أرشيف شهر: نوفمبر 2021

قراءة في رواية “المسكوبية: فصول من سيرة العذاب” لأسامة العيسة

اسمي جوقة لأننا كثيرون

قراءة في رواية “المسكوبية: فصول من سيرة العذاب” لأسامة العيسة

موسى م. خوري

حمل أسامة العيسة في روايته “المسكوبية: فصول من سيرة العذاب”، الصادرة عن مركز أوغاريت 2010، همّ كنس أزقة مدينة القدس بفرشاة أسنان، ونجح في أن يحرر روايته من متلازمتين أدبيتين فلسطينيتين: البطل الشاطري، والسجن/ النفق. أقف، قبل مقاربة هذه الأطروحة الثلاثية، على ثلاث عتبات من عتبات الكتاب لها دلالات ملحوظة مخطط لها. العتبتان الأولى والثانية تلتحمان لتبسطا، بالإحالات المضمنة فيهما، جامِعَ النص، والعتبة الثالثة عتبة مشاكسة تمتلك كمونَ حيرة، ويمكن أن تخلّق دهشة من عيار ثقيل، تحسب لشكل الكتاب ومضمونه معا.

الصورة على عتبة الغلاف الأمامي، والممتدة لتتداخل مع صورة/صور عتبة الغلاف الخلفي، تنبئ بالتحول الذي طرأ على المكان المعيّن في عتبة العنوان الرئيسي “المسكوبية”، الذي صار ثيمة ضابطة لتفريعات الاعتقال والتعذيب والإكراه، وصولا إلى السجن الكبير الذي هو الاحتلال الإسرائيلي. والرواية، من صفحتها الأولى التي تغطيها صفحة الغلاف الأمامية  إلى صفحتها الأخيرة التي تغطيها صفحةُ الغلاف الخلفية، تظل سياحة في تغير المشهد/ المسكوبية، باعتباره المكان الصغير المتناهي في الكبر (مع كل دلالات الصغر والكبر)، وباعتباره أيقونة – بلغة مايكروسوفتية – تنفتح على المكان الأرحب الذي أحال العيسة في روايته على مداميكه الأصغر التي تتلاحم لتحقيق كبره –  مدينة القدس.

كان لعتبة الخطبة أثر ليس بسيطا عليّ، فقد خربطت في البدء مياهي الجوفية بالمعنى السلبي للخربطة، ثم خربطت – لاحقا- مياهي الجوفية بالمعنى الإيجابي. ما فاق حد الإزعاج عند قراءتي لعتبة الخطبة أنها قدمت مسردا لسجناء النخبة في فلسطين، وصرت أحسب – مدفوعا بلا براءتي التي يسوغها غياب براءة فعل الكتابة أصلا – أن الكاتب مهووس بالانتماء إلى طبقة خطط منذ جيل مبكر، وهو الفتى القابع في سجن المسكوبية، أن ينتمي إليها – طبقة الكتاب. صارت القدس في الخطبة قدسَ النخبة التي تقدمها كتب مقرر اللغة العربية وكتب التاريخ، وبدأت أحسب أن هذه العتبة/البوابة ستؤدي إلى خرابة. لأني طويل أناة عندما يصير الأمر متعلقا بالقراءة، ولأني أحاول أن أكون القارئ الذي اشتهيه عندما أكتب أنا نصا، تابعت القراءة واكتشفت أنني أمام كاتب مهووس بالخلخلة وينتمي إلى الرصيفيين، ويزاحمني على ذلك وأحب مزاحمته. صارت الخطبة بعد قراءة الرواية (وأي قراءة واعية هي قراءة مقارنة بالضرورة) هي النص الذي أراد الكاتب في جوانب كثيرة من روايته، التي تنتمي إلى أدب السجون، أن يخرقه وبتدبير مسبق. ما أتى في الرواية، بعد مسرد النخبة في الخطبة،  توثيق لحياة المهمشين والرصيفيين الذين، وإن ظلوا في ذاكراتنا، يظلون أرقاما أو أسماء تراكم سجلنا الوطني في خانة السجن أو النضال أو الاستشهاد، ودون احتفاء بتفاصيل اليوميات التي توثق لحقيقة أنهم كانوا، قبل أي شيء، وحتى قبل رصيفيتهم، أناسا من لحم ودم.

في قراءة له يعيد فيها اكتشاف الشاعر الفلسطيني الرصيفي طه محمد علي، استثمر الكاتب والأكاديمي والمترجم الفلسطيني أنطون شماس عبارة مجهولة السياق لشاعر يوناني (أركيلوكس) عاش في القرن السابع قبل الميلاد، والعبارة هي:  “الثعلب يعرف أمورا كثيرة، أما القنفذ فيعرف أمرا واحد كبير الشأن”. يقول أنطون شماس في اتكاء على تأويل للعبارة ورد في دراسة عن تولستوي الحرب والسلام لكاتب وأكاديمي ثعلب هو إشعيا برلين : “الكتّاب – ولا فضل لأحد على أحد إلا بالموهبة – يمكن أن يصنّفوا بين عالمين: عالم القنافذ وعالم الثعالب، بين أولئك الذين يردّون الأمور إلى منظومة واحدة تهيمن على كل شيء، إلى فكرة كبرى تنظم العالم ومن خلالها يدركون الأشياء فكريا وعاطفيا، وبين أولئك الذين يطاردون أمورا شتى قد تبدو في غالب الأحيان متناقضة للناظر، لا علاقة ظاهرة بينها ولا تنضوي تحت مبدأ أخلاقي أو جمالي واحد”. أسامة العيسه، في متتالية استثمارية للعبارة اليونانية، قنفذ مغرق في قنفذيته،  فهو يعرف في عمله هذا وفي أعماله الأخرى وفي كثير من تلفظاته التي ترد في نصوصه الموازية، يعرف شيئا واحدا عظيم الشأن، يعرف أنه صاحب مشروع روائي لتقديم الزمان والمكان الفلسطينيين سرديا.

ليس الذي شدّني في قنفذة الكاتب تركيزه  على القدس باعتبارها المكان الذي يشغل حجر الزاوية في ذاكرتنا المكانية فقط، بل باعتبارها “المكان قيد الصيرورة”، المكان الذي نسهم جميعا، البدو والأحباش والأقباط واليونان والنور والعرب المسلمون والمسيحيون، بنسج علاماته الفارقة، لكن كل بخيطه ومسلته. في نص غير بصير يرد في مقرر اللغة العربية الفلسطيني للصف السادس تصير الإحالة على كنيسة القيامة، مثلا، باعتبارها الـ (مكان) الذي يحوي تمثالا مرصعا بالجواهر للسيدة العذراء، وفيه مصابيح ثمينة. تظل الكنيسة، بما تحويه، مشلّحة من اسمها (القيامة) الذي يحيل، بكل دلالاته الميثولوجية، والوطنية، والأدبية الاستعارية، على الذي يحيل عليه. صك دولوز وجواتري، في دراستهما لأدب كافكا، التشيكي اليهودي الذي كتب بالألمانية، مصطلحَ “الماينور ليتيرتشر”، أو الأدب الذي تنتجه الأقلية بلغة الأكثرية والذي يمتاز بطابع تفكيكي لصيغ الأكثرية ومروياتها الشرعية والمشرعنة التي ترعاها الـ “سلطة؛ وكتب أسامة العيسة نصا ينتمي إلى هذا التصنيف لأنه نأى بالقدس عن مقرر اللغة العربية الذي يجعل المدينة مدينة يتعهد “مؤرخوها الجدد” للـ “أقليات” بذكر مجزوءِ مقدساتهم ومروياتهم التي أسهمت قطعا في تشكيل راقات وتراكمات ثقافة المكان.

 مشى العيسة أميالا إضافية في نص المسكوبية، وذكر الذين ذكرهم وقدم – بدفع من وعيه القائم بتنميط المكان – وعيا ممكنا أساسه رؤية لعالم المدينة باعتبارها نصا يقتات على نصوص كثيرة. قدس العيسة، التي يكنسها بفرشاة أسنان، تظل في الرواية لوحة فسيفساء شكّلها تراص مداميك حجارتها الصغيرة المتناهية في الكبر، حجارتها  المختلفة بانسجام والمنسجمة باختلاف. تذكرني قدسه بمروية القديس مرقس حين أحال على حادثة السيد المسيح الذي قبل أن يطرد الأرواح الشريرة من ساكن المقبرة سأله: ما اسمك؟ فأجاب: اسمي جوقة لأننا كثيرون. القدس في الرواية جوقة لأنها كثيرون، وفيها تبرز التفاصيل الصغيرة التي حذرنا درويش من إسقاطها في سطره البصير: “سنصير شعبا حين ننسى ما تقول لنا القبيلة، حين يعلي الفرد من شأن التفاصيل الصغيرة”.

من العلامات الفارقة الأخرى لهذه الرواية تبطيل البطل. أبطال الرواية يعرفون ولا يعرفون، أو لا يوسمون دائما بفضيلة المعرفة. ظلت فضيلة اللامعرفة سمة في مواقف كثيرة لهم، ما جعل الرواية رواية مشغولة  بالسؤال أكثر من انشغالها بالجواب. في السياق ذاته، تخلت الرواية عن الشاطرية بالمفهوم الشعبي، فالبطل فيها ليس شاطرا حسنا يوهب البطولةَ ولا يصنعها، وشخوص الرواية من المساجين ليسوا فوق الحزن والألم، وأمهم – إن ماتوا –  تنهدّ، فـ”الأم أم حين تثكل طفلها تذوي وتيبس كالعصا”.

