أرشيف سنة: 2025

الوديع يقدم “ميموزا ـ سيرة ناج من القرن العشرين”

هسبريس – وائل بورشاشن

المكتبة الوطنية في العاصمة الرباط قدّمت مساء الجمعة سيرة صلاح الوديع “ميموزا – سيرة ناج من القرن العشرين”، للشاعر، والمعتقل السياسي في عهد “سنوات الرصاص”، وعضو “هيئة الإنصاف والمصالحة”.

في اللقاء الذي قدّمت فيه “السيرة”، ووثائقيٌّ حول مضمونها وحياة عائلة الوديع ذات الصيت السياسي والإنساني والأدبي، قال الشاهد الذي اعتُقل وعذّب في المعتقل نفسه الذي استقبل أباه محمد الوديع الآسفي سنوات قبله: “لم أنسَ، لكنني سامحت”.

وتابع الوديع: “أخذ مني هذا الكتاب سنوات… ففي الكتابة تبدأ شيئا فشيئا، ثم يصير الكتاب هو من يجرّ، بديناميته. والهاجس الأول لكتابة ‘ميموزا’ كان أن أكون ما أمكن موضوعيا إذا كانت هذه الكلمة ممكنة في الحديث عن سيرةٍ، وتذكر من عاشوا معي فيها. وعندي يقين بأن الذاكرة يجب أن يحافظ عليها، انطلاقا من مسؤولية تجاه الناس القادمين، لأننا جيل من الأجيال ولسنا وحدنا، ولكل أجل كتاب، وتوجد مسؤولية معنوية: أن تشهد. أما الهاجس الثالث فأن لا أكون ثقيلا على القارئ، وأن يكون الشكل الأدبي حاضرا، وتكون متعةٌ في القراءة”.

وزاد الكاتب ذاته: “حاولت أن أكون موضوعيا كما هو مطلوب من مؤرخ، ولو أنني لم أقم بعمل تأريخيّ، نهائيا؛ بل هو عمل أدبي يسترجع الذكريات، يمكن أن يدخل في باب السيرة. لكن ظروف حياتي جعلت تداخلا للشخصي بالأُسرَويّ وبالوطن”، مردفا: “إذن سيرة ‘ناجٍ من القرن العشرين’ توليفة، دون جفاف المؤرخ ولا الخيال المنساب للشاعر، أتمنى أن أكون نجحت فيها، لأضع القارئ في صورة ما وقع، لا للأسى على ما ضاع، بل لفتح أفق للمستقبل. والدليل أن الفصل الأخير موجه للأجيال الصاعدة، ووصية للمستقبل، سياسيا وفكريا واجتماعيا: جيلنا واجه هذه المعضلات، وهكذا حاول حلها، وجيلكم في ‘عالم ليس هو العالم’”.

هذه العالم “الجديد” من بين ما يسمه “جريمة فلسطين التي ليس لها اسم، والوضع الاقتصادي، ووضع أوروبا وكيف صارت في عيون الأفارقة والشعوب المستعمرة سابقا، وتحول كبير جدا من التحولات الكبرى في تاريخ البشرية”، وفق الشاهد الذي يقول في ختام سيرته: “هذا عالمكم عيشوه، وعايشوه، على أساس التشبث بدون تردد ونقاش بالوطن؛ لأنه من دونه لن نكون غير أشباح مشردين. وحياتُنا فوق هذا المغرب، وعليها أن تستمر، وعلينا أن نكافح من أجلها، ونحافظ على وحدتها، ونعمل من أجل عدالة اجتماعية، تجعل التراص عند الشعوب، والصمود أمام الامتحانات الكبرى القادمة”.

وتذكّر صلاح الوديع “أول درس في مواجهة العسف يوم اعتقل الوالد سنة 1963″، موردا: “أيقظتني أمي صباحا للبحث عنه لأنه ليست عادته الغياب، و(…) تحدثت مع الحارس وهي بنت 28 عاما، قائلة: أبحث عن زوجي، ‘فين دّيتوه؟’ (أي أين أخذتموه؟)”؛ كما تذكّر تشبّث الأم بأن زوجها وطني ولا حرج من اعتقالاته المتكرّرة، واستحضر مخاطبة والده له، وهو مازال طفلا، بأن ثمن الموقف هو السجن، وإن لم يتحقق ما يريده للوطن فإن على أبنائه في سبيل الموقف أن يصبروا على تأدية الثمن.

