أرشيف يوم: يونيو 3, 2021

العـزل هو أقسى أنواع التعذيب ..

العـزل هو أقسى أنواع التعذيب ..

بقلم / عبد الناصر عوني فروانة

من الأهمية بمكان أن نَسمع ونُسمع العالم أخبارهم وصرخاتهم ، وأن نُطلعهم على أوضاع أسرانا وظروف حياتهم وواقعهم المؤلم … فأخبارهم ملتهبة كلهيب شمس يوليو في النقب ونفحة ، وأوضاعهم مُرة كمرارة زنازين عسقلان والمسكوبية ، وحياتهم قاسية كـقساوة عزل السبع والرملة ، ومعاناتهم تتصاعد في خيام عوفر ومجدو … فأسرانا يتعرضون لتعذيب جسدي ونفسي على مدار اللحظة ، وأساليب التعذيب المختلفة باتت معروفة للجميع ، ولكن قد تكون سياسة العزل ليست معروفة بهذا القدر ، فليس كل من أُعتقل تعرض لها ، وهي بالمناسبة ليست مرتبطة بحقبة زمنية معينة بل أُنتهجت ومورست على امتداد سنوات الأسر في السجون الإسرائيلية كنهج منظم ، وبحق عدد محدود من الأسرى وكانت تطبق بداية لعدة أيام وأسابيع ، ثم امتدت لتشمل عشرات الأسرى وبعض الأسيرات ولفترات تصل لشهور وبضع سنوات ، إلى أن وصلت لسنوات طوال كما هي حالة الأسير أحمد شكري المعزول منذ حوالي 15 عاماً ، والأسير عويضة كلاب المعزول منذ أكثر من 10 سنوات ، والأسير موسى دودين المعزول منذ 9 سنوات ولم يرَ ذويه سوى مرة واحدة قبل شهرين وبتدخل شخصي من الوزير سفيان أبو زايدة ، حتى بات حلم الأسرى المعزولين ليس التحرر بل العودة الى رفاقهم وإخوتهم في غرف السجون .

والأخطر والأكثر بشاعة هو أن إدارة السجون لم تكتفِ بزنازين العزل التي كانت قائمة أصلاً في السجون ، بل أنشأت أقساماً جديدة وبظروف أكثر قساوة مثل عزل السبع وخاصة قسم 9 ، وعزل أيالون بالرملة وأيضاً ” نيتسان “، وهو أحد أماكن العزل الرهيبة ويقع تحت الأرض ، والرطوبه فيه عالية جداً لدرجة العفن ، وتصطف زنازينه على صفين يفصلهما مردوان تتعلق في سقفه أنابيب مجاري الأقسام العلوية التي تطفح على الدوام وتنفث منها رائحة كريهة.

فالعزل شيء مختلف تماماً عن باقي السجون ، و يعتبر من أقسى أنواع التعذيب الذي تلجأ إليه إدارة السجون الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين والعرب وأقسامه هي علب للقتل الجسدي والنفسي البطيئ ، حيث يتم إحتجاز الأسير بشكل منفرد لفترات طويلة من الزمن تتجاوز السنوات في غرف صغيرة تعرف ” بالإكسات ” ، ومقفلة بإحكام بباب حديدي سميك وهي معتمة ورديئة التهوية وأشعة الشمس لا تعرف لها طريقاً و مساحتها ضيقة ، وتعاني من نقص كبير في النظافة ، وبالتالي رائحة العفن تفوح من الفراش والحرامات ، وآليات الإتصال من تلفاز ومذياع وصحف معدومة ، وحتى الساعة التي يُعرف منها الوقت ممنوعة ، ويمنع الكلام بصوت عالي وبالتالي يمنع الغناء والنشيد ، كما لا يُسمح للأسير خلال فترة العزل بالإلتقاء بالأسرى ولا بذويه ، وفي الحالات النادرة جداً التي يسمح فيها بزيارة الأهل تمتزج هذه الزيارات بالمضايقات والاستفزازات والإهانة وإذا مرض فلا يتلقى رعاية صحية كافية وقد تنعدم أحياناً وإن أخرجوه لما تسمى العيادة فإنه يخرج مكبل الأيدي والأرجل ، وهذا يسبب له مضاعفات صحية ونفسية خطيرة …. وحقيقة تفشل الأقلام مجتمعة في وصف بشاعة تلك الأقسام ووحشية المعاملة فيها ، وحجم المعاناة بالنسبة للأسرى المعزولين ولذويهم وأبنائهم أيضاً .

