أرشيف شهر: مارس 2024

عبد العزيز البوخليفي: قضية الاعتقال الطويلة والنداء الإنساني

خاص

في ظلام الزنزانة وصوت السجانين الذين يعترضون على قيودهم، تستمر قصة الاعتقال الطويل لعبد العزيز البوخليفي، معتقلاً إسلامياً في المغرب. منذ عام 2002، لم يشهد الأب، الحاج أحمد البوخليفي، لقاءًا مع ابنه، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 30 عامًا، وقضى منها 22 عامًا بالفعل. الآن، ووالده يناشد الضمائر الحية في بلاده، يتساءل عن من يستفيد من بقاء ابنه في السجن، ويطالب بأن تستغل الدولة قدرات أبنائها بدلاً من إبقائهم خلف القضبان.

يشير هذا النداء إلى حقيقة مؤلمة لا يمكن تجاهلها، فما هي الجهة التي تستفيد من استمرار اعتقال عبد العزيز البوخليفي؟ وهل هناك مصلحة وطنية أو سياسية تتمثل في إبقاء شاب في السجن دون محاكمة عادلة؟ يثير هذا السؤال استفزازًا مشروعًا ويجب أن يلقى اهتماماً كبيراً من المسؤولين والمجتمع الدولي على حد سواء.

في ظل هذا السياق، يظهر نداء الحاج أحمد البوخليفي كنداء إنساني يتعاظم بمرور الوقت، إذ يواجه الأب العجوز تحديات جسيمة لم يتخيلها في شبابه. فهو ينتظر ابنه، رغم تقدمه في العمر، ولكن دون جدوى. لقد مرت عشرات السنين وهو يحمل شوقًا غير محدود للقاء ابنه، إلا أن القدر يبقيهما مفترقين.

هذه القصة ليست قصة فردية، بل هي جزء من واقع معاناة العديد من الأسر في المغرب وخارجها، حيث يُعتقل الأبناء ويتركون لسنوات خلف القضبان دون محاكمة عادلة أو حق في الدفاع. وبالتالي، ينبغي أن تكون هذه القضية محط اهتمام المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، وأيضًا تلك التي تعنى بحقوق الإنسان وسلامة المعتقلين.

عبد العزيز البوخليفي، كما أشار والده، ليس مجرد اسم في قضية اعتقال طويلة، بل هو إنسان يحمل آمالًا وأحلامًا وعائلة يشتاق إليها بلا حدود. وما يجعل هذه القصة أكثر إيلاماً هو عدم وجود إجابات على الأسئلة الأساسية: لماذا وكيف؟ فالشفافية والعدالة هما مطلبان لا يمكن التنازل عنهما في أي مجتمع.

في النهاية، فإن نداء الحاج أحمد البوخليفي يتجاوز الحدود الجغرافية للمغرب، ويصل إلى قلوب الناس في كل مكان، مذكرناً بأن العدالة والحرية ليست مفردات فارغة، بل هي حقوق إنسانية أساسية يجب أن تتحقق للجميع، بما في ذلك عبد العزيز البوخليفي وكل من يحملون معه نفس القضية

عندما تلتقي الخيال بالواقع: قصة فرانز كافكا والدمية المفقودة

عندما نرى فصول حياتنا تتقاطع مع الآخرين، يمكن أن تحدث لحظات لا تُنسى تترك بصمة في قلوبنا. تلك اللحظات التي قد تكون بسيطة وعابرة، لكنها تحمل في طياتها قصصًا تُروى للأجيال.

في الأربعين من عمره، كان فرانز كافكا، الكاتب الشهير، يمشي في حدائق برلين عندما التقى بفتاة صغيرة تبكي على دميتها المفضلة المفقودة. لم يكن يدري حينها أن هذا اللقاء سيكون بداية قصة غريبة وجميلة في حياته.

بدأت القصة ببساطة: فرانز والفتاة يبحثان عن الدمية بلا جدوى، لكنهما اتفقا على مقابلة في اليوم التالي للبحث مجددًا. وهنا بدأت مغامرة غير متوقعة، حيث قام كافكا بكتابة رسالة على “لسان” الدمية المفقودة، ووعد بأن يروي للفتاة عن مغامراتها في العالم.

خلال الفترة التي تلت، تلاقى فرانز كافكا والفتاة مرارًا وتكرارًا، حيث قرأ كافكا رسائل الدمية بانتباه، واستمع إلى قصصها وأحاديثها بتأمل. كانت تلك اللحظات تمثل هروبًا لكافكا من واقعه المعقد إلى عالم بسيط وجميل.

ولكن القصة لم تنته ببساطة عودة الدمية المفقودة إلى صاحبتها. فبعد وفاة كافكا، عثرت الفتاة، التي أصبحت الآن امرأة، على رسالة مُلفَّتة داخل الدمية. رسالة صغيرة، ولكنها حملت في طياتها حكمة عميقة، حيث قال كافكا: “كل شيء تحبه ربما سيضيع، لكن في النهاية سيعود الحب بطريقة أخرى”.