وعلّق الشاهد بقوله: “ربما كان لدي حظ التعرض لامتحانات وأنا طفل (…) والوطن ليس فندقا، بل كيان ومسار، وتاريخ ومستقبل، ويسائل في كل لحظة شخصاً… ويمكن أن يعطي الإنسان ما يمكن أن يعطيه، ولا يمكن أن يقول لا”.

وفي مرحلة ما بعد “الاعتقال السياسي” تحدّث الوديع عن “المنظمة المغربية لحقوق الإنسان”، حيث “تتلمذت على حقوق الإنسان، ووجدت أناسا مقتنعين بها، مع اختلافات طبيعية، ومن 1988 إلى 1999 اشتغلنا إلى وقت ظهور الفكرة”، وواصل: “للحقيقة والإنصاف أول من طرح فكرة ‘هيئة بين الحقيقة والإنصاف’ هو الراحل إدريس بنزكري، ولقينا استجابة مباشرة بعد تأسيس ‘منتدى الحقيقة والإنصاف’ سنة 1999. وفي مارس وأبريل 2000 بدأ الحوار، وتم إنضاج الفكرة على مهل إلى أن وجدت طريقها للتحقق في يناير 2004”.

وعاد الشاعر بذاكرته إلى علاقته بـ”الإنصاف والمصالحة”، قائلا: “فهمت أن هذه فكرة جديدة، تتطلب روحا جديدة، وتعاملا جديدا، مع بنزكري، وهذا كان درسا في الواقع بالنسبة لي شخصيا”.

ويرى الشاهد أن درس “الإنصاف والمصالحة” ومراحل أخرى هو أن “كل دولةٍ محافظةٌ بطبيعتها على ما هو موجود، فيما المجتمع والمفكرون والأدباء والنشطاء يعطون دينامية تنعكس ويجب أن تنعكس في مؤسسات الدولة…”، واسترسل: “يجب تسجيل السلاسة التي تم بها هذا، وكانت تجربة ‘الإنصاف والمصالحة’ بالمغرب من التجارب الخمس الرائدة في العالم من بين 60 تجربة. يمكن أن نختلف حول المنعطفات والأزمات، لكن يجب أن نشهد للتاريخ بما حدث”.

وتفاعلا مع سؤال من الحضور حول “المبالغة في المؤسسات الرسمية المهتمة بحقوق الإنسان” لم يتفق صلاح الوديع مع التشخيص، وأجاب: “نحن في حاجة ليس فقط إلى آليات للحماية، بل أيضا إلى آليات للنهوض… ومازلنا نحتاج إلى ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان في بلادنا، واحترام النساء والمساواة والإقرار بحقوق الأطفال، ومسائل على المستوى الاجتماعي، وحماية المجتمع من السياسات غير المناسبة للحكومات”، ثم ختم بقوله: “المجتمعات تتقدم بدينامية مؤسساتها، وأحزابها ونقاباتها، ولا يمكن أن ننكر الأمر. ولا إطناب في المؤسسات اليوم، بل مازلنا في حاجة إليها”.سنوات الرصاصسيرة داتيةصلاح الوديع

سجن قارة في مدينة مكناس المغربية

شيد السجن في عهد السلطان إسماعيل (1672 1727) وبينما كان السلطان يستقبل ضيوفه في القبة فوق الأرض، كان المساجين تحتها يفترشون الأرض ويعيشون أياما بائسة دون أمل في انفراج، ويرجح أن يكون السرداب قد بني في البداية ليكون مخزنا للمؤونة في وقت الأزمات خاصة أن السلطان خاض حروبا في مواجهة القبائل الخارجة على سلطته ثم تم تحويل المخزن بعد ذلك إلى سجن لمعارضيه ومرتكبي الجرائم الكبيرة والأسرى، والذي يؤكد أن هذا السرداب كان يؤدي وظيفة أخرى أنه أصبح في فترات مختلفة بعد مرحلة السلطان إسماعيل مخزنا للمؤونة

وهناك عدة شهادات حول السجن منها شهادة الأسير الفرنسي مويط (كان أسيرا في بداية حكم السلطان إسماعيل) حكى فيها الظروف الصعبة التي عاشها في السجن، وكيف كانوا يعملون طيلة النهار حتى تنهك أجسادهم تحت إشراف حراس قساة يمعنون في التنكيل بهم.

