكي مأساته ، ويبث شجونه ، ويخاطب خواطره ، فكانت هذه الكلمات المنظومة ، والعبارات المرسومة ، يحكيها لنا بلسان حاله ، لما عجز عنها مقاله



وبـين جوانحي تحيـا الهمـومأبي قـد مزقت قلبي الكلـوم
كـأني مـن تنكرهـم يتيـمُتراني في الـورى أمشي كئيبـاً
بـه تُجلى عن النفس الغيـومُأقـول ألا أرى منكم خليـلا
لعمري حـلَّ بي خطبٌ جسيمُولكن من يُجيب ؟ ومن أنادي
نظرتُ إذا بهـا حـولي تحـومُتطـاردني نـواظرهـم وأنى
ولكن _ يـا أبي _ من ذا أرومأروح وأغتدي في كـل يـومٍ
فظـن النـاسُ بي أني سقيـمُكساني الحزنُ ثوبـا فوق ثوبٍ
حُنُوَّ أبي فصـرتُ كمن يهيـمومـا بي علـةٌ إلا افتقـادي
فمنهـا ترتـوي عينٌ سَجـومُتفيض الذكريـاتُ على فؤادي
وأذكركم إذا بـدت النجـومُفأذكركم أبي في كل صبـحٍ
أحـاط بنـوره ليـلٌ بهيـمُلقـد طال الغيـاب أبي فقلبي
وعيدي دونكـم لا يستقيـميمر العيـدُ تلـوَ العيـد فينـا
وعيـدٌ تلتقي فيـه الغمـومفعيدُ النـاس أفراحٌ وعيـدي
وقـد هدت جوانبَهـا السقومُأرى أمي الرؤوفة في اكتئـابٍ
تَفجَّرَ في الحشـا منـه الحميمُطوت في صدرهـا بثاً وشجواً
ولا تُخفي فصـبري لا يـدومُأسائلهـا أيـا أمـاه قُــولي
يذوب لشأنهـا القلبُ السليمُفَسُحَّتْ من مآقيهـا دمـوعٌ
ألـوم النفـسَ أم مَن ذا ألومأيـا أمـاه إني لسـتُ أدري
على خـدّيَّ همَّـارٌ طَحـومأعـدتُ سؤالهـا والدمعُ مني
أسـيرٌ عاقـه طـاغ غشـومأمـات أبي ؟ فقالت : لا ولكن
أكَون أبي يصـلي أو يصـوم؟بـأي جريـرة أسروه قـولي
وقـد آذاه في ذاك الخصـومُ؟ألم يـك داعيـا للحق جهـراً
يُنـيرُ طريقَـه نـورٌ عميـمُ؟ألم يـك سالكـا نهجـا سوياً
إلى التوحيـد بالحسـنى يقوم؟ألم يـك داعيـا في كـل حينٍ
ويبنيهـا وقـد عفت الرسومُ؟ألم يـك يبعث الآمـالَ فينـا
جـنى حـتى يكبلـه اللئيـمُ؟أليـس أبِي أبَـى ذلاًّ فمـاذا
ويَطربُ حين يلقـاه العـديم؟ألم يـكُ يُطعـم المسكينَ دوما
غَـدَا في بحر أمتنـا يعــومُيكـادُ يذوبُ من كمدٍ إذا ما
فمـاذا يبتغي منـه الظلـومُ؟أصـار أبي أسيراً دون ذنـبٍ؟
يقـود جيوشَـه ذاك الرجيمُألا تبـاً لطغيـانٍ تمــادى
يُبـدِّدُ شمـلَ أحزاني الصَّرومفصبرا يـا أبي عمّـا قريـبٍ
ولا يـُخزي أعادينـا النؤومفقـد ولىّ زمان النـوم عنـا
رضـوا عيشـاً يحف به النعيمفـإن المجـدَ لا يبنيـه قـومٌ
تمنت بُعْـدَ شأوهـمُ النجـومُولكـن يبلغُ الأمجـاد قـومٌ
قريبـا يحكم الشرعُ الحكيـمُويـا أمـاه صبراً إن يومــاً