احتفت الرواية، وهي تبطل البطل، بالحميم واليومي والرصيفي كذلك، فيها نرى العالم السفلي، وفيها – وهنا الأهم – نعيش تجربة السجن في اليومي، ولا نعيشها في عتمة النفق الذي سيفضي، وإن بعد كثير من التأبيدات، إلى النور. لم نعش في الرواية حالة الوطان التي يعيشها كثير من العرب في مهاجرهم حين يعلقون اليومي ويعلقون معه دوران أضراس الحياة والعمر لأنهم سيعودون يوما ليشربوا حليب البلاد. اعتنت الرواية بالنفق لأن التجربة التي تصير فيه لا تقل أهمية عن النور الذي في آخره؛ فهو ساعة يضج بالحياة يصير منيرا بفعل أنسنة المقيمين (السجناء والسجانين) الذين لا تصير حياتهم فيه مع وقف التنفيذ انتظارا لخلاص مفترض.

أغلب المقالات التي تناولت هذه الرواية في صحافتنا المحلية أو العربية عابت عليها محدودية حركة الحدث الدرامي، أو وسمتها بالتشظي الذي أحدثته كثافة الالتجاء إلى صيغة التحقيق الصحافي، لكن أحدا من كتاب هذه المقالات لم يشر إلى أننا يمكن أن ننظر إلى شكل الرواية، في بندوليته المراوحة بين الحيرة والمعرفة والاستباق والاسترجاع والتقريرية الصحافية والتنظير، باعتباره شكلا مماثلا لحالة اللاثبات في الواقع الفلسطيني، ليصير شكل الرواية، والحال، مضمونا. يمكن لقارئ مخلص أن يضع الرواية في زنازين كثيرة، بل يمكن أن يشبحها، بلغة السجن، ويضع على رأسها كيس خيش معشقا برائحة ما، ويمكن أن يثير أسئلة كثيرة حول مبرر بروز “حصون تارجت” في خطبة الكتاب (السجون التي بناها البريطانيون) على حساب المسكوبية – مكانا وعنوان نص، ويمكن أن يشار  إلى مواقع كثيرة يحتاج فيها النص لتحرير أسلوبي ولغوي من عيار معقول. يبقى، مع كل ذلك، أن هذه الرواية التي استحقت الجائزة العربية للإبداع الثقافي عن فئة الرواية (2013) حققت، مع غيرها من الأعمال بالضرورة، خرقا ثلاثيا: انتصرت للتفاصيل الصغيرة المتناهية في الكبر، ونزعت سمة الشاطرية عن بطل السجون وانحازت لأنسنته بطلا يصنع البطولة ولا تهبها له بنائية فلاديميرية (نسبة إلى وظائف فلاديمير بروب الدراماتيكية في كتابه مورفولجيا الحكاية الخرافية)، وأنارت النفق (الزنازين وغرف التحقيق وغرف الحبس) الذي يضج بحياة آدميين يتحدون حياةً أرادها سدنة المسكوبية، وغيرهم، حياةً مع وقف التنفيذ.


أكاديمي وكاتب فلسطيني.

حوار مع الأديب الفلسطيني جميل السلحوت عن أدب السجون الوجه والواجهة

حاوره زكرياء بوغرارة

مشرف موقع أدب السجون

 ننكش  وجع أدب السجون في عالمنا العربي الذي لايزال يرزح  تحت   نير الاعتقال السياسي  والاختطاف والاختفاء القسري في العديد من  الدول العربية ..  ولعله أدب صاحب  هذه الرقعة من عالمنا الممتدة من المحيط  الى الخليج من عدة عقود  ..

   أصبح  القهر السجوني سمتها الخاصة  …

أدب السجون ذلك الادب الذي ينكش في كل تلك الأوجاع الانسانية …  في عالم أزرق مغلق

    نفتح  ملف أدب السجون بحوارات   عميقة مع أدباء  ارتبطت اسماؤهم بهذا الأدب   كتبوا عنه وفيه وكانت لهم تجاربهم في المعتقلات المظلمة والدهاليز المعتمة  وبعد  خروجهم من عالم الظل  والظلام  كانت للكثيرين منهم ابداعاتهم   في ادب  السجون  راوية وشعرا ومذكرات  .. 

كانت البداية   في لقاء  نحاور فيه الأديب الفلسطيني الكبير  جميل السلجوت  الذي كتب  عن ادب السجون وفي أدب السجون وكان له قصب السبق في نفض الغبار عن هذا الأدب  الموجع في عالمنا العربي…

  وقد كان لنا معه هذا الحوار الماتع ……

ورقة تعريفية

جميل السلحوت
هو جميل حسين ابراهيم السلحوت
–  مولود في جبل المكبر – القدس بتاريخ 5حزيران1949 ويقيم فيه.
– حاصل على ليسانس أدب عربي من جامعة بيروت العربية.
– عمل مدرسا للغة العربية في المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس من 1-9-1977 وحتى 28-2-1990.
– اعتقل من 19-3-1969 وحتى 20-4-1970وخضع بعدها للأقامة الجبرية لمدة ستة شهور.
–  عمل محررا في الصحافة من عام 1974-1998في صحف ومجلات الفجر،  الكاتب، الشراع، العودة، مع الناس، ورئيس تحرير لصحيفة الصدى الأسبوعية. ورئيس تحرير لمجلة”مع الناس”
–  عضو مؤسس لإتحاد الكتاب الفلسطينيين، وعضو هيئته الإدارية المنتخب لأكثر من دورة.
-عضو مؤسس لإتحاد الصحفيين الفلسطينيين، وعضو هيئته الإدارية المنتخب لأكثر من دورة.
– عمل مديرا للعلاقات العامة في محافظة القدس في السلطة الفلسطينية من شباط 1998 وحتى بداية حزيران 2009.
– عضو مجلس أمناء لأكثر من مؤسسة ثقافية منها: المسرح الوطني الفلسطيني.
–  منحته وزارة الثقافة الفلسطينية لقب”شخصية القدس الثقافية للعام 2012″.
– أحد المؤسسين الرئيسيين لندوة اليوم السابع الثقافية الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني والمستمرة منذ آذار العام 1991وحتى الآن.
– جرى تكريمه من عشرات المؤسسات منها :وزارة الثقافة، محافظة القدس، جامعة القدس، المسرح الوطني الفلسطيني، ندوة اليوم السابع، جمعيّة الصداقة والأخوّة الفلسطينيّة الجزائرية، نادي جبل المكبر، دار الجندي للنشر والتوزيع، مبادرة الشباب في جبل المكبر، ملتقى المثقفين المقدسي، جمعية يوم القدس-عمّان.
صدرت له الكتب التالية:
– شيء من الصراع الطبقي في الحكاية الفلسطينية .منشورات صلاح الدين – القدس 1978.
–  صور من الأدب الشعبي الفلسطيني – مشترك مع د. محمد شحادة .منشورات الرواد- القدس 1982.
–  مضامين اجتماعية في الحكاية الفلسطينية .منشورات دار الكاتب – القدس-1983.
–  القضاء العشائري. منشورات دار الاسوار – عكا 1988.
–   المخاض – مجموعة قصصية للأطفال .منشورات اتحاد الكتاب الفلسطينيين- القدس.1989.
–   حمار الشيخ.منشورات اتحاد الشباب الفلسطيني -رام الله2000.
–   أنا وحماري .منشورات دار التنوير للنشر والترجمة والتوزيع – القدس2003.
–   معاناة الأطفال المقدسيين تحت الاحتلال مشترك مع ايمان مصاروة، منشورات مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية – القدس آب 2002.
–   عش الدبابير رواية للفتيات والفتيان ،منشورات دار الهدى – كفر قرع،تموز 2007
–   الغول –  قصة للأطفال منشورات مركز ثقافة الطفل الفلسطيني- رام الله2007.
– كلب البراري-مجموعة قصصية للاطفال، منشورات غدير -القدس في اواخر كانون اول 2009.
– ظلام النهار-رواية، دار الجندي للنشر والتوزيع- القدس –ايلول 2010.
– جنة الجحيم-رواية – دار الجندي للطباعة والنشر- القدس-حزيران 2011.
-هوان النعيم. رواية- دار الجندي للنشر والتوزيع-القدس-كانون ثاني-يناير-2012.
– كنت هناك-من أدب الرحلات-منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية-رام الله-فلسطين-تشرين أول-اكتوبر-2012.
– برد الصيف- رواية- دار الجندي للنشر والتوزيع –القدس- آذار-مارس- 2013.
– العسف-رواية-دار الجندي للنشر والتوزيع-القدس-2014.
– أميرة- رواية- دار الجندي للنشر والتوزيع القدس 2014.
– الحصاد- رواية للأطفال-منشورات جمعية الزيزفزنة لثقافة الطفل-رام الله 2014.
أعد وحرر الكتب التسجيلية لندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني – الحكواتي سابقا – في القدس وهي :
– يبوس. منشورات المسرح الوطني الفلسطيني – القدس 1997.
–  ايلياء. منشورات المسرح الوطني الفلسطيني – القدس تموز 1998.
–  قراءات لنماذج من أدب الأطفال. منشورات المسرح الوطني الفلسطيني – القدس كانون اول 2004.
–  في أدب الأطفال .منشورات المسرح الوطني الفلسطيني – القدس تموز 2006.
-الحصاد الماتع لندوة اليوم السابع.  دار الجندي للنشر والتوزيع-القدس كانون ثاني-يناير- 2012.
– أدب السجون.  دار الجندي للنشر والتوزيع-القدس-شباط-فبراير-2012.
–  نصف الحاضر وكلّ المستقبل.دار الجندي للنشر والتوزيع-القدس-آذار-مارس-2012.
– أبو الفنون. دار الجندي للنشر والتوزيع-القدس نيسان 2012.
–  حارسة نارنا المقدسة-دار الجندي للنشر والتوزيع-القدس- أيار 2012.
– بيارق الكلام لمدينة السلام- دار الجندي للنشر والتوزيع- القدس –حزيران 2012.
-من نوافذ الابداع- دار الجندي للنشر والتوزيع-القدس- نيسان 2013.
– نور الغسق- دار الجندي للنشر والتوزيع-القدس – نيسان 2013.
– مدينة الوديان- دار الجندي للنشر والتوزيع-القدس-2014

ماذا  يمثل أدب السجون لكم؟

بداية يجب التذكير أنّ أدب وأدبيّات السّجون ليست جديدة على السّاحتين العربيّة والعالميّة، فهي معروفة تاريخيّا، لكنّها في وطني فلسطين تأخذ بعدا آخر، قد لا نجد له مثيلا في التّاريخ، فالوطن أسير، والشّعب إمّا مشرّد أو أسير، ولكم أن تتصوّروا أنّ عدد سكّان الضّفّة الغربيّة بجوهرتها القدس مع قطاع غزّة التي احتلت في حرب عام 1967 لا يتجاوز أربعة ملايين ونصف المليون إنسان، ذاق مرارة الأسر والاعتقال والتّعذيب أكثر من مليون شخص منهم، ومن مختلف الأعمار، وهناك نساء تعرّضن للاعتقال والتعذيب وقضين سنين طويلة خلف الأبواب المغلقة. ولكم أن تتصوّروا أنّ أسيرا اسمه نائل البرغوثي قد دخل عامه الثّالث والأربعين في الأسر. وهناك أكثر من 230 أسيرا قضوا نحبهم داخل السّجون، ولا يزال في الأسر حوالي خمسة آلاف أسير منهم عشرات النّساء ومئات الأطفال.