وكتب المؤرخ المغربي عبد الرحمن بن زيدان عن هذا السجن في كتابه “إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس” حيث قال “إنه كان من جملة السجون المعدة للأسارى وغيرهم من أصحاب الجرائم العظيمة، يبيتون به ليلا ويخرجون نهارا للخدمة. استعمال المساجين في الخدمة نهارا وجعلهم بالسجن ليلا هو ما يفعله الاستعمار الفرنسي مع المساجين من الأهالي وكأنه أخذ ذلك من فعل المولى إسماعيل”.

اختلف الباحثون في تحديد أصل تسمية سجن قارة، فهناك من يقول إنه يحمل اسم سجين برتغالي وعده السلطان إسماعيل بنيل حريته إن استطاع بناء سرداب متين تحت الأرض، في حين يرجع آخرون أصل التسمية إلى فترة الحماية الفرنسية حين اتخذه المستعمر سجنا للأهالي وكان حارسه أقرع، فعرف السجن بصفته تلك بعد تحريفها كون الفرنسيين لا ينطقون حرف العين فصار قارة.

ولم يكن للسجن باب للدخول عند بنائه وكان السجناء ينزلون إليه عبر سلم من حبال من ثقب كبير قرب قبة السفراء ومن الثقب نفسه يدخل الضوء والهواء وأيضا الطعام.

ويتناقل أهل مكناس قصصا غريبة ومبالغا فيها عن هذا المكان، فيتداولون روايات شفوية عن حدوده التي تمتد إلى مدينة تازة، وأن السجن كان يستوعب 40 ألف سجين، وقسم من الناس نسج حوله اساطير وعن اختفاء عدد من الزوار في متاهاته المعقدة وعن أرواح المساجين القلقة التي لا تزال تسكنه وتصرخ كل ليلة داخله.

يقع بمدينة مكناس تحت الأرض في الساحة المقابلة لقبة السفراء هو واحد من أكثر السجون المغربية غموضا وإثارة للخوف.. ينزل الزائر إليه تحت الأرض عبر أدراج ضيقة، تلف الظلمة المكان إلا من خيوط رفيعة من أشعة الشمس تتسلل محتشمة عبر ثقوب في السقف لتضفي على المكان هالة من الرهبة.

هو سجن مفتوح بلا أبواب ولا زنازين، صمم على شكل يشبه المستطيل، ومقسم إلى 3 قاعات واسعة في كل واحدة منها مجموعة من الأقواس والدعامات الضخمة.

حبس قارة أو السرداب أو المطبق الإسماعيلي أو الدهليز.. كلها أسماء لهذا المكان تناسلت حكايات وإشاعات حوله، ونسجت أساطير ما زالت تلاحقه وتوصيف مرعب يلفه “الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود”.

وتحوّل السجن التاريخي إلى مزار سياحي يجذب الأجانب قبل المغاربة.

ديوان مروان حديد

مروان حديد (ت 1976م) ، قائد أول ثورة إسلامية مسلحة في سوريا ضد حزب البعث والطائفة النصيرية الحاكمة .

في مواجهة سياسات القمع الوحشي الممنهج، ظهرت حركة معارضة مسلحة بقيادة مروان حديد الذي انشق عن جماعة الإخوان المسلمين وتبنّى العمل المسلح الاسلامي ، وأطلقت هذه المجموعة على نفسها اسم “الطليعة المقاتلة”، وبدأت في تنفيذ سلسلة من الاغتيالاتو العمل الفدائي ضد رموز النظام النصيري .

وبلغ التصعيد ذروته في عملية مدرسة المدفعية في الراموسة بحلب بقيادة إبراهيم اليوسف وعدنان عقلة ، حيث قتل 250 ضابط نصيري من أصل 270 كانوا متواجدين بالمدرسة..