تحميل كتاب الرواية السجنية العربية

وصف الكتاب :-

الرواية السجنية العربية رواية الاسترجاع بامتياز…هذا الاسترجاع يكون مؤلما… داميا.. موقظا للمواجع والآلام. إنه استرجاع يشبه خلع الضرس… ويركب هذا الاسترجاع زمن السبعينيات والثمانينيات من هذا القرن… لنقف من خلاله على نوازع الألم، والمعاناة.. ونقف فيه على صور التنكيل والقهر، والتسلط… هل الرواية السجنية ،رواية أم سيرة ذاتية؟.. هي كل شيء… اجتمع فيها السيري بالروائي… وبالتالي حصلنا على تجربة إنسانية غنية ومحفزة على المتابعة، والتمحيص.. والاستقراء والاستنباط… عشرون رواية سجنية وهي:(الآن..هنا- مذكرات امرأة في سجون السعودية- كان وأخواتها- ذاكرة الجراح- أفول الليل- تلك العتمة الباهرة- القوقعة- معذبتي- الكرنك- درب مولاي الشريف- السجن- الخماسين- نيغاتيف- خمس دقائق وحسب- الوشم- عمارة يعقوبيان- تحت ظلال للا شافية- شرف- الكراديب- مسارات حادة..) كلها تتحدث عن التجربة السجنية ،وصور الاعتقال والتعذيب…وهي استرجاعات متعددة ومتنوعة غطت حقبة زمنية امتدت من هزيمة حزيران(يونيو)1967 إلى الهجوم الامريكي على العراق(بداية التسعينيات).وهي ذاكرة عربية تميزت بالصدق والواقعية. لمَ كتبت هذه الاسترجاعات، أو على الأصح هذه الذاكرة؟.. لِمَ عنونت بهذه العناوين؟… هل يمكن وضع هذه الكتابة في سياقها العام؟.. إن هذه الكتابة الروائية هي ذاكرة جمعية، تحتاج إلى التوثيق.. والتثبيت.. كي لا تضيع بين زحامات النسيان، والمحو المتعمد…والتهميش والإقصاء الممنهج. ما إن نلجها حتى نقف على مشاهد مؤلمة… اعتقالات، تعذيبات…استنطاقات لا إنسانية،يقشعر لها جلدنا.. تجعلنا ندين وبشدة التعامل البوليسي العنيف مع مجموعة من القضايا التي لم تكن تتطلب سوى العقل، وتجنب العنف والاتهامات الرخيصة… وبعيدا عن كل إيديولوجية… هذه الروايات حياة مرحلية، نقلب صفحاتها لنرى من خلالها السيرورة الحياتية بكل تجلياتها… والعمل الأدبي الذي ننطلق منه لاكتشاف العالم السردي الروائي للرواية السجنية العربية، الذي يعكس آلام الجسد، واصطخاب الوعي والوجدان… والتي تعطينا مجتمعة صورة ناضجة لوعي يكتنز بعدا إنسانيا، يرتقي بالذات المبدعة.. وحالاتها الإبداعية إلى أعلى درجاتها.. إن الرواية السجنية العربية، تصور هما إنسانيا.. وتقدم جرحا بشريا عميقا بدأ من الماضي ليصل إلى الحاضر مترعرعا، متضمنا لمأساة تعاين فيها مكابدة الاندماج، وصخب التمرد والثورة… وظلم الآخر،و التوق إلى مجتمع فاضل ، خال من أي حساسية سياسية أو إيديولوجية متعنتة.. وهذه الانعكاسات كلها حققت جمالية هذا العمل، وفنيته… والسؤال المطروح: هل ننظر إلى هذا العمل كرواية؟… أو سيرة ذاتية؟… أو كتابة سجنية تنتمي إلى أدب السجون والاعتقال؟… صحيح أنها كتابة تستند إلى الواقعية.. رغم توظيف للضمائر السردية الخاصة بالمتكلم و بالغائب والمخاطب، وهذا يدفع إلى دمج أنواع من الخطابات فيه