ورغم معاناة وعذابات الأسرى الفلسطينيّين، إلا أنّ المئات منهم قد كتبوا عن معاناتهم وعن تجربتهم الاعتقاليّة، وجرى تهريبها إلى خارج السجون، لتصدر في كتب، وجزء منهم كتب عن تجربته بعد أن تحرر، والقارئ لأدبيات السجون والأسر سيجد أنّها تتفاوت في مستواها الفنّي، وسيجد أنّ الاحتلال قد اعتقل المبدعين كالشّعراء، الرّوائيّين، القاصّين، المسرحيّين، الفنّانين، النّقّاد والمثقّفين. ولعلّ القارئ العربيّ قد استمع لأغنية “خبز أمّي” و”سجّل أنا عربي” اللتين كتبهما الرّاحل الكبير محمود درويش وهو معتقل في العشرينات من عمره.

إذن نحن أمام ظاهرة أدبيّة يمكن اعتبارها شهادة على هذه المرحلة من أناس ذاقوا مرارتها، وارتسمت عذاباتها على جلودهم.

  2

  بعيد  ثورات الربيع العربي..   كثر الحديث عن نهاية ادب السجون  وبداية

ادب الحرية ولكن لم يدم  التفاؤل طويلا  اذ  شهدنا   ولادة جديدة  لادب السجون  ربما لا تزال صفحاته لم تكتب بعد  أو انها   ماتزال حبيسة المعتقلات والسجون

  برأيكم    هل يمكن لادب السجون ان ينتهي ومتى وكيف

    وهل نحن بالفعل في منعطف  أقسى من كافة ما مر في منعطفات السجون التي أبرزت لنا كل ما تزحر به مكتبة الدب مما كتب في ادب السجون ؟

بداية يجب التّأكيد على أنّ الفلسطينيّين والعرب الذين وقعوا في الأسر لدى المحتلين الإسرائيليّين هم أسرى وليسوا سجناء، فهم مقاومون تصدّوا لاحتلال غاشم احتلّ وطنهم، واسرائيل تتعامل معهم “كسجناء جنائيّين” بسبب هوان الأنظمة العربيّة”، وعهر النّظام العالميّ الذي يتعامل مع اسرائيل وكأنّها فوق القانون الدّولي، بفعل طغيان قوى عظمى كالولايات المتّحدة الأمريكيّة. أمّا “سجناء الرّأي والمعارضة” في الأقطار العربيّة التي لا تخضع للاحتلال الأجنبيّ بشكل غير مباشر” فقضيّتهم مختلفة، فهم ضحايا لأنظمة دكتاتوريّة تحتمي بأعدائها بدلا من احتمائها بشعوبها، لأنّها أصلا لا تمثّل إرادة شعوبها. وهذه ظاهرة لا تنتهي ولن تنهي إلا بالخلاص من أنظمة القمع الدكتاتوريّة، وقد عبّر عنها الأديب السّعوديّ الراحل عبدالرحمن منيف في روايتيه”شرق المتوسط” و”الآن هنا”. ومعروف أنّ الأنظمة الدكتاتورية ومنها أنظمة عربيّة تتعامل مع المبدعين كمتّهمين حتى تثبت إدانتهم، وذلك لخوف هذه الأنظمة من الكلمة الحرّة التي تعكس هموم الشّعوب وقضاياها المصيريّة. وقد ثبت أنّ ما سمّي بالرّبيع العربي ما هو إلا مجرّد فوضى لإعادة خلط الأوراق، لتطبيق المشروع الأمريكي”الشرق الأوسط الجديد” الرّامي لإعادة تقسيم المنطقة العربية لدويلات طائفيّة متناحرة، وتصفية القضية الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيوني التّوسّعي، والذي تتعدى أطماعه حدود فلسطين التّاريخيّة بكثير، وإطلاق يد اسرائيل لتسود المنطقة بالقوّة العسكريّة؛ لتبقى حارسا للمصالح الامبرياليّة في العالم العربيّ، ومنها السيطرة الدائمة على منابع البترول. ولتأكيد ما أقوله أستذكر ما قاله قادة اسرائيل عندما ثار الشّعب المصريّ على نظام حسني مبارك، أنّ اسرائيل غير خائفة مما يجري فهي تعتمد على “كنوزها وكنوز حليفتها أمريكا الإستراتيجيّة في مصر”، والحديث يطول.

3

ما الفروق في رأيكم بين ادب السجون في الماضي  والحاضر مع العلم ان  ادب السجون حسب ما   عبرتم كان  من  زمن سحيق  بل في صدر الإسلام  وضربتم مثلا بسجن الحطيئة وما جرى من قصته مع عمر بن الخطاب

  ما يعلق  بالذاكرة الجماعية ان اتصل الحديث عن ادب السيجون هو القمع والقهر والتعذيب، كيف ترى ادب السجون   في العهد  الإسلامي الأول وما تلاه في العصور الاموية والعباسية وواقعنا الراهن…؟

علينا الانتباه بأن الحياة تقوم على الصّراع بين الخير والشّر، وبين الحاكم والمحكوم، ومع الإيمان المطلق بأنّه يجب رضا وقبول الأقليّة بحكم الأغلبيّة المنتخبة، وفي الوقت نفسه أنّ على الأغلبية الحاكمة أن تحترم معارضيها، وأن لا تميّز في الحقوق والواجبات بين مواطنيها بناء على موالاتهم أو معارضتهم، وأنّ اطلاق الحرّيات الفكريّة واستقلاليّة القضاء وسيادة القانون هي الضّمانة لاستمرارية أيّ حكم، واستقرار أيّ بلد، وهذا يتطلب وجود سجون لمن يرتكبون جرائم تضرّ بالوطن وبالشّعب، وتثبت إدانتهم والحكم عليهم من محاكم عادلة وقضاء مستقل، فمثلا خيانة الوطن والولاء للأجنبي، وجرائم القتل والسّرقة والمخدرات وغيرها لا يمكن التّهاون بها، ويجب معاقبة مرتكبيها كل حسب جريمته.

4

  برأيكم لماذا  الروائيون العلمانيون  هم الأكثر انتاجا في ادب السجون بينما الإسلاميون وهم اكثر مكوثا في المحن  والسجون  لم  يكن لهم الا النزر اليسير في هذا الادب؟

هذا السّؤال يدخلنا في متاهة “الإسلام السّياسيّ”، وأقصد هنا بعض الأحزاب والقوى التي تتستر بعباءة الدّين والدين منها براء، فبعض هذه القوى كانت ولا تزال ألعوبة بأيدي قوى معادية للإسلام وللعروبة، ولنتذكر كيف كانت القوى الإمبرياليّة تجنّد قوى الإسلام السّياسي لمحاربة الاتّحاد السوفييتي ومجموعة الدّول الإشتراكيّة قبل انهيارها في بداية تسعينات القرن العشرين، وكانت تعتبرهم “السّور الواقي من خطر الشّيوعيّة”! وبعد انهيار المجموعة الإشتراكيّة، بدأت القوى الإمبرياليّة بشيطنة الإسلام والمسلمين، ومع ذلك جرى استغلال بعض قوى الإسلام السّياسيّ واحتوائهم من خلال وعود كاذبة أعطيت لقياداتهم، ومن هنا ظهرت قوى ارهابيّة تتلفع بعباءة الدّين، لخدمة مصالح قوى امبرياليّة معادية، وجرى تأسيس تنظيمات إرهابيّة مثل القاعدة، داعش، جبهة النّصرة وغيرها، وهذه القوى استغلّت العاطفة الدّينيّة لجهلاء وبسطاء العرب والمسلمين وجنّدتهم ليكونوا وقودا لمحرقة تدمير أوطانهم وقتل وتشريد شعوبهم تحقيقا لمصالح الإمبرياليّة في المنطقة.

ولا بدّ هنا من التّطرّق لقضيّة هامّة لا يمكن القفز عنها وهي أنّ غالبيّة المتأسلمين منغلقون فكريّا، ولا يطّلعون على الثّقافات الأخرى، ومنهم حتّى يومنا هذا من يحرّمون الفنون والإبداع ومنها القصّة والرواية والمسرح، ولا يعترفون إلا بالشعر كون حسان بن ثابت مدح الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، على عكس العلمانيين الذي يدأبون على تثقيف أنفسهم في مختلف المجالات.

