أرشيف يوم: سبتمبر 19, 2022

رواية ” القابضُون على الجمر 

علمونا فى المدارس أن “الخلاف لا يفسد للودِ قضية ” ، وكانت من مجموعة أكاذيب المدارس التى زرعوها فينا ، وشببنا على خدعَة ليس للزمانِ أى ذنبٍ فيها .

كانَ المُذنب الأول في أغلب صداماتِ الحياة هى المدرسة التى تُربي فينا المثالية لزمنٍ لا يُحارب إلا هذه الطرق و لحياةٍ لا تعترف بهِم أفراداً .

و لعلّى من أكثر المحابين لفكرة أن الانسان قضية ، ومن منا لا يحمل قضية سوى العقول الخاوية التى تسير بملئ فراغها ؟ حتى أولئكَ الذين يسيرون بترّهات فكرهم ، وعلى سوءِ فكرتهم وتوجههم إلا أنهم يحملون قضية أيضاً ،

والقضية لا تُلزم الخير لجعبتها على الدوام . !

والخلاف لا يشُب إلا من خلفِ القضية والفكرة ” هكذا ينطق واقعنا ”

وتلكَ هى لبّ الرواية أو حتى الفكرة التى أوصلها الكاتب ” محمد أنور رياض ” فى ” القابضون على الجمر ” ، هو أسماها رواية وأنا سأنعتها بِ ” أسطورة الفكرة ”

تحدثت هذه الأسطورة عن قضية الخلاف الفكرى بين الاخوان المسلمين والمبجّل ” المرحوم ” عبد الناصر فى مصر ، عرجت للعديد من الحقائق و الروايات التى كانت بعضها مسرودة بأسمائها الحقيقة والبعض الأخر بأسماء مركبَة ، لم يتبنى الكاتب عرض الخلاف بسذاجته المنتشرة فى كثير من أزقة التاريخ ،

هنا تشعب الكاتب عن حيثيات التعذيب وأساليب الموت البطيء التى كان يستخدمها عبد الناصر لإبادة أى فكرة تنبع من عقيدة إسلامية ، ونفخاتهِ الواهية فى خطاباتهِ المخادعة ، تنوعّت أساليبهِ بتنوع الوحشية التِى استخدمها وبتنوَع الوحوش التى لا ترقى لبشرية الذين دربهُم ليفاوتوا الحيوانات فى بهائميتهِم .

كانَت الأساليب المستخدمة شنيعة ذكر ” العروسة ” تلك الخشبة التى مرّت على أجسادِ الشباب ، وذلك المحقق الذى كان يسأل الأستاذ الجامعى عن راتبه لينزل عليه عقاب بحجم راتبه الشهرى ” ومعروف أن راتب الاستاذ الجامعي فى مصر يعتبر مرتفع مقارنة برواتب البقية ” ، و النعاج التى تسير على الأرض فتأخذ كل من يوحِد .

عن أحداث 1954 وأحداث 1956 و ذكريات التاريخ مع عبد الناصر

توقعتُ بعقليَة من يهوى الأمان للنهايات ، بزواجٍ جميل لشاب خرج بعد 7 سنوات من عذابات عبد الناصر من فتاة اهتدت لطريق الله فى خضّم حياتها ، إلا أنّ الأمان لا يمكن أن تحضنه الأوراق ويخدعنا به الواقع الذى نعيشه ، فقد كان أن أقبل وحوش عبد الناصر وأخذوا العروسآن ليكملوا لهم بهجتهم على الطريقة الناصرية الشيوعية المخالفة لكلِ من يقول : الله ربنآ

هنآلكَ فى التعذيب و غياباتِ السجون .

وقد كانت نهاية منطقية لما يعايشه الاخوان هناك فى مصر ، هنّا كان يحق لى ولكل من يقرأ الرواية أو أية روايات مشابهة الفرح لنصرِ الله لثلة الإخوان فى مصر – ونستحضر عهد سيدنا يوسف ونقول صدق ربنا جل جلاله حين قال : ” يعزّ من يشاء ، ويذل من يشاء ”

صُنفت ك رواية تصنيفاً لغوياً أدبياً ، ولو كان لى أن أصنفها هى جزء من حقيقة و وقائع بين متن الورق .