صورة الزنزانة في أدب السجون

إعداد الطالبة: ملك جعفر خليلية

إشراف: أ. د. عمر عتيق

الفصل الدراسي الثاني  2017 – 2018م 

  الملخص    شكَّلت الظروف السياسية والاجتماعية التي يمرّ بها الوطن العربي منعطفاً حاداً في تاريخ العرب، وقد انعكس الواقع الذي يعيشه المواطنون في النتاج الأدبي، سواء أكان شعراً أم نثراً، فلم يقتصر العمل الوطني والنضالي على الكفاح المُسلَّح، بل استُخدِمَت كلّ الوسائل ومنها الكلمة الجارحة المؤثرة.    تبحث هذه الدراسة في صورة الزنزانة في أدب السجون العربي، أي في النتاجات الأدبية التي أبدعها المعتقلون في الشعر والقصة القصيرة والرواية والرسالة الأدبية.     تأتي الدراسة في ثلاثة فصول وتمهيد وخاتمة، أشار التمهيد إلى وضع الزنازين في السجون العربية، وحرمان الأسير من ذويه وزياراتهم وصور التعذيب المُستَخدَمَة بحق الأسرى. وقد جاء الفصل الأول بعنوان “الزنزانة وأدب السجون”، يتناول التعريف بالزنزانة وأدب السجون وسماته، أما الفصلان الثاني والثالث فتناولا صورة الزنزانة في الشعر العربي، وصورتها في النثر العربي. وعمدت الدراسة متقصِّدة عدم الاقتصار على صورة الزنزانة في أدب السجون الفلسطيني؛ لكثرة من تقدَّموا في البحث عنه، مُتناسيين ما يحدُث في العالم العربي.

المصدر جامعة القدس المفتوحة

السردية الأدبية للتجربة السجنية في تونس: الذاتي والجمالي وسؤال الحقيقة

ينتهي السّجن في تعريفه الاصطلاحي إلى كونه “مؤسسة تنفيذ عقاب” بما يعني أنه إحدى الوسائل التي تعتمدها السلطة لممارسة جانب من العنف المنظم الذي تحتكر وحدها صلاحياته. بعيدا عن هذا التعريف، يظهر السجن في تصور علاقته بالسجين فضاء تثبيت على الأجساد حالات الانضباط والخضوع. تنتج السلطة به وداخله حكم القانون في سياق ممارسة قمعية. يستحيل هنا ما كان أداة الى سلطة أكبر من السلطة التي أنتجته كهيئة ليخدمها وتُحيلنا  المقاربة “المفهومية” للسّجن في بُعدها الإشكالي هذا إلى السؤال حول رسومه في ذّاكرة من كانوا داخله محكومين بقانونه.

تحضر سردية السّجن جانبا من حياتنا اليومية عبر بوابة أمثالنا الشعبية أو في التصنيفات الاجتماعية للسّجناء ولكنها سردية وصم اجتماعي لا تقدم صورة عن داخل السجن بقدر ما تحاكم من كان فيه. ويرسم الفن الشعبي صورا متعددة لذاكرة السّجن تكشف لحدّ ما عن نواميس الحياة اليومية لمساجين الحق العام داخله، ولكنها تخرج من محيط ذاكرته سريعا لحديث العاطفة. تكون في محامل أخرى نصوص السجناء السياسيين أكثر إلصاقا بذاكرة المكان تلازم في فصولها وقع أيامه على فكر وجسد من كتبها. تستحيل هنا الكتابة الإبداعية للسجناء السياسيين فعل رصد لارتدادات التّجربة السّجنية على نفس السّجين، كما هي إضاءة واعية على عوالم أخرى يحددها الزمان والمكان بكل ما فيهما من تفاصيل. فتكون في عمومها وثيقة تصلح أن تدرس في سياق مسارات العدالة الانتقالية للسؤال عن الحقيقة أولا وعن دور الذاكرة في علاجات جراح الماضي.

طوّرت الثورة وما ساد بفضلها من حريات عدد الأعمال الأدبية في شتى تنويعاتها الأجناسية من رواية ورواية سيرة ذاتية أو سيرة ذاتية روائية وسيرة ذاتية وتخييل ذاتي والتي تتخذ من السجن موضوعا لمتونها الحكائية. ويجيز هذا القول بكون “أدب السجون التونسي” بات يتميز بالثراء على حداثته وأن ثراءه يعود في جانب منه للحراك السياسي الذي يفرض دوما السؤال حول تاريخ الاستبداد.

يكون مدخل محاولتنا البحث عن الذاكرة كما العدالة في النص الأدبي تقديم قراءة خارجية للمشترك بين مختلف نصوصه لننتهي إلى قراءة خصوصية لنصوص نقدر أنها تصلح أن تكون عينة ممثلة لتنوعه سواء في بعده الإبداعي أو التاريخي.