لم تكن السلطة البعثية الغاشمة بغافلة أو متغافلة عن تحركاته ونشاطه بل كان همها الوحيد أن تلاحقه وتراقبه في كل مكان وزمان، ومروان هو مروان لم يتوانَ لحظة واحدة عن الاستمرار في الطريق الذي نذر له روحه وحياته ودائماً ما كانَ يُردد كلمته المشهورة المقتبسة من الحديث الشريف: (لموتٌ في طاعة الله خيرٌ من حياةٍ في معصيته)، وكانت أحاديثه كلها تدورُ حول الصبر والمصابرة ومقارعة الأعداء، وأنّ من كانوا قبلنا يؤتى بأحدهم فيمشَّطُ بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه ويوضع المنشار على مفرق رأسه حتى يكون نصفين ما يصدهم ذلك عن دينهم، وكان يبشِّرُ بالنصر ويعتقدُ أن النصرَ مع الإيمان، ويستشهد بالآية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، أي بالممكن منها حتى ولو كانت عصا فقط فالله تكفَّلَ بالنصر إذا صدق العبدُ ربَّه .

اعتقلت المخابرات الجوية مروان حديد في 30 حزيران سنة 1975 بعد أن قضى عدة سنوات يتنقل في الخفاء هرباً منها .

ولم يكن هناك محاكمةٌ سريةٌ أو علنيةٌ لمروان وإنما كان التحقيق المعروف لدى رجال المباحث والمختصين بشئون التعذيب والتصفية الجسدية، ومروان قويُّ البنية والشكيمة، صعبَ المنال لا يبالي أن يقاوم حتى لو كانت يديه في القيود فاتبعوا معه أسلوباً جديداً في التعذيب النفسي والجسدي، أما النفسي فكانوا يُسمعونَه أصواتاً كصوت زوجته وهي تعذب وكأنما يُرادَ اغتصابها حتى أنهكوه .

تعرض مروان للتعذيب بالأضواء المبُهِرة وكان أعظمَ وأَشدَّ تعذيبا على نفسه، وإن أخسَّ ما اتبعوه معه من وسائل قذرة واستطاعوا أن يكبلوا به قواه ويحدوا من مقاومته هو كشف قُبُلِهِ ودبُرِه، ومروان معروف بشدة حيائه وخجله فإذا دخلوا عليه الزنزانة انكمش على نفسه ليتستر عورته التي أرادوا كشفها وأراد الله سترها، ويستغلوا هذه الحالة ليكيلوا له صنوف التعذيب، بهذه الطريقة تمكنوا من السيطرة على مروان وإلا ليكيل لهم الكلمة بكلمة والصاع بصاعين، ثم قطعوا عنه الطعام وأجاعوه حتى خارت قواه، وأحياناً كانوا يقدمون له الطعام بعد أن يمزجوه أمام ناظريه بالأقذار، فصار يأبى أن يأكل من هذا الطعام القذر .

مروان صاحب الطول الفارع والجسد الممتلئ والقبضة الحديدية ينقُلُ عنه أحد الذين شاهدوه أخيراً وهو بحالة هو فيها أقرب إلى الهيكل العظمي منه إلى الجسد العادي، ويقول مروان لهذا بعد أن سقاه لبناً بيده فتقيأه لأن معدته لم تعد تحتملُ حتى اللبن، وكان يغيب عن الوعي لفترات متقطعة ويصحو، وبعد أن صحا قليلاً من غيبوبته قال لهذا الأخ : (انقل عنّي وقل للناس أن هؤلاء الكلاب «ويعني بهم المحققين» أنهم لم يحصلوا مني على كلمة واحدة تُشفى بها صدورهم).