اقتبآسُ من هذه ” الأسطورة الفكرية ” 

الكتاب موجود فى مكتبة الجامعة الإسلامية - غزة

بعض الناس عندما يبلغون أقصى مدَى للتطرف ،يصيرون أقرب ما يكون .. للنقيض ، اذ يبدو ان المشارع مثل الدائرة المغلقة ، بدايتها ملتصقة . . بنهايتها ، والقياس مع الفارق كما يقولون ، أراد عمر بن الخطاب أن يقتل النبى ، فوجد نفسه على بعد خطوة واحدة من الاسلام

#

كيف يتجرأ انسان – مهما كان هذا الإنسان – ، أن يحكم على أخر حكماً أبدياً ،هل يملك انسان أن يغلق أبواب رحمة الله ؟

الله .. الله ذاته لا يقفل حساب إنسان إلا بموته ، وربما تركه مفتوحاً ايضاً بعد الموت . !

#

الإنسان هو الأصل .. هو الأساس فى كلِ تقدم ، الإنسان بداخله ميزان حساس ، لا بُد أن تتعادل كفتاه ،

الروح والمادة .. اى اختلال بينهما ينتج عنه القلق ، و القلق أصبح مرض عصرنا هذا

#

فعندما ينسدل الظلآم ، ويصبح جداره فى سمكِ العالم كله ، فإن أحدهم – ولو كانت أنثى – لا بُد وأن يثقب جداره الأسود ،

ويشعل فتيلة .. جذوة صغيرة .. و هكذا يبدأون دائماً .

#

أصبح تزييف التاريخ احترافاً ، يكفى أن تقال نصف الحقيقة !

النصف الذى يخدم الهدف فقط ؟

#

لماذا لا يخطابون العقول بالمنطق ، وبلا ضجيج ؟

أم أن الإنسان الذى تهوي على رأسهِ المطارق بإنتظام ، لا يستطيع تمييز الحقيقة . !

#

والإنسان عند المنعطفات فى حياتهِ ، يكون فى أشد حالات الحيرة والبلبلَة ، فعندما يبلغ الإنسان ما يسمونه .. بمفترق الطريق ،

فإن عليه أن يزن كل شيء ، وبحذر الثعالب . .

و رغم ذلك فإن العقل المطلق يكون عاجزاً عن الإختيار ، إن العقل لا يكون وحده فى مجال الإختيار .

بل على العكس قد يجد من الدوافع الخفية الأخري داخل نفسه ، ما يتعارض مع العقل ، بل وربما كانت محصلة الصراع ، اندفاعاً فى الإتجاه الأخر ،

وهنا .. لا بد أن يلجأ الإنسان إلَى الله .

#

إنه لم يسعَ إلى المشاكل أبداً ، بل على العكس كان يظن أنه يلتف حولها ،

فإذا بها فى النهاية هى التِى تلتف حوله ، وتحاصره ، وتلح عليه . !

#

إنك لن تستطيع القضاء على كل اللصوص فى البلَد ، ستقضى عمرك كله ولن تستطيع استئصالهم ، وليست السرقة هى الشر الوحيد . . هناك ما هو أخبث

إنك تضيع عمرك هباء ، وربما تمكنوا منك ، بل وسيتمكنون منك قطعاً

وعندئذٍ سيدمرونك ، إنك لن تستطيع أن تصلح ثوباً متهتكاً ،

والحل الوحيد .. هو .. الثورة ،

ليست ثورة الدبابات ، والبلاغات ، والمارشات العسكرية ،والملابس المرصعة بالنياشين

وإنما الثورة من الداخل ، ثورة النفس على النفس

رواية ” القابضون على الجمر ” | لِ : محمد أنور رياض