1- المشترك في كتابات أدب السجون:

يظهر هذا المشترك في زمن النص كما يعاود الظهور في علاقة النص بالكاتب كما يفرض الوعاء الأدبي أن تكون التقنيات الإبداعية المتمثلة في التخيل مشتركا يقفز على الحاضر ليصل الماضي بالمستقبل.

الزمن في النص:

ترصد التّجربة السّجنية في النّص الروائي ثلاث محطات زمنية تبدو ظاهريا مستقلة عن بعضها البعض إلا أنّها في الحقيقة تتصل فيما بينها وهي:

أولا: فترة ما قبل الاعتقال، وتحوي ممارسات المناضل السياسي في معارضة السلطة الحاكمة.

ثانيا: فترة الاعتقال، وهي عمق التجربة السجنية إذ تكشف عن الوجه القمعي للنظام الاستبدادي وتعري ممارساته تحقيقا مع السّجناء وتعذيبا لهم معنويا وماديا.

ثالثا: فترة ما بعد الاعتقال وتمثل ظاهرا مرحلة استعادة السجين لحريته التي سلبها منه السجن واكتشافه أنه يحمل السجن داخله حيثما انتقل في الزمان والمكان. إذ يكتشف الراوي بمناسبته أنه خرج من سجن ضيق إلى سجن أوسع تتضخم فيه صور معاناته النفسية والجسدية.

العلاقة بالذات:

تستذكر النصوص على تعددها باعتبار ما توثق من أحداث، “التجربة” بتفاصيلها ويكون فيها انتماء الكاتب لنصه والبعد المتشنج لعلاقته بذاكرته سببا في طغيان سيرة الأنا على فهم الآخر وبما يجوز معه الحديث عن كونها نصوص ذاكرة سجنية نضالية توثّق لأشكال نضال السجين السياسي في مواجهة المستبدّ وفعل بحث عن ذاته في علاقتها بأبعادها الوجودية المتباينة. فالذّات هي صاحبة التّجربة وهي الأنا المتعددة فهي مدار الحكي وهي بؤرة السّرد والأحداث.

المحمل الإبداعي: التخيل أو التقنية الطاغية

يظهر التخيل والاستذكار من العلامات المميزة لمختلف نصوص أدب السجون. وتستجيب تلك التقنية السردية للانزياح في معناه اللغوي والجمالي والدلالي لتسم النّص بسمة الأدبية فضلا عن اقترانه بالمحسّنات اللغوية والبلاغية التي تجعل المتلقي يتأثّر لنفسية الكاتب وحالته. فالخيال المتولد يمارس تأثيره على الواقع المعطى فيتمثّله وينقله من دلالة إلى أخرى. ونلاحظ هنا أن جدلية التّعالق بين الميثاقين المرجعي والتخيلي تصنع تزاوجا متميزا بين صدقية الرواية وفعل المخيال الأدبي ثمرته وثيقة إبداعية فيها تسجيلات للحياة المنقضية في الزمان والمكان حرره الإبداع كما الذات من سطوة التاريخ وقوانينه. وتظهر هنا محاولة استكشاف لنصوص من هذه التجارب المناسبة الممكنة لبحث هذه الخصوصية.

2- سجن واحد ورواريات متعددة: الكتابة تحرر والتحرر إبداع والإبداع عدالة

يعدّ “نص برج الرومي أبواب الموت” لسمير ساسي الذي نشر سنة 2003 من النصوص المؤسسة لأدب السجون التونسي الناطق باللغة العربية، بما يفرض أن يكون ضمن العينة التي نقترح الوقوف عندها. فيما يظهر نص “الحبس كذّاب والحي يروّح: ورقات من دفاتر اليسار في الزّمن البورقيبي” لكاتبه فتحي بلحاج يحيي ونشر في 2011 من النصوص المتميزة لجهة أنه من النصوص القليلة التي توثق لتجربة “اليسار” في السجون واعتبارا لكونه من أول النصوص التي عملت على تجاوز الذاتي في الحديث عن المعاناة بحثا عن القيمة الإنسانية  الجامعة. ونقدر أيضا أن نص الثقب الأسود للشاعر عبد اللطيف العلوي الذي نشر سنة 2017 لا يمكن أن يغيب عن الرصد بالنظر لكون من صاغه يعرف كأديب قبل أن يكون سجينا سياسيا.