ثم بعد ذلك ساءت حالته الصحية إلى درجة يئست السلطة منه فأرادت أن تُخفي جريمتها، فنقلوا مروان إلى مستشفى حرستا العسكري وطلب أسد منهم أن يأتوا بأخيه الدبلوماسي كنعان ليكون كما أراد الأشرار شاهداً من أهله أنه كان مضرباً عن الطعام، وأنه حالته تردت بسبب امتناعه عن الطعام، ومروان قد أعياه الجوع وأضناه الجهد وهبط ضغطه، فكان أخوه يتوسل إليه أن يأكل ويشرب فيرفض لكثرة ما رأى من تلويث الطعام والماء بالبول والغائط وقد أخبره مروان بذلك، ومع ذلك وافق مروان على طلب أخيه بأن يأكل بشرط، فقال : – يا أخي أشرب وآكل بشرطين، أحدهما أن يكون الماء من حماه والثاني تعدني أن تصلي ، وكان كنعان لا يُصلّي .

– فقال له أخوه كنعان : كُلْ وأُصَلّي .. وأكل مروان وشرب ماء حماة، ووفّى كنعان بوعده وصار مصلياً عابداً لله بعدما رأى ما رأى من حال أخيه .

وبدأت صحة مروان في التحسن، وبدأ ضغطه يعود إلى الوضع الطبيعي، وعاد إلى الحديث مع أهله الذين استبشروا خيراً .

وفي مساء أحد الأيام عاد إليه أهله ليجدوه يجود بروحه الطاهرة وقد أشار إليهم بإصبعه إلى رقبته وأنه قد أعطي حقنة في عنقه، وإذ بالأجهزة الطبية تشير إلى أن ضغطه أخذ يهبط من جديد وأن حالته صارت تسوء وتسوء، ثم فاضت روحه طاهرة زكيه إلى بارئها لتلتقي مع ركب الشهداء باذن الله الذين سبقوه ويستبشرون بقدومه كما هو يستبشر بقدوم إخوانه من خلفه ولا حول ولا قوة إلا بالله .

لقد توفى في سجن المزة العسكري في شهر 6/1976

استشهد مروان باذن الله ولم يُسمح لأهله بدفنه في حماة، فدُفِنَ في دمشق في مقبرة الباب الصغير تحت حراسة الأمن المشددة التي أحاطت بالمكان، وبعد دفنه بقيت الحراسة على القبر شهوراً حيث كانوا يعتقلون كل من يزور القبر .

المراجع :

1. **”الثورة الإسلامية المسلحة في سوريا”**
للمؤلف: عدنان سعد الدين.
2. **”الصراع على الإسلام في سوريا”** للمؤلف: حازم صاغية.
3. **”الطليعة المقاتلة في سوريا: مذكرات أيمن الشربجي”**
4. **”حماة مأساة العصر”** للمؤلف: بسام جعارة.

الشيخ احمد الأسير وتكاليف العقيدة

الشيخ احمد الأسير وتكاليف العقيدة

عصارة وجع ترويها زوجة الشيخ احمد الاسير فك الله اسره .. عن الزيارة والحديث عن الزيارة في السجون كثير الشجون لايعرف مرارتها الآسنة الا من عاشها اسيرا يزار أو زائرا يعتصر قلبه بمرارة مما يعانيه قريب أو زوج أو ابن أسير….

تقول (كانت الزيارة فقط لشخصين ولمرة واحدة في الأسبوع ولا تتجاوز مدتها ٥دقائق ،ورغم ساعات الانتظار الطويلة غير المبررة والتفتيش المتكرر.. (وللتفتيش في الزيارة ذاكرة ألم لاتفارق مخيال كل من مر من هناك من قبل)

تقول بلسان ينطق وجعا وقلب مكلوم يطقر دما (كان أكثر ما يؤلمنا الإحساس بالظلم الشديد والعجز تجاه الشيخ

عندما كنا نسأله عبر الهاتف الداخلي ومن وراء الزجاج والحديد :

هل أنت جائع ؟فيجيب :نعم

هل تأخذ دواءك بانتظام ؟فيجيب :لا

يا له من مشهد تلخصه الآية الكريمة{وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ}

وهو مشهد يختزل المقت السجوني كله خوف وجوع ونقص من كل متاع او لعاعة من حياة كريمة وما يحمله السجان من حقد في صدره يغلي كالمرجل لايخبو وان طالت السنوات خاصة ان كانت عداوته للسجين عن عقيدة وبغض ولا احقر واشنع من بغض الرافضة