5

نلاحظ كثيراً أن عدة ألقاب تسبق بعض الأسماء، فهذا “القاص والكاتب والشاعر”، وذلك “الناقد والمسرحي والروائي”.. إلَخ. فهل أنتم مع “احتراف” الأديب لفنٍّ واحد؟ وما مدى تأثير عدم الاحترافية والتخصص على المشهد الإبداعي؟

أنا شخصيا ضدّ كل هذه الألقاب، وأرى أنّه من المعيب أن يكتب المبدع أمام اسمه أيّ لقب أو صفة، فهذا من حقّ النّقاد أن يصفونه كما يليق به وبإنتاجه الأدبيّ، والاحتراف في الأدب ليس قضاء ربّانيّا، وهناك مبدعون ذوو مواهب في أكثر من صنف أدبي، وأجمل الأعمال النّثريّة هي من كتبها شعراء، وهناك مبدعون أبدعوا في أكثر من صنف أدبيّ، فمثلا الأديب الفلسطينيّ الكبير محمود شقير، كتب القصّة القصيرة والأقصوصة والرواية وقصة ورواية الأطفال  والمسرحية وأدب الرّحلات، والمراثي والسّيرة الشخصيّة واليوميّات والمسلسلات التّلفزيونيّة وأبدع فيها.

6

من هو الأديب الحق؟ ومن هو الناقد الحق؟

الأديب الحق هو من يتقن كتابة الأدب دون تصنّع، والناقد الحقّ هو من يكتب عن عمل أدبيّ ذاكرا إيجابياته وسلبياته بحيادية تامّة معتمدا على نظريات النقد الأدبيّ، وهناك نقد انطباعي يرتكز على ثقافة “الناقد” ولا يخضع لنظريّات.

7

كأديب  له   باع طويل في رحاب الادب واجناسه ومتابعة   كافة أنماط  الفن الروائي اود  ان اسألكم عن ادب السجون  الى أي مدى   يمكن ان   ان نصنفه  ضمن الادب الإنساني  في   فن الرواية   والشعر؟؟؟

لا شكّ أنّ أدب السجّون أدب إنسانيّ، فهو يعكس تجربة ومعاناة إنسانيّة لا يمكن تجاهلها بغض النّظر إن كان المتلقي يتفّق أو يختلف مع  كاتبها سياسيا أو فكريّا، فالإنسانيّة لا تتجزّأ.

8

  ما مستقبل ادب السجون في ظل  قمع ثورات الربيع العربي وارتداد الكثير من الأنظمة الى ماضي التعذيب والانتهاكات الحالة السورية نموذج؟

أنا ضدّ تعذيب الإنسان لأخيه الإنسان حتّى لو كان عدوّا، ويجب أن تكون قوانين رادعة تمنع التّعذيب، ومن ينتهك هذه القوانين يجب أن يحاكم ليلقى جزاءه.

وبالنسبة للحالة السّوريّة فأنا أعيش في فلسطين المحتلّة وغير مطلع عليها، وبالتّالي لا أستطيع إبداء الرّأي في أمر لا أعرفه.

9

كتب الكثير من الادباء الذين  يحملون  الهم الإسلامي والفكرة الإسلامية    الروايات والشعر   المصنف ضمن ادب السجون بل  لعل   الدكتور نجيب الكيلاني كان  أطول نفسا في هذا ومن المعاصرين ايمن العتوم

  ما رؤيتكم  النقدية  فيما  يحمله  هذا الادب وهل يمكن ان نصنفه بالادب الإسلامي….؟

يجب الإنتباه أنّ ثقافتنا العربيّة ثقافة إسلاميّة، والمسيحيون العرب ثقافتهم إسلاميّة أيضا. والعلمانيون العرب ثقافتهم إسلاميّة، والإسلام ليس حكرا على من ينضوون تحت راية حزب إسلاميّ، فكلنا مسلمون. ولنتذكر مقولة ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث والتي اتّخذها الحزب وهو حزب قوميّ شعارا له” أمّة عربيّة واحدة ذات رسالة خالدة” فالرّسالة الخالدة هي الإسلام.

و”الإسلاميّون” الذي عانوا من السجن وويلاته وكتبوا عنها فمن البدهيّات أنّ كتاباتهم هذه تندرج تحت “أدبيات السجون.”

10

 ما دور ادب السجون في فضح  انتهاكات الأنظمة الوظيفية من خلال تجربة ادب السجون في سوريا الشام ؟؟؟

هذا سؤال مكرر وسبق أن أجبت عليه.

11

بنظرة شمولية نجد أنَّ هناك تبايناً في النتاج الإسلامي للأجناس الأدبية: فالشعر يتصدر المشهد دائماً، ثم تأتي القصة والرواية، ثم المسرح. فهل لذلك أسبابٌ ترونها؟ وهل تتحقق هنا أهمية “الكمّ”؟

هذا ينطبق على النتاج الإسلامي وغيره، فالشعر لحظة شعور، وهو السّبّاق دائما، أما القصة والرّواية والمسرح فتأتي متأخرة، لأنّها تحتاج إلى نضوج التّجربة، وأجمل الرّوايات عن الحرب الكونيّة الثّانية هي التي كتبت بعد انتهاء تلك الحرب.

12

نلاحظ كثيراً أن عدة ألقاب تسبق بعض الأسماء، فهذا “القاص والكاتب والشاعر”، وذلك “الناقد والمسرحي والروائي”.. إلَخ. فهل أنتم مع “احتراف” الأديب لفنٍّ واحد؟ وما مدى تأثير عدم الاحترافية والتخصص على المشهد الإبداعي؟

هذا السؤال مكرر وسبق أن أجبت عليه.

13

  وهل استطاع ان يشهر مظلومية الاسرى ويعري واقع القهر السجوني الصهيوني*ماذا قدم الأدب السجوني الفلسطيني للقضية

أدب الأسرى الفلسطينيّين عرّى وفضح جرائم الاحتلال، وخرقه للوائح حقوق الإنسان، وانتهاكه لاتفاقات جنيف الرابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال العسكري، ولو كانت الأنظمة الحاكمة في الأقطار العربيّة عربيّة وجرت ترجمة بعض الأعمال الأدبية المتقنة للغات أخرى لشكّلت رافعة إعلاميّة لإيصال الرّواية العربيّة بخصوص الصّراع للشّعوب الأخرى، ومن المعروف أنّ للأدب تأثيرا أكثر بكثير من الخطابات والشّعارات السّياسيّة، ولنتذكّر أن شعراء مثل الرّاحلين محمود درويش وسميح القاسم، ومعين بسيسو، وقاصين مثل محمود شقير، وروائيين مثل ابراهيم نصرالله، قد خدموا القضيّة الفلسطينيّة أكثر من الجامعة العربيّة ووزارات الخارجيّة العربيّة.

15

  بعد  مسيرة تجازت النصف قرن في خدمة الادب والنقذ  هل انت راض عن مسيرتك الأدبية و  وهل حققتم  كل ماكنتم تطمحون له  في هذه الرحلة الأدبية   متعكم الله بالصحة والعافية.

بالطبع لست راضيا عن نفسي ولن أرضى حتّى لو طال بي العمر لألف عام، فلديّ مشروع ثقافيّ لا ينتهي.  

تحرير

أدبيات السجون جميل السلحوت

أدبيات السجون

 

 

جميل السلحوت

لا يمكن هنا القفز عن أدبيّات الأسرى الفلسطينيّين، مع أنّ الكتابة عن التّجربة الإعتقالية ليست جديدة على السّاحة الفلسطينيّة والعربيّة وحتّى العالمية، ونحن هنا ولأهمّيّة هذا الموضوع نشير إلى ما استطعنا جمعه من كتابات للأسرى في مختلف المجالات وليس في الرّواية فقط، وممّن كتبوا بهذا الخصوص: في العام 2015 صدرت رواية ” الشّتات للدكتور رأفت خليل حمدونة من قطاع غزة والذى اعتقل في 23/10/1990 وأمضى 15 عاما وتم الافراج عنه في 8/5/2005 ، وكان قد كتبها حمدونة أثناء الاعتقال في سجن بئر السبع – ايشل وطبعت في العام 2004 طبعة أولى ، وله ثلاث روايات سابقة وهى : ” قلبى والمخيم ” في سجن هداريم وطبعت في العام 2006 ، ورواية ” لن يموت الحلم ” كتبت في سجن عسقلان وطبعت في العام 2007 ، ورواية ” عاشق من جنين ” في سجن نفحة الصحراوى وطبعت في العام 2003 طبعة أولى ، و 2005 طبعة ثانية ، ومن كتابات الأسرى أيضاً ديوان “ماذا يريد الموت منا؟” لتحرير اسماعيل البرغوثي، ورواية “الأسير 1578″ للأسير هيثم جمال جابر، وروايات ” وجع بلا قرار”، “خبر عاجل” و “بشائر” للأسير كميل أبو حنيش، والتجربة الاعتقالية للدكتور عبدالستار القاسم.

وفي العام 2015 صدرت رواية “خريف الانتظار للأسير حسن فطافطة، وفي العام 2016 أيضا صدرت رواية “الحنين إلى المستقبل” لعادل سالم، ورواية “وجع بلا قرار” للكاتب الأسير “كميل أبو حنيش”، وفي العام 2018 صدرت مجموعة قصصية للأسير سائد سلامة بعنوان “عطر الإرادة” ورواية حكاية سرّ الزيت” لوليد دقّة. وفي العام 2019 “جمر خليل بيدس صاحب كتاب”أدب السجون” الذي صدر بدايات القرن العشرين، زمن الانتداب البريطاني، وكتب الشيخ سعيد الكرمي قصائد داخل السّجون العثمانيّة في أواخر العهد العثمانيّ، كما كتب ابراهيم طوقان قصيدته الشّهيرة عام 1930تخليدا للشّهداء عطا الزير، محمد جمجوم وفؤاد حجازي، وكتب الشّاعر الشّعبيّ عوض النّابلسي بنعل حذائه على جدران زنزانته ليلة إعدامه في العام 1937 قصيدته الشّهيرة” ظنّيت النا ملوك تمشي وراها رجال” وكتب الدّكتور أسعد عبد الرحمن في بداية سبعينات القرن العشرين (أوراق سجين)، كما صدرت عام 1973 رواية “المحاصرون: لفيصل حوراني، و”شهادات على جدران زنزانة” الصادر عام 1975 لغازي الخليلي ويتحدث فيه عن تجربته في السجون الأردنيّة. كما صدرت مجموعة قصص(ساعات ما قبل الفجر) للأديب محمد خليل عليان في بداية ثمانينات القرن الماضي، و”أيام مشينة خلف القضبان” لمحمد احمد ابو لبن، و”ترانيم من خلف القضبان” لعبد الفتاح حمايل ، و”رسائل لم تصل بعد” ومجموعة “سجينة” القصصية للرّاحل عزّت الغزّاوي ، وقبل”الأرض واستراح” لسامي الكيلاني، و”نداء من وراء القضبان، “و(الزنزانة رقم 706) لجبريل الرجوب، ورواية “الأسير 1578” لهيثم جابر.