تمثل هذه النّصوص في المقام الأول الهوية السردية لكتّابها الذين ارتأوا أن يتقاسموا تجاربهم مع الآخر في عملية تطهّر من عبئها على ذواتهم ، وهي بالتالي  نوع من “العدالة الإبداعية  ” التّي تتحقّق داخل النّص بجعل هذه المعركة التي طرفاها الضحية والسّجان تنتصر سرديا.

بعيدا عن هذه السمة المشتركة يطرح السؤال كيف وقع تمثّل عدد من كتّاب الرواية التّونسية المعاصرة للتجربة السّجنية؟ كيف تمّت إعادة تشكيل التجربة السّجنية وتحويلها من تجربة نفس إلى تجربة نص؟ ما هي دوافع اختيارهم للكتابة الروائية السير ذاتية أو كتابة التّخييل الذّاتي؟

لا يسمح المجال لتعميق البحث عن جواب للتساؤل، لكن أهمية البحث تغري بتقديم ملاحظات حول النصوص على النحو الآتي:

فيما تعلق برواية “برج الرومي” لسمير ساسي:

كُتِبت برج الرومي زمن محنة السّجن حيث وظف كاتبها كل التّقنيات الأدبية والفنية معتمدا أسلوب التعمية كي لا يفقهها الجلاد فيصادرها. وقد أرادها منجزا أدبيا فنيّا في المقام الأول فضلا عن توظيفه للتعريف بقضية المحنة وتفاصيلها وتحسين القبيح وفظاعة التّعذيب في السّجون التّونسية. ووظف الكاتب في صياغته جملة من الإحالات الممكنة التي يؤشر انخراطها ضمن مشروع تنديدي بحجم المعاناة. وقد مثّلت مقاربة سردية سير ذاتية تعالق فيها المرجعان الواقعي والتّخييلي.

فيما تعلق برواية “الثّقب الأسود” لعبد اللطيف العلوي:

هي مقاربة روائية على قدر من الاختلاف عن نصّ المدونة الأول. فهذه السّردية منخرطة في حوارية داخلية تتخذ من مرجعية السّجن وسياقاته تعبيرا فنيا عن محنة التسعينات. وتشكّل السير الذاتية عوالم متباينة تجعل من الأنا مدارا ومدى في قوتها وهشاشتها وانتصاراتها وانكساراتها. يتجاوز الكاتب الكتابات التي اتّخذت من بيبلوغرافيا التعذيب ومراكمة الشهادات حول الذّات المعتقلة إلى مقاربة تتجاوز السجن إلى تجربة إنسانية أرحب تتوازى فيها التيمات وتتعالق فنجد حكاية عن الحب وأخرى عن الصداقة وثالثة عن المرأة ورابعة عن السجن وقمع السلطة وقتلها لمواطنيها واقعا ورمزا.

فيما تعلق بنص “الحبس كذّاب والحي يروح” لفتحي بلحاج يحيي:

هو مقاربة سير ذاتية أخرى منخرطة في حساسية إيديولوجية مختلفة ضمن مشروع تنديدي يشهر بممارسات النظام السياسي البورقيبي ضد المعارضة السياسية وتحديدا اليسار التونسي في ثمانينات القرن الماضي. فهي حوارية ذاتية أيضا تتجاوز مجال الذّات وفردانية تجربتها ومرجعيتها الفكرية إلى تجربة جماعية بمعناها المادي والفكري. وتكمن أهمية هذه الحوارية في انفتاحها على عالم السّجن من خلال ثقافته السّجنية وكيفية تمثّلها من الفرد ومعايشتها والتكيّف معها. حيث يبرز هذا النسق الثقافي الجديد بين وجوب التكيّف معه واختيارات الفرد التي يعيشها بين واقعه المرجعي وتوجهاته النضالية التي يدافع عنها.