وهذا البلاء بالخوف والجوع ونقص من كل شيء يتحدث عنه الشيخ المعلم سيد قطب رحمه الله قائلا

(ولا بد من تربية النفوس بالبلاء ، ومن امتحان التصميم على معركة الحق بالمخاوف والشدائد، وبالجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات.. لا بد من هذا البلاء ليؤدي المؤمنون تكاليف العقيدة، كي تعز على نفوسهم بمقدار ما أدوا في سبيلها من تكاليف. والعقائد الرخيصة التي لا يؤدي أصحابها تكاليفها لا يعز عليهم التخلي عنها عند الصدمة الأولى)

ليميط اللثام بعدها عن اهم شيء في هذا الصراع الدائر وانها تكاليف العقيدة

كلما بذلت في تكاليف العقيدة أعظم الأثمان واغلاها من كل نفيس تصبح انفس ما في الحياة ويصبح الفؤاد فارغا الا منها لأنها الحياة الحقيقية حياة الروح.. من اجل ذلك هي اعز شيء على الانسان فلايبيعها بالدنيا وزخرفها

وأي زلزال عنيف مثل هذا المشهد ان يجوع(بشدة الواو) شيخ ويمنع من دواءه

تلخص زوجته الفاضلة تلك المحنة قائلة (وكأن كل هذا التنكيل لم يكفيهم ،فكانوا أحياناً يقطعون الكهرباء خلال الزيارة فلا نستطيع رؤيته ولا الكلام معه لتصبح الزيارة أقل من ٣دقائف ،ونخرج من الزيارة ونحن نعرف أنه جائع ومريض ووحيد ولا نستطيع أن نفعل له شيئاً سوى الدعاء على الظالمين …)

تأمل معي جوع ومنع من الدواء وتكدير وقطع للكهرباء وتفتيش وما خفي من الظلم اعظم انها تكاليف العقيدة

رحم الله السيد قطب وهو يمنح هؤلاء العظماء القابضين على الجمر اجمل البشارات بالثبات على الطريق ..فيقول (كي تعز على نفوسهم بمقدار ما أدوا في سبيلها من تكاليف. والعقائد الرخيصة التي لا يؤدي أصحابها تكاليفها لا يعز عليهم التخلي عنها عند الصدمة الأولى. فالتكاليف هنا هي الثمن النفسي الذي تعز به العقيدة في نفوس أهلها قبل أن تعز في نفوس الآخرين. وكلما تألموا في سبيلها، وكلما بذلوا من أجلها)

_________

قربيا ننشر حوارا جديدا مطولا شاملا مع اهل الشيخ احمد الاسير فرج الله عنه


_________
قربيا ننشر حوارا جديدا مطولا شاملا مع اهل الشيخ احمد الاسير فرج الله عنه

ملخص شامل حول سجن صيدنايا (2011-2024): حقائق موثقة وتحليل عميق

مقدمة

سجن صيدنايا، المعروف بسمعته المرعبة، أصبح رمزًا للمعاناة والوحشية في سوريا منذ بداية الأزمة في عام 2011. تشير الإحصائيات والوثائق إلى أن هذا السجن لم يكن مجرد مكان للاعتقال، بل تحول إلى مسرح لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك القتل الممنهج، والإخفاء القسري، والمتاجرة بالأعضاء البشرية. فيما يلي استعراض تفصيلي للمعلومات المتوفرة حول هذا السجن وما يحيط به من شبهات وحقائق مرعبة.

الإحصائيات: أرقام تعكس مأساة إنسانية

  1. عدد المعتقلين:
    • دخل سجن صيدنايا منذ عام 2011 وحتى عام 2024 قرابة 367 ألف معتقل.
  2. عدد المفرج عنهم:
    • خرج فقط 2500 معتقل، أغلبهم من النساء والأطفال.
  3. عدد المفقودين:
    • ما زال مصير 364,500 معتقل مجهولًا حتى اليوم.