هذه القصة البسيطة تذكرنا بأن اللحظات الصغيرة قد تكون لها أثر كبير في حياة الآخرين، وأن الحب والإحسان يعيدان تشكيل الروابط الإنسانية بطرق غير متوقعة. فلنحتفظ بقلوبنا مفتوحة لتلك اللحظات، فقد تكون هي اللحظات التي تجعل الحياة أجمل وأكثر إشراقًا

اصداء وزوابع مذكرات عائد من المشرحة

رسالة مف

رسالة مفتوحة الى السيد عبد الاله بنكيران

بعد ردكم الغريب على مذكراتي “عائد من المشرحة”وما نشرته الايام عن ذلك وزعمتم انكم لم تلتقوا بي قط ولا تعرفونني البتة من أجل كل ذلك اذكرك بما يلي:

١. قبل الاعتقال كم مرة كنت تزورنا بمدينة المحمدية

باعتبارك كنت قياديا في حركة الشبيبة .

٢.كم مرة زرتنا بالسجن المركزي وكنت تتحدث معنا كوسيط للدولة وأذكرك عندما كنت تزعم ان طلبنا العفو هو حق يكفله لنا الدستور وكنا ننظر اليك باندهاش ونرد عليك برفض كل مزاعمك.

٣. وكنت اظن انك قد غيرت مسلكياتك في الانبطاح ولذلك زرناكم بعد الافراج عنا سنة ١٩٩٨ في مقر جريدة التجديد بقرب مقبرة الشهداء بالرباط أنا وعبد الصمد بوعبيد ومحمد حقيقي، ولما قدما لك انفسنا بأسمائنا وقلنا اننا نحن المعتقلون في مجوعة ال ٧١ المفرج عنهم فلم يرقك مصطلح المفرج عنهم فعقبتَ بطريقة استفزازية بل المعتقلون “المعفى عنهم”.

٤.اما عن المقال الذي نشرته جريدتكم الراية في سنة ١٩٩٧وكنتم انتم مديرها وعنونتموه بطريقة لا تحتمل الا امرا واحدا هو “التبركيك ” المفضوح ،والغريب أن احد اخواننا وهو بلقاسم حكيمي اتصل بك هاتفيا لينبهك لخطورة المقال لكن ابيت الا العناد وقطعت الهاتف في وجهه.

٥.اما انكم كنتم تنشروا لنا فهذا امر لم ننكره ولكن في الغالب لم تكونوا تنشروا الا بعد ان تفرغوا بياناتنا من محتواها وتقطعوا أوصالها،فاذا وصلكم بيان عن اضراب عن الطعام لا تنشروه الا بعد أن تشككوا في مشروعية الاضراب،ومرارا كنتم تتهمونا في جرائدكم بانا موالي ن لاعداء الله وتعنون بذلك اليسار،ونعادي اولياء الله وتعنون به انفسكم،وأرشيف التجديد والراية لازالت بين ايديكم ما عليكم الا أن تنفظوا عليها الغبار.

٦. وكنتم شخصيا لا تتركون فرصة ايام اعتقالنا الا وتكيلون لنا كل السباب والتهم ،الم تتهمنا في شريطك الذي مازلنا نحتفظ به ،بالمؤامرة المسلحة وهي التهمة التي لم يتهمنا بها النظام نفسه؟،الم تُسوغ وتبيح لصاحبك الحاج الخلطي المعروف بكومسير التعذيب في نفس الشريط بان من حقه أن يمارس التعذيب على ضحاياه؟ اليس هو من صرح بانك انت من اعطاه فتوى بجواز التعذيب ؟كل ذلك منشور في الصحافة وفي شريطك السيئ الذكر،وقبل أن يتوفى الخلطي قدم اعتذارا للضحايا عما جنت يداه في حق مناضلين من يسار واسلاميين ،إلا إنك انت ابيت الا أن تكون أخس منه وكان الاولى بك أن تجبر خاطر هؤلاء الضحايا وتعتذر لهم بل فضلت سلوك الهروب الى الامام بالانكار ولن ينجيك ذلك لا من ضحاياك الاحياء ولا الذين توفاهم الله سواء في هذه الدنيا ،أو يوم نقف جميعا أمام الله العادل التي يعلم خائنة الاعين وماتخفي الصدور.

Ahmed Haou

رواية الإخوة كارامازوف: دراما فلسفية تحاكي الحياة والروح

تتجلى رواية “الإخوة كارامازوف” كنجمة ساطعة في سماء الأدب العالمي، تنير دروب الفكر والروح بتأمّلاتها العميقة وصراعاتها الإنسانية المعقدة. فهي ليست مجرد قصة، بل هي عالم متكامل يتجلى فيه النزاع بين الخير والشر، وبين الإيمان والشكّ، وبين الحرية والقدر.