تكشف هذه الإطلالة على أدب السجون أنه توثيق من نوع خاص “لتجربة الاستبداد”، فيها تجاوز للألم في منحى إبداعي، كما تبين أنه يصلح أن يكون عنوانا للمصالحة بين أنا الضحية وماضيها وبين القارئ الحر ومن كان سجينا. ويستدعي استثمار هذه النصوص في التأسيس لعدالة انتقالية لا ينتهي مسارها بفعل نهاية عهدة المؤسسات فعل حفر معرفي عليها يرصد الإبداع في ذات محاولته استقراء التاريخ. ويبحث في ذاكرة سلبية أليمة عن فكرة  إيجابية تحول دون تكرار الانتهاكات وترفع كل أشكال الرقابة على الكتابة لتحقيق “العدالة الإبداعية” التي يجب أن تتواصل وتتقدم في هذا الإطار. وقد تحقق الكتابة في ثناياها المساءلة والمصالحة فتقع معاقبة الجلاد داخل النص ويكون البحث عن الذات والهوية عبر مسار الكتابة لتحقيق التّطهر.

  • نشر هذا المقال في العدد 16 من مجلة المفكرة القانونية | تونس |.


 جيل دلوز المعرفة والسلطة مدخل لقراءة فوكو ترجمة سالم يفوت( ضمن الفصل الثاني) (راجع القسم الرابع الفصلان الاول والثاني للوقوف على الكيفية التي يفرض السّجن نفسه  مرحلة ثانية مرتبطة أوثق الارتباط بالقانون الجنائي من اجل انتاج الجنوح او تشكيل الجنوح موضوعا “

ص 223/249/251

يعد  نص ” كريستال”  أول ما كتب بأدب السجون التونسي عموما .  ويعد بالتالي  كاتبه جلبار النقاش  الأب المؤسس لتلك الكتابة .ذاك التأسيس الذي بين أنه لم يكن سبب قمعه بل كان قمعه وسجنه من دفعه له .  كتب جلبار حكايته  خلال محنة سجنة وكانت لفائف علب السجائر الورق الذي حفظ “النص”  الذي صاغه فسماه باسم علامتها التجارية . نشر كريستال ثمانينات القرن الماضي في صيغته الأصلية التي كانت باللغة الفرنسية ولكنه لم ينشر في ترجمة عربية إلا سنة 2018 .

       ساسي (سمير): رواية برج الرومي :أبواب الموت  ، منشورات كارم الشّريف، تونس ط1 2011   [3]

                العلوي (عبد اللطيف) : الثقب الاسود ، الثقافية للنشر و التوزيع ،تونس ط 1 2017  [4]

  بن الحاج يحيي (فتحي) : الحبس كذاب ….و الحي يروح “ورقات من دفاتر اليسار في الزمن البورقيبي ، تونس، كلمات عابرة  ،ط2 ،2009.

أدب السجون في فلسطين

الكتابة عن التجربة الإعتقالية ليست جديدة على الساحة الفلسطينية والعربية وحتى العالمية، وممن كتبوا بهذا الخصوص: خليل بيدس صاحب كتاب”أدب السجون” الذي صدر بدايات القرن العشرين، زمن الانتداب البريطاني، وكتب الشيخ سعيد الكرمي قصائد داخل السجون العثمانية في أواخر العهد العثماني، كما كتب ابراهيم طوقان قصيدته الشهيرة عام 1930تخليدا للشهداء عطا الزير، محمد جمجوم وفؤاد حجازي، وكتب الشاعر الشعبي عوض النابلسي بنعل حذائه على جدران زنزانته ليلة إعدامه في العام 1937 قصيدته الشهيرة” ظنيت النا ملوك تمشي وراها رجال”  وكتب الدكتور أسعد عبد الرحمن في بداية سبعينات القرن الماضي(يوميات سجين)كما صدرت مجموعة قصص(ساعات ما قبل الفجر) للأديب محمد خليل عليان في بداية ثمانينات القرن الماضي، و”أيام مشينة خلف القضبان” لمحمد احمد ابو لبن، و”ترانيم من خلف القضبان” لعبد الفتاح حمايل ، و”رسائل لم تصل بعد” لعزت الغزاوي ، وقبل”الأرض واستراح” لسامي الكيلاني، و”نداء من وراء القضبان، وعناق الأصابع لعادل وزوز”،