وروايات “ستائر العتمة” و “مدفن الأحياء”و”أمهات في مدفن الأحياء” ورواية “الشعاع القادم من الجنوب”وحكاية(العمّ عز الدين) لوليد الهودلي، وكتبت عائشة عودة “أحلام بالحرّية” و”ثمنا للشّمس”. و(تحت السّماء الثامنة)لنمر شعبان ومحمود الصّفدي، ، و “الشّمس في معتقل النّقب” عام 1991 لهشام عبد الرّازق، وفي السّنوات القليلة الماضية صدر كتابان لراسم عبيدات عن ذكرياته في الأسر، وفي العام 2005صدر للنّائب حسام خضر كتاب”الاعتقال والمعتقلون بين الإعتراف والصّمود” وفي العام 2007 صدرت رواية “قيثارة الرّمل” لنافذ الرّفاعي، ورواية”المسكوبيّة” لأسامة العيسة، وفي العام 2010 صدرت رواية”عناق الأصابع” لعادل سالم، وفي العام 2011 صدر “ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي” لمروان البرغوثي” و”الأبواب المنسيّة” للمتوكل طه، ورواية “سجن السّجن” لعصمت منصور، وفي العام 2012 صدرت رواية”الشمس تولد من الجبل لموسى الشيخ ومحمد البيروتي” كما صدر قبل ذلك أكثر من كتاب لحسن عبدالله عن السجون أيضا، ومجموعة روايات لفاضل يونس، وأعمال أخرى لفلسطينيين ذاقوا مرارة السجن. وفي العام 2011 صدرت رواية”هواجس سجينة” لكفاح طافش، وفي 2013 صدر كتاب”الصّمت البليغ” لخالد رشيد الزبدة، وكتاب نصب تذكاري لحافظ أبو عباية ومحمد البيروتي” وفي العام 2014 رواية”العسف” لجميل السلحوت”، ورواية “عسل الملكات” لماجد أبو غوش، وفي العام 2015 “مرايا الأسر” قصص وحكايا من الزمن الحبيس” لحسام كناعنة، ورواية” مسك الكفاية سيرة سيّدة الظلال الحرة” و “نرجس العزلة” إضافة إلى ديواني شعر هما: “طقوس المرة الاولى”، “أنفاس قصيدة ليلية”، كما صدرت له عام 2019 عن دار الآداب في بيروت رواية “خسوف بدر الدين”، ورواية “زغرودة الفنجان” للأسير حسام شاهين، وفي العام 2015 صدرت رواية خريف الانتظار المحطات” للكاتب بسام الكعبي، وكذلك كتب”اربعون يوما على الرصيف” لصالح ابو لبن. وفي العام 2016 صدر لإبراهيم رجا سلامة “كتاب قبة السماء –”  كتاب يوثّق فيه تجربته في الأسر -، وبين العامين 2007 و2017 صدرت أربع روايات” خبر عاجل، بشائر، وجع بلا قرار، والكبسولة” لكميل سعيد أبو حنيش، وفي العام 2021 صدرت له رواية “الجهة السابعة”، و”كتاب وقفات مع الشعر الفلسطيني”. كما صدرت رواية “الشتات” للأسير المحرّر د. رأفت خليل حمدونة، كما صدر عام 2017 كتاب “صدى القيد” لأحمد سعادات. وفي العام 2018 صدر كتاب “رسائل في التجربة الاعتقالية” للكاتب الفلسطينيّ الأسير وائل نعيم أحمد الجاغوب، كما صدر كتاب””إضاءات على رواية المعتقلين الأدباء في المعتقلات الإسرائيلية” لرائد محمد الحواري”. وفي العام 2019 صدرت رواية “العنّاب المرّ”للأسير المحرّر أسامة مغربي.

وصدر كتاب”دائرة الألم” ورواية “ليس حلما” للأسير سامر عصام المحروم.

وصدرت “رسائل في التجربة الاعتقالية” للكاتب الفلسطينيّ الأسير وائل نعيم أحمد الجاغوب، و صدر للجاغوب روايتان من داخل المعتقل، الأولى بعنوان “أحلام”، والثانية بعنوان “أحلام مؤجلة”. كما صدر له كتاب بعنوان “رسائل في التجربة الاعتقالية”. كذلك صدر له عدد من الدراسات منها دراسة بعنوان “أطروحات في الوعي بالمشروع الصهيوني في فلسطين”، وأخرى بعنوان “الخارطة السياسية الإسرائيلية.”

وصدرت روايتان “تحت عين القَمَر” و”سراج عشق خالد” للأسير معتز محمد فخري عبدالله الهيموني”. وصدرت رواية” حسن اللاوعي” لإسماعيل رمضان. رمضان

وفي العام 2020 صدركتاب ثقافة الإدارة وإدارة الثقافة” للكاتب حسن عبدالله، الصدور العارية” للكاتب خالد الزبدة، و”العناب المرّ” لأسامة المغربي. وصدر كتاب”الاعتقال الإداري في فلسطين كجزء من المنظومة الاستعمارية: الجهاز القضائي في خدمة الأمن العام”، لعبد الرازق فرّاج.

وصدرت للأسير هيثم جابر خمسة كتب وهي: مجموعته القصصية “العرس الأبيض”، وروايتاه “الشهيدة” و”الأسير 1578″، وديواناه “زفرات في الحبّ والحرب” بجزئيه الأوّل والثاني. وصدرت عام 2020 رواية “تَحتَ عين القَمَر – آلة الزمن الوهمية” ورواية”سراج عشق خالد” للأسير معتز الهيموني، ورواية “عشق خالد”. وصدر كتاب نصر الطيار” للأسير إسلام صالح محمد جرار. وصدرت رواية”أنفاس امرأة مخذولة” للأسير باسم خندقجي، كما صدر للأسير حسام شاهين كتاب”رسائل إلى قمر-شظايا سيرة”. كما صدر كتاب “لماذا لا أرى الأبيض” للأسير راتب حريبات. وصدر كتاب “حسن الّلاوعي سروج خالية”للأسير المحرّر اسماعيل رمضان، ورواية “عاشق من جنين” للأسير المحرر رأفت خليل حمدونة، وفي العام 2020 أيضا رواية  ظلّ الأيّام” لبهاء رحّال.  وصدر كتاب”القديس والخطيئة” للأسير خليل أبو عرام، كما صدر كتاب “مرفأ الذكريات” لفهيمة هادية خليل، الذي كتبته عن زوجها الأسير الأمني المرحوم فتحي خليل من طرعان، وعن اتحاد الكتاب الفلسطينيين صدر  “للسّجن مذاق آخر” “للأسير أسامة الأشقر. وفي العام 2020 صدر ايضا سردية “الخرزة” للأسير منذر مفلح.

وفي العام 2021 صدرت رواية “سراج عشق خالد”  للأسير معتز الهيموني. كما صدر ” أسرى وحكايات، من فن السيرة في السجون” للأسير أيمن ربحي الشرباتي، وصدر “جدلية الزمان والمكان في الشعر العربي” لكميل أبو حنيش. وصدر كتاب” احترقت لتضئ” للكاتبة الأسيرة المحررة  نادية الخياط، وصدرت رواية” فارس وبيسان”للأسير ثائر كايد حماد. وصدر كتاب “المغيبون خلف الشمس” للدكتور عقل صلاح. وصدرت رواية “حجر الفسيفساء” للأسيرة المحررة مي الغصين، وكتاب” منارات في الظلام” للأسير المحرر حسن الفطافطة، وصدرت رواية “الطريق إلى شارع يافا” للأسير عمار الزبن. وصدر ديوان ” عن السجن وأشياء أخرى” للأسير  ناصر أبو سرور، كما صدر عن وزارة الثقافة كتاب” احترقت لتضيء” للأسيرة نادية الخياط. وصدر كتاب “ترانيم االيمامة” تأليف الأسيرات المحرّرات: مي وليد الغصين، شريفة علي ابو نجم، تغريد محمد ابراهيم سعدي،  عطاف داود عليان، أريج عروق، لينا احمد صالح جربوني، جيهان فؤاد دحادحة، نهاد عبدالله وهدان،  عهود عباس شوبكي ومنى قعدان-سُجنت ثانية، إشراف ومتابعة إبتسام أبو ميالة. وصدر ديوان “أنانهم” لأحمد العارضة، وصدرت رواية حجر الفسيفساء لمي الغصين، صدر ديوان “عن السجن وأشياء أخرى” للأسير ناصر أبو سرور.

كما صدر كتاب” الأسرى الفلسطینیون داخل السجون الصھیونیة” لمحمد محفوظ جابر. وصدر كتاب “عين الجبل” للأسير محمد الطوس. وصدر كتاب “حروف من ذهب” للأسير قتيبة مسلم، وفي العام 2021 صدر أيضا كتاب”ثورة الحب والحياة في سجون الاحتلال الإسرائيلي لعيسى قراقع. وصدر كتاب” “حسن الّلاوعي سروج خالية” لاسماعيل رمضان. وصدرت رواية “على درب الحلبي” للأسير طارق عبد الفتاح يحيى.

