ندد أطباء أميركيون بالآثار الخطرة عقلياً ونفسياً على أكثر من 80 ألف سجين أميركي يقبعون في السجن الانفرادي، من بينهم أشخاص سجناء معزولون منذ سنوات طويلة.
وقال كراغ هايني أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا إن “الولايات المتحدة تشكل استثناء بين دول العالم الحر في عدد الأشخاص المحكوم عليهم بهذا النوع من السجن ولفترات طويلة”.
وأجرى هذا الطبيب دراسته بناء على 500 مقابلة مع سجناء معزولين، وأضاف في المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية للتقدم والعلوم أن هناك عدداً غير قليل من السجناء يعيشون في زنزانة منفردة لمدة قد تصل إلى 10 سنوات وربما أكثر.
ويعيش هؤلاء السجناء ظروفاً شديدة القسوة، حيث يمضون كل وقتهم في زنزانة مساحتها 7,5 متر مربع، لا توجد فيها نافذة، وهم لا يخرجون منها سوى لوقت قصير يومياً، حين يقومون بالتمارين الرياضية في قاعة مقفلة أيضاً، وليس في ملعب مفتوح.
وفي معظم الحالات، يحظر على هؤلاء السجناء أن يتلقوا زيارات أو اتصالات هاتفية، وبالتالي سرعان ما يفقدون ارتباطهم بالعالم الخارجي، وتنشأ لديهم اضطرابات في الهوية وفقدان الشعور بالاتجاه، وأحيانا رهاب اللقاء بأشخاص آخرين.
وترتفع بين السجناء المعزولين نسبة الإصابة بالاكتئاب والقلق، والصعوبة في التركيز، ويعاني نصفهم اضطرابات نفسية.
وتستمر الاضطرابات مع هؤلاء الأشخاص حتى بعد خروجهم من السجن، على غرار روبرت كينغ الذي خرج من السجن في العام 2011 بعدما أمضى 23 عاماً في زنزانة منفردة.
وعلى ذلك، اعتبر جول لوبل رئيس مركز الحقوق الدستورية والأستاذ في جامعة ميشيغن أن السجن المنفرد يشكل انتهاكاً للدستور الأميركي والقانون الدولي بسبب قسوته ولا إنسانيته.
وقال جول إنه بدأ بدعوى قضائية ضد ولاية كاليفورنيا باسم آلاف السجناء الذين وضع عدد منهم في زنازين منفردة لمدة عشرين عاماً.