 و(الزنزانة رقم 706) لجبريل الرجوب، وروايتا(ستائر العتمة ومدفن الأحياء)وحكاية(العمّ عز الدين) لوليد الهودلي،و”رسائل لم تصل بعد” ومجموعة”سجينة”للراحل عزت الغزاوي و(تحت السماء الثامنه)لنمر شعبان ومحمود الصفدي، و”أحلام بالحرية”لعائشة عودة، وفي السنوات القليلة الماضية صدر كتابان لراسم عبيدات عن ذكرياته في الأسر، وفي العام 2005صدر للنائب حسام خضر كتاب”الاعتقال والمعتقلون بين الإعتراف والصمود” وفي العام 2007 صدرت رواية “قيثارة الرمل” لنافذ الرفاعي،  ورواية”المسكوبية” لأسامة العيسة، وفي العام 2011 صدر”الأبواب المنسية” للمتوكل طه، ورواية “سجن السجن” لعصمت منصور، كما صدر أكثر من كتاب لحسن عبدالله عن السجون ايضا. ومجموعة روايات لفاضل يونس، وأعمال أخرى لفلسطينيين ذاقوا مرارة السجن.

وأدب السجون فرض نفسه كظاهرة أدبية في الأدب الفلسطيني الحديث، أفرزتها خصوصية الوضع الفلسطيني، مع التذكير أنها بدأت قبل احتلال حزيران 1967، فالشعراء الفلسطينيون الكبار محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وغيرهم تعرضوا للاعتقال قبل ذلك وكتبوا أشعارهم داخل السجون أيضا، والشاعر معين بسيسو كتب”دفاتر فلسطينية” عن تجربته الاعتقالية في سجن الواحات في مصر أيضا.

كما أن أدب السجون والكتابة عنها وعن عذاباتها معروفة منذ القدم عربيا وعالميا أيضا، فقد كتب الروائي عبد الرحمن منيف روايتي”شرق المتوسط” والآن هنا” عن الاعتقال والتعذيب في سجون دول شرق البحر المتوسط. وكتب فاضل الغزاوي روايته” القلعة الخامسة” وديوان الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم”الفاجوجي”.ومنها ما أورده الأستاذ محمد الحسناوي في دراسته المنشورة في مجلة”أخبار الثقافة الجزائرية” والمعنونة بـ”أدب السجون في رواية”ما لاترونه”للشاعر والروائي السوري سليم عبد القادر

وهي (تجربة السجن في الأدب الأندلسي- لرشا عبد الله الخطيب ) و ( السجون وأثرها في شعر العرب.. –لأحمد ممتاز البزرة ) و( السجون وأثرها في الآداب العربية من الجاهلية حتى العصر الأموي- لواضح الصمد )  وهي مؤلفات تهتم بأدب العصور الماضية ، أما ما يهتم  بأدب العصر الحديث ، فنذكر منها : ( أدب السجون والمنافي في فترة الاحتلال الفرنسي – ليحيى الشيخ صالح ) و( شعر السجون في الأدب العربي الحديث والمعاصر – لسالم معروف المعوش ) وأحدث دراسة في ذلك كتاب(القبض على الجمر – للدكتور محمد حُوَّر)

أما النصوص الأدبية التي عكست تجربة السجن شعراَ أو نثراً فهي ليست قليلة ، لا في أدبنا القديم ولا في الأدب الحديث : نذكر منها ( روميات أبي فراس الحمداني ) وقصائد الحطيئة وعلي ابن الجهم وأمثالهم في الأدب القديم . أما في الأدب الحديث فنذكر : ( حصاد السجن – لأحمد الصافي النجفي ) و (شاعر في النظارة : شاعر بين الجدران- لسليمان العيسى ) و ديوان (في غيابة الجب – لمحمد بهار : محمد الحسناوي) وديوان (تراتيل على أسوار تدمر – ليحيى البشيري) وكتاب (عندما غابت الشمس – لعبد الحليم خفاجي) ورواية (خطوات في الليل – لمحمد الحسناوي).