وأهداف العزل عديدة منها إضعاف الحركة الأسيرة من خلال عزل الأسرى أصحاب المكانة القيادية و التجربة الإعتقالية العميقة والحد من تأثيرهم على بقية الأسرى ، وبالتالي محاولة لخلق حالة مستمرة من الإرباك في صفوف الأسرى لتمرير سياستهم القمعية ، كما ويستخدم كعقاب وانتقام من بعض الأسرى لما قاموا به من عمليات فدائية مميزة أسفرت مثلاً عن مقتل إسرائيليين ، أو عقاباً لعمل قام به الأسير داخل السجن مثل الإعتداء على أحد السجانين أو ضبط مواد لدى الأسير غير مسموح إقتنائها ، وأحياناً لمجرد جدل كلامي بين الأسير والسجان أثناء العدد أو تفيش الغرف أو أثناء الخروج للفورة ، أو خلال زيارة الأهل ، بمعنى أحياناً تكون الأسباب المعلنة تافهة ، ولكن الهدف الأساسي هو إذلال الأسير وتحطيم معنوياته بشكل منظم ومبرمج وإلحاق الأذى النفسي والمعنوي والجسدي به ، وبذويه المحرومين من رؤيته والقلقين بإستمرار عليه وعلى حياته ، وبالتالي يأتي العزل في إطار السياسة القمعية واللاإنسانية المتصاعدة التي تمارس ضد أسرانا بهدف تحطيمهم معنوياً ونفسياً وحتى جسدياً وكسر معنوياتهم وفرض عليهم سياسة القبول بالأمر الواقع ، ولا أعتقد أن هناك أسيراً تعرض للعزل وبقيَّ سوياً من الناحية الصحية جسدياً أونفسياً .


ولقد أدرك الأسرى خطورة ذلك منذ زمن وخاضوا العديد من الإضرابات من أجل إنهاء هذه السياسة ، أو لأجل إعادة هذا الأسير أو ذاك ، وضمن أهداف الإضراب المفتوح عن الطعام والذي شمل كافة السجون في 15 آب 2004 واستمر لقرابة عشرين يوماً ، أدرج الأسرى آنذاك هدف إنهاء العزل ضمن أهداف الإضراب الأساسية ، وحينها وعدت إدارة السجون بدراسة كافة الحالات وإعادتها للسجن ، إلاّ أنها لم تفِ بوعودها ! فتوجه الأسرى المعزولين والأسرى عموماً بمناشدات ورسائل لجهات مختلفة للتدخل لإنهاء عزلهم ، وحذروا إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية مراراً من خطورة التمادي في ذلك والإستهتار بحياتهم ، إلاّ أن هذه المناشدات وتلك الرسائل لم تحقق شيئاً ، وعليه اضطروا للإضراب عن الطعام تضامناً مع المعزولين ورفضاً منهم لسياسة العزل ، وإذا ما تم إغلاق هذا الملف فبتقديري الأوضاع في السجون قابلة للإنفجار في أية لحظة ، خاصة وأن أوضاع كافة السجون آخذة بالتدهور وشكاوي الأسرى في تزايد والمعاناة مستمرة ..وعلى كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والعربية والدولية أن تتحرك بجدية لوقف هذه المعاناة .

فضفضة تحت سقف الزنزانة

فضفضة تحت سقف  الزنزانة

حلقة يكتبها :زكرياء بوغرارة -مشرف موقع ادب السجون

1

عندما نتحدث بلسان التبرير الذي لايغني عن تقرير التقصير في منعطف فاصل.. أن السلفية الجهادية تعرضت لاختراق {{ اخواني سروري}}.. اذن المخترق لها يجب ان يشهد {{ بضم الياء}}له بالعبقرية لنجاحه في الاختراق حتى جاوز الجلد للعظم.. وهنا يثور سؤال آخر

{{ لماذا لم تستطع السلفية الجهادية اختراق الاخوان.. ؟؟هل لان لديهم مناعة من الاختراق.؟؟. ام لضعف في التيار الذي لا اعتقد انه اخترق ولكن كانت لدى قطاع هام فيه {{ القابلية للاختراق}}
هنا يبدو جليا فقه الاستبدال

{{ يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا امثالكم}}

2

ذات يوم ونحن في السجن جمعتني بابي حفص جلسة ثنائية دار فيها حوار طويل  

مما قال لي ولا زلت أذكره {{ لو يعلم الاخوة منهجي و قناعاتي وخياراتي التي سأعلنها ذات يوم.. سيصدمون}}

تحدث عن الصدمة لمن يتعلق بالاشخاص او الجماعات حتى يذوّب

ذاك التعلق في وجدانه وحسه تعلقه الأصلي بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم..

ما اشبه السلفية الجهادية اليوم في عنوانها العريض بهذه المقولة التي قيلت لي ذات سجن.. الواقع يؤكد اننا أمام {{ صدمة }} عميقة لمن تعلق بالأشخاص والرموز والتنظيمات.. وتلاشى في حسه تعلقه الأصلي بهذا الدين…..

3

عندما ياتي من يحسب نفسه منظرا للتيار السلفي الجهادي ثم يكتب بقلم متأخون قائلا عن الإنحرافات المنهجية العميقة وغير المسبوقة.. وهويحسن قبحها

{{ وأصبح الملف بأيدٍ أكثر ثقة وأكثر صلابة وتقدم مصلحة الثورة على مصلحة الداعم…}} و يردف قائلا{{من استخدم دهاءه و “مكره” في سبيل الله مع علمنا أنه من أهل الدين والتقوى، فيجب أن لا نخاف من تصرفاته الضبابية ونحسن الظن به}}

هنا نكون امام استحمار يمارسه من داخل الصف الاسلامي على الامة برمتها لا المنهج وحده…من يظن نفسه المنتهى ..على وزن البحر الكامل{{ كمل الجمال في البحور الكامل متفعلن متفاعلن متفاعل}}

ما الذي حصل ما الطارئ الذي حل  بها ؟؟

. اما ان السلفية الجهادية كانت في بداياتها على خطأ جسيم وانحراف عميم … ثم ثابت الى رشدها.. او ان الانحراف طارئ عليها.. وهو ما يكشف سوء المنعطف الجديد ..
المألات أصبحت كارثية

4

الفرق الذي كان بين السلفية الجهادية والأخوان.. كان يمثل علامة تألق المنهج السلفي الجهادي.. كنا نشم منه ريحا من أريج ذاك العبق المنبعث  من الجيل الأول المنتجب.. بعد ان تبدد إلى ان تلاشى هذا {{الفرق والفارق..}} اصبحا سيان.. {{اخوان اخوان.. }}

تلاشى التميز.. وتبدد التزيل واندثرت المفاصلة

5

عندما تصل الشحنة في القلب الى ذروتها.. حينها يكون الرصيد في تمامه.. هكذا نكون{{ الأعلون} ودونما شحنة كاملة لا ولم لن يكون هناك {{ استعلاء بالإيمان}} الذي لانهون ولانحزن بعد استقراره في الوجدان.

{{ ولاتهنوا ولاتحزنوا وانتم الأعلون أن كنتم مؤمنين}}

6

ذات يوم جاء لزنزانتي سجينان من الحق العام ليستفتياني في مسألة كانت في حسهم ذات شأن جلل..
فلما قصا علي القصص وعلمت فحوى النازلة..
تبسمت ضاحكا من قولهمأ…
فقد جاء كلاهما ليسأل بل ليقرر ما يلي {أليس قلي البيضة أو سلقها قبل أن توضّئها بالماء .. حرام ولا يجوز؟؟}
ظل كل واحد يرتقب مني تأييدا لفتواه.. بأن أكل البيض بأي طريقة قبل ان تغمسه في الماء حرام حرام…
تذكرت انتفاضة ابن عباس في وجه من جاء يسأله عن حكم قتل الذبابة في بيت الله الحرام..
فلذت للتأمل في هذا الاسلام المغربي.. ذي الخصوصية العجيبة كيف أن به كل شيء الا دين محمد الصحيح الصريح…
وتذكرت عظم جناياتهم في السجن أعلاها سب الله تعالى ,واقلها أفاعيل تنهد منها الجبال…
ويسألون عن وضوء البيض….

7

عظمت النخالة والحثالة حتى فاقت قامات الجبال
صدق الحبيب عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري في صحيحه : أن النبي صل الله عليه وسلم قال : { يذهب الصالحون الأول فالأول . ثم تبقى حفالا وفي رواية حثالا كحثالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله تعالى باله}
وهذا مما يدل على فساد الناس في آخر الزمان ، كما يشهد به الواقع عن كثب

8

من عمق الثقافة الغربية ينقل لنا برنارد شو صورة حقيقية للأمريكي وكم هو عنصري يحمل بين جوانحه كل حمولات الاستكبار…لنقيس عليها نظرته لنا اليوم وهو يرى الهرولة الكبرى من الأعرابي لمنحه ثروات الامة ويرهن بين يدي مصيرها وتاريخها وحضارتها …
«الرجل الأمريكي الأبيض يهبط بالزنجي إلى مستوى ماسح الأحذية، ثم يستنتج من ذلك أن الزنجي لا يصلح إلا لمسح الأحذية»
لايكفي ان نستبدل لفظة الزنجي بالاعرابي فللأمريكي اليوم نظرة اخرى للأعرابي لاتعدو  كونها في حسه {ضرع بقرة حلوب..}
ترى الى اي مستوى يهبط الامريكي اليوم بنا ليستنتج بعدها اننا لا نصلح الا لحمل اموالنا ومنحها للسيد الامريكي …
بعد ان صارنا في عقل الامريكان الجمعي مجرد بقرة حلوب….

9

أحيانا يعتريني احساس باللاجدوى من الكتابة.. منعطف { التجحيش } صار قويا جدا. أرى كل ما حولنا أشبه بالأخدود ..و كأننا ندخل في نفق ليس له نهاية..
كأنه مكتوب علينا ان نبقى في هذا التيه قرنا آخر حتى نمتك زمام امورنا ان بقي لنا زمام…
مشكلة الكاتب هي الكتابة الحرة.. وكيفية الوصول بالكلمةالى الشحن الكاملة أو الطاقة القصوى ..
وطالما ان الكلمات خاوية الرصيد بلا تعبئة فلاطائل منها…
هناك عين تراقب ومتلصص يحصي الأنفاس وقانون كسيف مسرور سياف الرشيد
الآن فقط أتوقف  إنها لحظة استطلاع للامل للحظة الفارقة ,,,
– نستقوي بالأمل ..

10

خلاصة رحلتنا في الدنيا.. فاما رحلة الى الله او رحلة الى الشيطان ..
مختصرها ما قاله جبريل عليه السلام: للنبي صل الله عليه وسلم

{يا محمد عش ما شئت فإنك ميّت و أحبب من شئت فإنك مُفارقه و اعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به}