أرشيف يوم: مارس 14, 2024

عبد العزيز البوخليفي: قضية الاعتقال الطويلة والنداء الإنساني

خاص

في ظلام الزنزانة وصوت السجانين الذين يعترضون على قيودهم، تستمر قصة الاعتقال الطويل لعبد العزيز البوخليفي، معتقلاً إسلامياً في المغرب. منذ عام 2002، لم يشهد الأب، الحاج أحمد البوخليفي، لقاءًا مع ابنه، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 30 عامًا، وقضى منها 22 عامًا بالفعل. الآن، ووالده يناشد الضمائر الحية في بلاده، يتساءل عن من يستفيد من بقاء ابنه في السجن، ويطالب بأن تستغل الدولة قدرات أبنائها بدلاً من إبقائهم خلف القضبان.

يشير هذا النداء إلى حقيقة مؤلمة لا يمكن تجاهلها، فما هي الجهة التي تستفيد من استمرار اعتقال عبد العزيز البوخليفي؟ وهل هناك مصلحة وطنية أو سياسية تتمثل في إبقاء شاب في السجن دون محاكمة عادلة؟ يثير هذا السؤال استفزازًا مشروعًا ويجب أن يلقى اهتماماً كبيراً من المسؤولين والمجتمع الدولي على حد سواء.

في ظل هذا السياق، يظهر نداء الحاج أحمد البوخليفي كنداء إنساني يتعاظم بمرور الوقت، إذ يواجه الأب العجوز تحديات جسيمة لم يتخيلها في شبابه. فهو ينتظر ابنه، رغم تقدمه في العمر، ولكن دون جدوى. لقد مرت عشرات السنين وهو يحمل شوقًا غير محدود للقاء ابنه، إلا أن القدر يبقيهما مفترقين.

هذه القصة ليست قصة فردية، بل هي جزء من واقع معاناة العديد من الأسر في المغرب وخارجها، حيث يُعتقل الأبناء ويتركون لسنوات خلف القضبان دون محاكمة عادلة أو حق في الدفاع. وبالتالي، ينبغي أن تكون هذه القضية محط اهتمام المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، وأيضًا تلك التي تعنى بحقوق الإنسان وسلامة المعتقلين.

عبد العزيز البوخليفي، كما أشار والده، ليس مجرد اسم في قضية اعتقال طويلة، بل هو إنسان يحمل آمالًا وأحلامًا وعائلة يشتاق إليها بلا حدود. وما يجعل هذه القصة أكثر إيلاماً هو عدم وجود إجابات على الأسئلة الأساسية: لماذا وكيف؟ فالشفافية والعدالة هما مطلبان لا يمكن التنازل عنهما في أي مجتمع.

في النهاية، فإن نداء الحاج أحمد البوخليفي يتجاوز الحدود الجغرافية للمغرب، ويصل إلى قلوب الناس في كل مكان، مذكرناً بأن العدالة والحرية ليست مفردات فارغة، بل هي حقوق إنسانية أساسية يجب أن تتحقق للجميع، بما في ذلك عبد العزيز البوخليفي وكل من يحملون معه نفس القضية