كما يجدر التنويه أن أدب السجون ليس حكرا على الفلسطينيين والعرب فقط ، بل هناك آخرون مثل شاعر تركيا العظيم ناظم حكمت، وشاعر تشيلي العظيم بابلونيرودا، والروائي الروسي ديستوفسكي في روايته”منزل الأموات” فالسجون موجودة والتعذيب موجود في كل الدول منذ القديم وحتى أيامنا هذه، ولن يتوقف الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

جميل السلحوت

المصدر رابطة ادباء الشام

تحميل كتاب رسائل السجن: رسائل أنطونيو غرامشي إلى أمه 1926-1934

تحميل كتاب رسائل السجن: رسائل أنطونيو غرامشي إلى أمه 1926-1934 pdf الكاتب أنطونيو غرامشي

أنطونيو غرامشي فيلسوف ومناضل ماركسي إيطالي، ولد في بلدة آليس بجزيرة ساردينيا الإيطالية عام 1891، وهو الأخ الرابع لسبعة أخوات. تلقى دروسه في كلية الآداب بتورينو حيث عمل ناقدا مسرحيا عام 1916. انضم إلى الحزب الشيوعي الإيطالي منذ تأسيسه وأصبح عضوا في أمانة الفرع الإيطالي من الأممية الاشتراكية.
أصدر مع تولياتي في عام 1917 مجلة النظام الجديد (بالإيطالية: Ordine Nuovo). وفي شهر يوليو 1919 اعتقل لأول مرة بسبب تأييده للجمهوريتين الهنغارية والروسية لكنه بدأ في خريف العام ذاته تنشيط حركة “مجالس العمال” في تورينو. وفي عام 1921 أسس مع مجموعة أخرى الحزب الشيوعي الإيطالي وانتخب نائبا عام 1924 وترأس اللجنة التنفيذية للحزب. وفي الثامن من نوفمبر أودع السجن بناءا على أمر من موسوليني حيث أمضى العشر سنوات الأخيرة من عمره قبل أن يموت تحت التعذيب في 26 أبريل 1937. ومن السجن يعلن قطيعته مع ستالين، وفيه يكتب ” دفاتر السجن ” التي يصدر الجزء الأول منها في هذا الكتاب تحت عنوان ( رسائل السجن – رسائل أنطونيو غرامشي إلى أمه

هذا الكتاب من تأليف أنطونيو غرامشي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

تحميل كتاب رأيت رام الله

تحميل كتاب رأيت رام الله pdf الكاتب مريد البرغوثي

هذا النص المحكم، المشحون بغنائية مكثفة، الذي يروي قصة العودة بعد سنوات النفي الطويلة إلى رام الله في الضفة الغربية في سبتمبر 1996 هو واحد من أرفع أشكال كتابة التجربة الوجودية للشتات الفلسطيني التي نمتلكها الآن، وإنه ليسعدني أن يتاح لي أن أقول بعض الكلمات كمقدمة لهذا العمل، أما وقد قمت بنفسي برحلة مشابهة إلى القدس (بعد غياب 45 سنة) فإنني أعرف تماماً هذا المزيج من المشاعر حيث تختلط السعادة بالأسف، والحزن والدهشة والسخط والأحاسيس الأخرى التي تصاحب مثل هذه العودة، إن عظمة وقوة وطزاجة كتاب مريد البرغوثي تكمن في أنه يسجل بشكل دقيق موجع هذا المزيج العاطفي كاملاً، وفي قدرته على أنه يمنح وضوحاً وصفاءً لدوامة من الأحاسيس والأفكار التي تسيطر على المرء في مثل هذه الحالات.
إنه لأمر حتمي أن يكون في كتاب البرغوثي قدر من السياسة، لكنه لا يقدمها لنا في أي لحظة من قبيل التجريد أو الدوافع الإيدولوجية كل ما هو سياسي في الكتاب ناجم عن الأوضاع المعيشية الحقيقية في حياة الفلسطينيين المحاطة بقيود تتعلق بالإقامة والرحيل، فبالنسبة لمعظم شعوب الأرض الذين هم مواطنون لديهم جوزات سفر وبوسعهم السفر بحرية دون تفكير في هويتهم طوال الوقت، فإن مسألة السفر والإقامة تعد أمراً مفروغاً منه، بينما هي أمر مشحون بتوتر عظيم لدى الفلسطينيين الذين لا دولة لهم، وهكذا، فبالرغم من الفرح ولحظات النشوة التي يحملها هذا النص، فإنه في جوهره يستحضر المنفى لا العودة.

هذا الكتاب من تأليف مريد البرغوثي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها