مصطفى خليفة في قبو دافىء لمقرّ جريدة حزبٍ معارض، يلتقي الراوي بشخصين سيقلبان حياته رأسا على عقب: لميس، الفاتنة المتمرّدة، وعبد السلام، الذي سيسرد على الراوي حياته الغنية بالحب والصراع.
تنتقل بنا هذه الرواية من زنزانة، الى “خلوة”، فإلى سراديب مليئة بالذهب والنقود. وتعرّج على أزمنة تاريخية موسومة بالخلافات والمذابح. لكنها ليست رواية تاريخية بالمعنى المألوف، بل أدى فيها الخيال دورا أساسيا، وسمح لنفسه بأن يستخدم سؤال: “ماذا لو؟
يظهر مصطفى خليفة بعمل جديد مخالف عما وجدته في قوقعته، وانتقل من عالم السجن الداخلي إلى ما هو خارجه، في فكرة افتراضية بناها على خياله الشخصي، ولولاه ما كانت هذه الرواية شيئاً يذكر. التاريخ يكتب عن مجازر لأحفاد خالد بن الوليد، فهل بقي منهم أحد؟ ربما، وإن بقي شخص واحد، فإن هذه الرواية تستند عليه.
الراوي، الشخصية التي أدخلتنا في صراع وأخذ وعطاء وحب ومشاعر مع الشخصيات الموجودة الأخرى، تلتقي بشخصيتين كما هو مكتوب في الغلاف الخلفي للرواية، وتقلبان حياته رأساً لى عقب، لكنني أريد أن أضيف أن الشخصيات كلها كان لها تأثير نسبي عليها، وتأثير آخر فيما بينها. هذا التفاعل الكبير بين الشخصيات أدى إلى خروج منظومة سردية تمسك القارئ حتى النهاية حتى مع وجود تعاقب لثلاثة أجيال في الرواية.