تُعَدّ الرواية لدوستويفسكي تحفة أدبية تجمع بين الفلسفة والرواية الروسية الكلاسيكية، حيث تخلط بين الدراما العائلية والنزاعات الأخلاقية والدينية ببراعة فائقة. ففي قلب الرواية، نلتقي بعائلة كارامازوف، حيث يتصارع أبناؤها ويتقاتلون في حلقاتٍ من الصراعات الداخلية والخارجية، ترسم لوحة معقدة للإنسان وتجاربه.

في محور القصة يقف الأب الشرير، فوديمير كارامازوف، الذي يمثل الشر والفساد في أبهى صورها، فهو رمز للانحراف والتفكك الأخلاقي، وتجسيد للطموح الذي يتخذ من النفاق والمكر طريقاً لتحقيق مآربه الشخصية. وفي مقابله يبرز ابناه، الأخوة ديمتري وإيفان، اللذان يمثلان تناقضات الإنسان وصراعاته الداخلية بين العاطفة والعقل، وبين الإيمان والشكّ.

تتناول الرواية مجموعة واسعة من المواضيع الفلسفية والأخلاقية، بدءاً من تساؤلات حول الله والإيمان وصولاً إلى الحرية والإرادة الحرة ومعنى الحياة. وتتركز الرواية على الصراع بين القوى النفسية المتنافرة داخل كل شخصية، مما يجعلها تتفاعل بشكل عميق مع القارئ وتثير فيه تساؤلات مهمة حول طبيعة الإنسان وغايته في هذا العالم.

بوجود شخصيات متنوعة وعمق فلسفي يثير الفضول، تأسر رواية “الإخوة كارامازوف” قلوب القراء وعقولهم، وتبقى حتى اليوم مصدر إلهام للكتّاب والفلاسفة والمفكرين. إنها تحفة أدبية لا تضاهى، تنمو بمرور الزمن وتترك أثراً عميقاً في كل من يغوص في أعماقها

عظمة رواية الإخوة كارامازوف: فن وفلسفة دوستويفسكي في أوجّ التأثير

تعتبر رواية “الإخوة كارامازوف” من أبرز تحف الأدب العالمي، وهي التحفة الأخيرة التي قدّمها الكاتب الروسي الكبير فيودور دوستويفسكي. صدرت الرواية في عام 1880، لكنها استمرت في إشعار تأثيرها العميق على العديد من العقول البارزة في مجالات الفلسفة والأدب.

بمجرد نظرة إلى الأسماء التي أثّرت بها هذه الرواية الرائعة، نجد أن الفيلسوف الشهير مارتن هايدغر وصفها بأنها القمة العليا لجميع الأعمال الأدبية، وظلت كذلك حتى نهاية حياة العبقري آلبرت آينشتاين. وكما قال فرويد، كانت “أروع رواية كتبت على الإطلاق”. إن هذه الكلمات تلخص الإعجاب الشديد الذي أبداه العظماء تجاه عمل دوستويفسكي.

الفيلسوف نيتشه والكاتب فرانز كافكا أيضًا لم يمتنعوا عن التعبير عن إعجابهم العميق برواية الإخوة كارامازوف. كان كافكا يعتبر نفسه ودوستويفسكي “أقارب الدم” بسبب التأثير الذي كانت له هذه الرواية على أعماله الخاصة.

تتناول الرواية قصة عائلة كارامازوف، حيث يظهر الأب كشخص مسرف في الشرب وشرير يسخر من النبلاء. يُظهر تقديمه الشامل للأبناء في الصغر، حيث يهملهم دون قصد، وهذا يعكس حالة الانحلال والغياب التي يعيشها. يتعامل ابنه الأكبر ديميتري مع هذه الوضعية بشكل عاطفي، ويتورط في صراعات مع والده حول المال والحب.

تسلط الرواية الضوء بعمق على قضايا أخلاقية وفلسفية معقدة، مثل الإيمان والشك، والحرية الإرادية، والدين. يقدم دوستويفسكي دراما روحية تعبر عن الصراعات الأخلاقية والنفسية، ويتناول قضايا لاهوتية حول أصل الشر وطبيعة الحرية. يظهر في الرواية تفرد دوستويفسكي في قدرته على استكشاف أعماق النفس البشرية وتجلياتها الفلسفية.

باختصار، تظل رواية الإخوة كارامازوف تحفة أدبية تتربع على عرش الأعمال الأدبية العالمية، حيث يمزج دوستويفسكي ببراعة بين الأسلوب الأدبي الرائع والعمق الفلسفي الذي يثير التفكير والتأمل في مسائل حياتنا ووجودنا