وأدب السجون فرض نفسه كظاهرة أدبيّة في الأدب الفلسطينيّ الحديث، أفرزتها خصوصيّة الوضع الفلسطينيّ، مع التّذكير أنّها بدأت قبل احتلال حزيران 1967، فالشّعراء الفلسطينيّون الكبار محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وغيرهم تعرضوا للاعتقال قبل ذلك، وكتبوا أشعارهم داخل السجون أيضا، والشّاعر معين بسيسو كتب”دفاتر فلسطينية” عن تجربته الاعتقالية في سجن الواحات في مصر أيضا. وفي العام 2019 صدر كتاب “جمر الكلمات” لبسام الكعبي. ورواية “الكبسولة” لكميل أبو حنيش وفي مطلع العام 2021 صدر للأسير أبو حنيش”جدلية الزمان والمكان في الشعر الهربي. وسردية “ليس حلما” للأسير سامر محروم. كما صدر كتاب جمر المحطات لبسام الكعبي. وفي العام 2020 صدرت رواية” الأسير 1578″ للأسير هيثم جابر. و”صدى القيد” للأسير القائد أحمد سعادات. وصدر أيضا  “الاعتقال الإداري في فلسطين كجزء من المنظومة الاستعمارية. الجهاز القضائي في خدمة الأمن العام.”للأسير عبدالرازق فراج، وصدرت أيضا في العام 2020 مجموعة قصصية بعنوان “لست وحيدا مثل حجر” للدكتور سامي الكيلاني، كما صدرت رواية “حين يعمى القلب”للدكتورة وداد البرغوثي. وصدرت رواية “فارس وبيسان” للأسير ثائر كايد حمّاد.

وصدر كتاب”الرواحل، الواقع والمأمول” للأسير محمود عبد الله عارضة. وصدر كتاب”بلاط الرُّعيان” للأسير أحمد إبراهيم بسيسي.

كما أن أدب السّجون والكتابة عنها وعن عذاباتها معروفة منذ القدم عربيّا وعالميّا أيضا، فقد كتب الرّوائي عبد الرحمن منيف روايتي”شرق المتوسط” والآن هنا” عن الاعتقال والتعذيب في سجون دول شرق البحر المتوسّط. وكتب فاضل الغزّاوي روايته” القلعة الخامسة” وديوان الشّاعر المصري أحمد فؤاد نجم”الفاجوجي”.ومنها ما أورده الأستاذ محمد الحسناوي في دراسته المنشورة في مجلة”أخبار الثقافة الجزائرية” والمعنونة بـ”أدب السّجون في رواية “ما لا ترونه” للشّاعر والرّوائي السّوري سليم عبد القادر، وهي (تجربة السّجن في الأدب الأندلسي- لرشا عبد الله الخطيب ) و ( السّجون وأثرها في شعر العرب.. –لأحمد ممتاز البزرة ) و( السّجون وأثرها في الآداب العربية من الجاهلية حتى العصر الأموي- لواضح الصمد ) وهي مؤلفات تهتم بأدب العصور الماضية، أمّا ما يهتم بأدب العصر الحديث ، فنذكر منها : ( أدب السّجون والمنافي في فترة الاحتلال الفرنسيّ – ليحيى الشّيخ صالح ) و( شعر السّجون في الأدب العربيّ الحديث والمعاصر – لسالم معروف المعوش ) وأحدث دراسة في ذلك كتاب “القبض على الجمر – للدّكتور محمد حُوَّر”. وفي عام 1998 صدرت رواية (حياة مسروقة: عشرون عاما في سجن الصحراء) للمغربية مليكة محمد أوفقير، وعام 2000 صدرت رواية (من الصخيرات إلى تزممارت: تذكرة ذهاب وإياب إلى الجحيم) للمغربي محمد الرّايس، ورواية (تزممارت الزنزانة رقم 10)لأحمد المرزوقي، ورواية (تلك العتمة الباهرة) للطاهر بن جلّون. وفي العام 2021 صدرت “رواية عشق خالد” للأسير معتز الهيموني.”

أمّا النّصوص الأدبية التي عكست تجربة السّجن شعرا أو نثرا فهي ليست قليلة،: نذكر منها ( روميات أبي فراس الحمداني ) وقصائد الحطيئة وعلي ابن الجهم وأمثالهم في الأدب القديم. أما في الأدب الحديث فنذكر: ( حصاد السّجن – لأحمد الصّافي النّجفي ) و (شاعر في النّظارة : شاعر بين الجدران- لسليمان العيسى ) و ديوان (في غيابة الجبّ – لمحمد بهار : محمد الحسناوي) وديوان (تراتيل على أسوار تدمر – ليحيى البشيري) وكتاب (عندما غابت الشّمس – لعبد الحليم خفاجي) ورواية “خطوات في الليل – لمحمد الحسناوي.

وفي العام 2019 صدر كتاب” من أدب السجون العراقي” للناقد حسين سرمك حسن ، وفى العام 2020 صدر ديوان شعر باسم زفرات فى الحب والحرب 2 للأسير الشاعر هيثم جابر. )

‏‏‏‏

أدب السجون والنقد المفتقد

عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

أضحى أدب السجون – أو أدب المعتقلات – موضوعاً أثيراً اليوم، بصورة تُلفتُ الإنتباه إليه، وتدعوا إلى الاهتمام به، بصورة جدية، وليس كظاهرة عابرة في الكتابة العربية، يمكن أن تطويها رياح الزمن. لكنها تستدعي التوقف حيالها، والبحث في فضاءاتها وآفاقها، التي تبشر – إذا جاز التعبير – بالمزيد من العطاء الإبداعي، الذي يرفد الحركة الثقافية العربية، بما هو جديد، ويشكل إضافة مهمة، من حيث القيمة، أولاً والكمّ، ثانياً، وفي تأصيل هذا النوع من تيارات الكتابة الجديدة ثالثاً.
يتجلى الاهتمام بأدب السجون، في الحياة الثقافية السورية، من خلال اتجاهات رئيسة ثلاث، تتمثل بصدور مؤلفات جديدة، وظهور أسماء جديدة، واهتمام وسائل الإعلام ومراكز البحوث، ومؤسسات العمل الثقافي، بإبراز أهمية وقيمة أدب السجون، خاصة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة. ليصبح الحديث عنه أشبه بأمر شائع، يتناول جوانب متعددة، ويغفل بالطبع جوانب أخرى، وهذا طبيعي في ظل تسليط وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي على مسألة كهذه، تحتمل التناول على أكثر من وجهة باعتبارها، أولاً ظاهرة أدبية، وثانية قضية اجتماعية، وسياسية، تتصل بالمجتمع، ومعاناته. وقد حظيت ” الظاهرة ” بعناية لافتة، غلبت فيها وجهات النظر في تناولها العام، بعيداُ عن التعمق في دراستها، كشكل تعبيري يفرض وجوده، ضمن الأجناس الادبية السائدة، في حياتنا المعاصرة.
في سوريا، وفي العالم العربي، شهدت العشريتين الأخيرتين، تطوراً ملحوظاً، في أدب السجون، تشير إليه معظم الكتابات التي تناولت ذلك، ناجماً عن الدور الكبير الذي لعبه انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والنشر الالكتروني، والإنفراج المحدود الذي أتاح حرية تعبير محدودة، قياساً لما شهدته المنطقة من مصادرة للحريات، طوال ما يقرب من اربعين عاماً من القهر والاستبداد، كما أن انفتاح الناشرين على هذا النوع من الأدب، وظهور ناشرين جدد، أيضاً أتاح مجالاً رحبة للكتاب، خاصة اولئك الذين عايشوا تجارب مريرة في المعتقلات والسجون، كي يقدموا تجاربهم، عبر نصوص أدبية، الى القارئ العربي. وكانت الرواية – ولا تزال- هي الملاذ الأكثر انتشاراً وبروزاً، ضمن الأجناس الادبية التي لجأ إليها الكتاب للتعبير عن أفكارهم وانشغالاتهم، ويلاحظ، أن عدداً منهم، لم يكتب الرواية سابقاً، بل إنهم عرفوا كشعراء، أو قصاصين، أو صحافيين. لكنهم وجدوا في الرواية ضالتهم. فيما ظهرت أعمال لمؤلفين للمرة الأولى، لينضموا إلى عالم الكتابة، عبر عمل يتناول أدب السجون.


غير أن معظم تلك الأعمال، اتسمت – مشتركة في الغالب – بأنها أعمال روائية، يدون فيها الكاتب ما يمكن اعتباره شبه سيرة ذاتية، خاصة لمن تناول فيها تجربته السجنية. أما السمة الأخرى فهي أن تلك المؤلفات هي بمثابة شهادة على ماجرى ومايحدث في المعتقلات من قهر وتعذيب، وانتهاك لآدمية الإنسان، وتصفية وقتل تحت التعذيب، ومصادرة لجميع حقوقه، بما فيها الحق في الحياة. أما السمة الثالثة في تتجلى بالبوح بما جرى، أو الاعتراف، بما عاشه المؤلف / شخوص الرواية، في ظلال العتمة البغيضة.
ولعل هذه السمات الجامعة، لمعظم ما قُدِّم حتى الآن من أعمال أدبية، يجعل الإقبال على قراءة أدب السجون، والاهتمام به، من باب مشاركة الكاتب، في مشاعره، والتعبير عن الإحساس المجتمعي المتنامي، بقضية المعتقلين، الذين ظلت الكتابة عنهم مرتبطة بالخوف إلى وقت وقت قريب. لكن ذلك في اعتقادي، لم يتخط العتبة الأولى لإعطاء أدب السجون حقه من الإهتمام به كما يتوجب، من حيث قيمته الفنية، بشكل أساسي، خاصة في ظل انكفاء دور الرقابة، الى درجة الصفر، في كثير من الأحيان، وهذا تطور مهم جداً.
وتبدو ظاهرة النشر الميسر، والانتشار السريع، للمؤلفات الصادرة خلال السنوات العشر الأخيرة، بلا حدود، عاملاً مشجعاً لدخول عالم الكتابة، وهذا أمرٌ إيجابي جداً – في اعتقادي – على الرغم من أنه يثير قلقاً وحفيظة لدى شريحة غير قليلة من المشتغلين في الآداب والفنون. أهمية ذلك، انها تفتح المجال واسعاً أمام ممارسة حرية التعبير، وأمام ظهور كتابات جديدة، ومؤلفين جدد، ترفد عالم الكتابة الإبداعية، بما هو مختلف، ومغاير – ربما – خاصة في ظل الظروف التي تعيشها بلداننا، من ثورات وحروب، وتدمير وتهجير لم يسبق له مثيل، مترافقاً مع تبدلات وتغيرات اجتماعية على قدر كبير، من الأهمية الإحاطة بها، وأن يكون الكتّاب والكتابة، جزءاً فاعلاً ومؤثراً في سياقاتها.

الكتابة فعل حياة، مثلما هو بوحٌ، شهادة، أو اعتراف. ليكتب كل من يستطع إلى ذلك سبيلا، وليس معنى ذلك أننا ندعوا الى انتشار الأعمال الادبية التي يعوزها المستوى الفني، والقيمة الإبداعية، التي يجب أن تكون شرطاً أساسياً في أي عمل أدبي، أو فني يُقدم. ولسنا ندعوا الى الكثرة في ذلك، وإنما نشجع على الكتابة، وأن تصبح شئناً شائعاً خاصة لدى جيل الشباب، الذي يواجه تحديات ثقافية – اجتماعية فريدة اليوم، وفي مقدمها التحديات المتصلة بالهوية الثقافية، تكوينها، و/ أو إعادة صياغتها، في ظل سياسات إعادة الإندماج، والتهميش، وغير ذلك.
من ذلك، نود أن نخلص للقول، أن أشدّ ما أحوجنا إليه، هو الحركة النقدية، التي تدرس أدب السجون والمعتقلات، بوصفها أعمالاً ادبية، كما يخضع أي عمل أدبي للنقد، من حيث التفسير والتحليل والمقارنة والتقييم الأدبي والفني، عبر الجوانب المختلفة، للعمل الأدبي. وهذا ما يقدم لأدب السجون، ولغيره من الفنون والآداب الأخرى، فرصة ضرورية، لا غنى عنها، لتطوير الكتابة، ورفع مستوى الإبداع والرقي بقيمته الفنية، بعيداً عن التناول الإنطباعي الذي ينحو لإبراز موضوع الكتابة، وظروفها، وهو ما يجري اليوم على نطاق واسع. وعلى أهمية تلك القراءات الانطباعية، نحن بحاجة إلى نقد يشير الى مواطن الضعف والخلل، في النص الأدبي، والى مكامن قوته.
وعبر النقد الأدبي، يمكن تقديم الأعمال الأدبية الى الجمهور، ليساهم في تعزيز المعرفة، ورفع سوية الذائقة الفنية لديه، وبذلك تتعزز مكانة أدب السجون، وترتقي فيه الكتابة لملامسة حدود العمل الإبداعي الذي يطرح قضيته، بقيمة فنية عالية، يصبح فيها البقاء للأفضل، للنص الإبداعي الأصيل، ويختفي ما هو إنشائي، وطارئ، مع مرور الوقت، ونضوج التجربة الإبداعية، مترافقة مع نهوض المارسة النقدية الغائبة بشكل مؤثر حتى اليوم.
ككاتب صدرت لي رواية في أدب السجون، أشعر بأهمية أن يتناول النقد وبقسوة إن صح التعبير، أعمالنا الأدبية، ومنها بالطبع روايتي سراب بري، بعيداً عن الحذر والمجاملة، نتيجة الانحياز لموضوع ” تجربة السجن المريرة “. وقد آن الآوان لأن يستعيد النقد الأدبي دوره الضروري المفتقد.

مؤسسة كاج برزونرز لقاء مع شهود عيان لمجزرة قلعة جانكي في افغانستان

عادل عبدالمجيد

اقامت مؤسسة كاج برزونرز لقاء مع شهود عيان لمجزرة قلعة جانكي في افغانستان علي يد القوات الامريكية وحلفاءها وكيف قتل المئات من الاسري العزل وادار اللقاء الاخ معظم بك وحضر اللقاء الاخ رحيل والاخ شاكر المدني وثلاثتهم من معتقلي جونتناموا الفرج عنهم وقد ابكت شهادتهم الكثير من الحضور

وتعتبر شهادة تاريخية لم يسبق لاحد ان يقوم بهذا العمل

الصورة الاخ رحيل علي اليمين وكان عمره وقت الاعتقال في افغانستان ١٧ عاما وفي النصف الاخ شاكر المدني من الحجاز والاخ معظم بك وهو من اصول باكستانية حفظهم الله

علي هامش لقاء اقامتة مؤسسة كاج برزونرز في غرب لندن

كانت الصورة مع الاخ المكرم شاكر المدني الذي قضي ١٤ عاما في سجن جونتناموا بي

التعذيب بسيارات الترحيلة

الانقلاب العسكرى ) . 

كانت سيارات الترحيلة الغير صالحة للنقل الادمى احدى وسائل التعذيب التى يعانيها المعتقلون باستمرار حيث كانت تلك السيارت الحديدية الضخمة المحكمة الغلق ذات النوافذ الصغيرة التى تتخللها قضبان الحديد وتكسوها الشباك الحديدية  من الخارج والداخل غير صالحة لنقل البضائع و الجمادات فكيف بالبشر وكيف بالمعتقلين وهم مقيدون بعضهم الى بعض بالاغلال والسيارة تكون فى حرّ الصيف كأتون مشتعل نغلى نحن فيه من الداخل خاصة حينما كانوا يتركونا لبضع ساعات تحت اشعة الشمس المكشوفة والسيارة تشوينا فى الداخل كانت السيارة الحديدية خالية من الداخل من المقاعد تماما ولم يكن فيها اى شىء نستطيع التعلق به والاستناد عليه  من مطبات الطريق والفرامل السيئة دوما لقائدى سيارات التراحيل ولم يكن لنا وسيلة تشبث الا شباك الحديد على النوافذ نتخللها باطراف اصابعنا وتكاد شباك الحديد الحادة تمزقها وكانت المعاناة الاكبر التى تقابلنا والهم الاول كيف سنقوم بالقاء الوريقات الصغيرة التى كنا نلقيها للمارة فى الطريق نكتب لهم فيها ارقام ذوينا التليفونية ونخبرهم فيها رسائل صغيرة مثل انا تم ترحيلى لمعتقل كذا او انا ذاهب الان الى لاظوغلى وساعود للمعتقل بعد عّدة ايام اذ كانت هذه هى وسيلة الاتصال الوحيدة لنا باسرنا فى ظل غلق الزيارة لسنوات   فكانت هناك بعض سيارات الترحيلة القليلة ذات النوفذ القضبانية الخاليه من الشباك نستطيع ان نخرج منها ايدينا فنلقى للمارة فى الطريق بالورقات الصغيرة وكان الغالبية العظمى من اهل مصر الطيبين يتهافتون على رسائلنا ليلتقطوها وغالبهم  كان يقوم فعلا بالاتصال باهالينا وتوصيل الرسالة اليهم واحيانا كنا نضع فى ورقة التليفون مبلغا من المال بسيطا حتى نرفع عن المتصل حرج نفقة المكالمة واذكر العديد من المرات كان بعضاالناس الطيبون يجرون وراء سيارة الترحيلة على اقدامهم ليلتقطوا الاوراق التى نلقيها وكان بعضهم فى بعض الاحيان يتعرض للاهانة  من ضابط الترحيلة واذكر فى احد المرات اوقف ضابط الترحيلة السيارة ونزل يضرب احد الشاب الذى كان يلتقط منا الرسائل ولكم كانت تخفق قلوبنا وتدمع اعيننا ونحن نرى مثل هذه المواقف وهذه الروح الطيبة لاهل مصر الطيبين وهم يشاهدون اصحاب الجلاليب البيضاء المصلون وحافظى القران ينقلون فى سيارات المجرمين ليتم حشرهم فى السجون لا لشىء الا انهم يقولوا ربنا الله

كان يتم حشرنا فى سيارة الترحيلة باعداد كبيرة تزيد كثيرا عن حمولتها القصوى اذكر فى احدى المرات كنا عائدين فى سيارة الترحيلة من لاظوغلى الى معتقل دمنهور وكنا 6 من الاخوة وكان معنا اخ من حدائق القبة حاصل على دكتوراة فى الهندسة وكان على علم بالعلوم الشرعية وعلى قدر من الفهم والوعى الراقى والاخلاق العالية وكان مرهقا جدا ونحن فى سيارة الترحيلة واذ بضابط الترحيلة يتوقف عند قسم الخليفة بالقاهرة ويدخل الى القسم وبعد نصف ساعة يخرج وهو يجر خلفه اربعين مسجونا جنائيا ويحشرهم معنا فى سيارة الترحيلة فاصبحت السيارة كعلبة السردين  فسالناهم عن وجهتهم فاذا هى سجن وادى النطرون فاسقط فى ايدينا وعلمنا اننا سنلقى العذاب طوال ساعتين حتى نصل لسجن وادى النطرون وكان الوقت صيفا والحرّ داخل سيارة الترحيلة كانه فرن مشتعل ونقف بالكاد على قدم واحدة فى سيارة الترحيلة واغلب المساجين الجنائيون من حولنا يحاولون اشعال السجائر  مرة واحدة فطلبنا منهم برفق ان لا يقوموا باشعال السجائر لاننا لن نحتمل وسنختنق لان عددنا كان 46 فى السيارة وكانت نوافذ السيارة محكمة الغلق بالقضبان والشباك لم تفلح محاولاتنا معهم فى عدم التدخين فاتفقنا معهم على ان يقوموا مجموعة تلو الاخرة ويقفوا عند نوافذ السيارة حتى يخرج الدخان معظمه للخارج ولا نختنق ولقد كانت حياة المساجين الجنائى تختلف تماما عن حياتنا رغم اشتراكنا معهم فى كوننا مساجين فلقد كانت حياتهم ومعيشتهم غالبها بلا نظافة او طهارة ويدخنون بشراهة  وتنهال من السنتهم سيول الكلمات البذيئة والالفاظ الفاحشة فكانت حياتهم بالنسبة لنا لا تطاق لان مجتمع الاسلاميين فى المعتقلات كان مجتمعا نظيفا طاهرا عفيفا تحيطه اخلاق الاسلام من كل جانب وتحفه العبادات من صلاة وصيام ونوافل وذكر وقيام وحب فى الله واخوة ايمانية وايثار وكرم وتضحية كل هذه الاجواء كانت بمثابة الهواء الذى نتنفسه ولولا تلك الاجواء ما استطعنا تحمل كل تلك السنوات فى ظروف المعتقلات الصعبة هذه.

ومن الاشياء الجميلة التى كانت تهوّن علينا الطريق فى سيارة الترحيلة اخواننا المنشدون اصحاب الاصوات العذبة والاناشيد الاسلامية الرائعة الكلمات والتى كانت ترفع روح الواحد منا حتى تكاد تناطح السحاب فاذكر اخى ابو يوسف وكان شابا فى العشرين من عمره وقد ولد وتربى فى ارض الحرمين وعاد لمصر بلده وتعرض للاعتقال بعد فترة وجيزة وكان صوته عذبا رائقا تحب سماعه وكذلك الاخ  المنشد محمد ابو نضال من حدائق القبة  وكان طالبا فى كلية الطب وتم اعتقالة لما يقارب ال12 عاما وكذلك الاخ محمد عثمائنلى من اسوان وقد مكث ما يزيد على ال14 عاما فكان الاخوة ينشدون لنا فى السيارة يهونون علينا كثيرا صعوبة الوضع وكانت هذه الاناشيد وتلك الاشعار تلامس قلوبنا بقوة وتتخللها لان الظروف التى كنا فيها كانت تطابق تماما ظروف الشعراء الذين كتبوا هذه الكلمات

فكانوا ينشدون لنا امثال هذا النشيد من كلمات الشهيد –كمانحسبه- سيد قطب والتى كتبها وهو فى سجون الطاغية عبد الناصر قبل اعدامه

أخي أنت حرٌّ وراء السدود ….. أخي أنت حرٌّ بتلك القيود

إذا كنت بالله مستعصما …. فماذا يضيرك كيد العبيد؟!!

أخي هل تُراك سئمت الكفاح ؟ …. وألقيتَ عن كاهليك السلاح

فمن للضحايا يواسي الجراح ؟….. ويرفع راياتها من جديد

أخي: إنني اليوم صلب المراس … أدكُّ صخور الجبال الرواسي

غدا سأشيحُ بفأسي الخلاص … رؤوس الأفاعي إلى أن تبيد

قد اختارنا الله ف دعوته .. و إنا سنمضي على سُنته

و لا تلتفت ههنا أو هناك .. و لا تتطلع لغير السماء

فلسنا بطير مهيض الجناح .. و لن نستذل .. و لن نستباح

أخي: إن ذرفت عليَّ الدموع … وبللت قبري بها في خشوع

فأوقد لهم من رفاتي الشموع … وسيروا بها نحو مجد تليد

أخي: إنْ نمتْ نلقَ أحبابنا …. فروضات ربي اُعدَّت لنا

وأطيارها رفرفت حولنا … فطوبى لنا في ديار الخلود

أخي إنني ما سئمتُ الكفاح … ولا أنا ألقيتُ عني السلاح

فإنْ انا متُّ فإني شهيد ….. وأنت ستمضي بنصر مجيد

ساثار ولكن لرب ودين … وأمضي على سنتي في يقينفإما إلى النصر فوق الأنام … وإما إلى الله في الخالدين

حول الأوضاع الكارثية والانتهاكات الحقوقية التي يكابدها السجناء داخل معتقلات المغرب

بعد إجراء لعملية تحقيق دقيق وميداني دام 6 شهور حول وضعية السجناء داخل المؤسسات السجنية  الوطنية.. استخلصنا هذا التقرير المفصل والحامل للأرقام والمعطيات التي كان بعضها صادما والبعض الآخر كارثي..

يبلغ عدد المعتقلين داخل المؤسسات السجنية بالمغرب 84.990 الف سجين  بزيادة 7.97% منذ 2016 من بينهم 38 الف سجين في الاعتقال الاحتياطي ويمثلون  45% من العدد الإجمالي دون إصدار حكم وبدون مراعاة لمبدأ قرينة البراءة!!! حيث تساهم هذه النسبة في ارتفاع نسبة الاكتظاظ التي تتراوح حسب الجهات بين 124% و216%…

تبلغ نسبة السجناء الذكور  97.52 % في الإناث 2.48%

الفئة العمرية التي تشكل أكبر نسبة السجناء تتراوح ما بين 20 سنة إلى 30 سنة يعني الفئة النشطة

السجون المغربية مقسمة بين المركزي والمحلي والإصلاحي…

78 مؤسسة سجنية منها 66 سجنا محليا و 3 سجون مركزية 7 سجون فلاحية و 3 مراكز للإصلاح والتهذيب…

يعاني نزلاء هذه المؤسسات من مجموعة من الانتهاكات الحقوقية حيث يكابدون العناء والمشقات خلال يومياتهم والتي لا تحترم المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب فيما يخص حقوق السجين فما بالك بحقوق الإنسان..

حسب مجموعة من الشهادات الحية والشكايات العديدة التي تسلمناها من النزلاء القابعين داخل مجموع المؤسسات السجنية سجلنا ما يلي :

🔸اكتظاظ الزنازن بنسب تتراوح ما بين 124% و 216%

🔸انعدام التهوية وتفشي الرطوبة المسببة للعديد من الأمراض!

🔸انعدام النظافة داخل الفضاء السجني بما في ذلك المرافق الصحية من حمامات ومراحض

🔸تواجد صادم للكثير من الحشرات كالصراصير والذباب والبعوض أما الفئران والجرذان فقد صاروا هم كذلك نزلاء رسميون داخل تلك الجغرافيا البئيسة.. حيث أن أعدادهم تفوق عدد السجناء!!!!

🔸تغذية سيئة ومضرة بالصحة مع ارتفاع مهول في أسعار المواد الإستهلاكية المعروضة للبيع!!!!!

🔸بطاقات التعبئة للمكالمات يتم السمسرة فيها على شكل صفقة تجارية مبرمة بين إحدى شركات الاتصالات وإدارة السجون!!! حيث أن بطاقة 20 درهم تحتوي على نصف ساعة مكالمات فقط مما يضر بجيوب السجناء!!!!!

🔸انعدام النشاطات والترفيه داخل أغلبية المؤسسات السجنية!!!!

🔸حرمان السجناء من الاستفادة من التطبيب حيث أن هناك الكثير من ضحايا الإهمال الطبي!!!

🔸تواجد 4593 معتقلا يعانون من أمراض نفسية وعقلية لا يستفيذون من المتابعة الطبية!!!!

🔸حرمان بعض السجناء من استكمال الدراسة!!!!

🔸الزبونية والمحسوبية والانتقائية في المعاملة بين السجناء!!!!

عدم احترام تصنيف السجناء وذلك بوضع القاتل والمغتصب وسط سجناء قضايا بسيطة!!!

🔸المعاملة السيئة والاإنسانية التي يتعرض لها بعض السجناء!!!

🔸هناك 700 شكوى عن سوء المعاملة!!!

🔸التعذيب الجسدي والنفسي والحبس الانفرادي!!!

🔸حالات وفاة غامضة!!!

🔸تفشي تجارة الممنوعات والمخدرات!!!!

وعليه فهناك مسؤولية تقصيرية ومسؤولية عقدية تتحملها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج. ..

🔺سأقوم غذا إنشاءالله بتوجيه رسالة مفتوحة إلى السيد محمد صالح التامك مدير المندوبية العامة للسجون..

ملحوظة :  يجب مراجعة المسطرة الجنائية والسياسة العقابية عن طريق إجراء عقوبات بديلة غير سالبة للحرية.. أضف إلى أن الاعتقال الاحتياطي يظل خرقا سافرا للمعاهدات والمواثيق الحقوقية الدولية.

                      ✍️ سعيدة العلمي

هذا ما حدث لي بسجن تولال 2

#تولال_2

عندما وصلت أول مرة لسجن تولال2 استقبلني مدير السجن مصطفى حمري بالتهديد بحلق لحيتي.. تعجبت وقتها من هذا التهديد!! وأخبرته أن هذه اللحية لها أكثر من خمس عشرة سنة وكل وثائقي بها.. وأني مررت من ثلاثة سجون ولم تزعج لحيتي أحدا!! بعد يومين كتبت طلبا للمدير من أجل السماح لي بالاتصال بعائلتي من أجل إخبارهم بترحيلي لهذا السجن لكن بدل السماح لي بالاتصال بهم أرسل لي زبانيته من أجل حلق لحيتي!! وكان هذا أصعب موقف مر بي في فترة سجني.. حيث أحسست بالمعنى الحقيقي للحكرة والاستضعاف وقلة الحيلة.. عدد كبير من السجانين كل يصرخ ويهدد على طريقته، وفي الأخير تم حلق لحيتي للأسف.. أقسى إحساس شعرت به في حياتي.. لمدة أيام وأنا أبكي في عزلتي، ولا أعرف نفسي في ظلي، وعندما أتوضأ لا أجد لحيتي التي تعودت على تخليلها لعدة سنوات… فلماذا هذا السجن يفعل به المدير وزبانيته ما يحلوا لهم ويخالفون كل أعراف السجون التابعة للمندوبية العامة لإدارة السجون وكأن هذا السجن غير تابع لها، وهذا في عدة أمور، سجن تولال2 حقيقة سجن خارج التراب الوطني وقوانينه.. دعوت في صلاتي وقيامي على المدير وزبانيته ولازلت أدعوا عليهم.. اللهم انتقم من كل جبار متكبر وكل من يستضعف المستضعفين من عبادك.

#عبدالله_الحمزاوي