نظام المراقبة المتطور: دلالات وشبهات

  1. تقنيات المراقبة:
    • وثائق وفواتير تشير إلى تركيب منظومة مراقبة من الأغلى عالميًا.
    • هذه المنظومة تتميز بدقة عالية وبث حي عبر الإنترنت، مما يثير التساؤلات حول استخدامها.
  2. الشبكة التكنولوجية:
    • عدد كبير من الكاميرات بأعلى تكلفة، بالإضافة إلى سيرفرات ضخمة قادرة على استيعاب تحميل أفلام العالم بأسره.
    • التساؤلات تتزايد حول الغرض الحقيقي من هذا الاستثمار الضخم في المراقبة.

شهادات ووثائق تدعم الشكوك حول السجون السرية

  1. الأرقام المسجلة:
    • آخر سجين تم تسجيل دخوله هو محمد علي جمعة من حمص، قبل تسعة أيام من إعداد هذا التقرير.
    • تحليل الأرقام المسجلة يكشف أن هناك فجوة كبيرة تُقدّر بـ367 ألف رقم بين عام 2011 وآخر دخول مسجل.
  2. السجون السرية:
    • الأدلة تشير إلى وجود سجون سرية مرتبطة بشكل مباشر بسجن صيدنايا، حيث يتم نقل المعتقلين إليها.

الشبكة القذرة: بيع الأعضاء البشرية

  1. المستشفيات المتورطة:
    • هناك شبهات قوية حول تورط مستشفيي المواساة والـ601 في دمشق بعمليات بيع الأعضاء.
    • الوثائق والشهادات تربط هذه العمليات بإدارة السجن.
  2. الضحايا:
    • أغلب الضحايا من المعتقلين الذين لم يتم توثيق خروجهم، مما يزيد من احتمالية تصفيتهم لأغراض المتاجرة بأعضائهم.

الخاتمة: ضرورة المحاسبة والشفافية

تُظهر هذه المعلومات أن سجن صيدنايا ليس مجرد معتقل، بل هو محور شبكة معقدة من الانتهاكات تشمل الإخفاء القسري، والقتل، والمتاجرة بالأعضاء البشرية. إن عدم محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم سيؤدي إلى طمس الحقيقة وإفلات الجناة من العقاب.

توصيات

  1. فتح تحقيق دولي:
    • ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للوصول إلى الحقيقة ومحاسبة المسؤولين.
  2. الضغط على الحكومة السورية:
    • من خلال العقوبات والمطالبات الدولية للكشف عن مصير المعتقلين.
  3. توثيق الشهادات:
    • تشجيع الناجين وأهالي الضحايا على تقديم شهاداتهم لضمان عدم طمس الأدلة.
  4. حماية الشهود:
    • توفير الحماية اللازمة للموظفين السابقين في السجن ممن قد يمتلكون معلومات حاسمة حول الجرائم.

نداء أخير

إن مأساة سجن صيدنايا ليست مجرد أرقام أو حقائق على الورق، بل هي قصص معاناة إنسانية يجب أن تكون محفزًا للعالم أجمع للتحرك. إذا لم يتم تسليط الضوء على هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها، فإن التاريخ سيحمل وصمة عار على جبين الإنسانية. السجون السرية، المدافن الجماعية، والمتاجرة بالأعضاء ليست إلا قمة الجبل الجليدي لما يحدث خلف الأسوار. يجب أن تتحد الجهود لإنهاء هذا الكابوس وكشف الحقيقة كاملة.

حبل المشنقة في صيدنايا: رمز الظلم والقهر في معتقلات الأسد

في أعماق التاريخ المعاصر لسوريا، يبرز معتقل صيدنايا كسجن يحمل في طياته قصصاً تقشعر لها الأبدان، وشهادات تحكي عن أفظع الجرائم الإنسانية التي ارتُكبت في حق معتقلين عزل، كانت جريمتهم الوحيدة في كثير من الأحيان أنهم طالبوا بالحرية أو أبدوا رأياً مغايراً لما تريده السلطات. وفي هذا المكان المشؤوم، يقف “حبل المشنقة” كرمز للرعب والتعذيب والظلم الذي لا يزال شاهداً على مأساة لا يمكن نسيانها.

صيدنايا: معقل الظلم والإبادة

يقع سجن صيدنايا العسكري على مشارف العاصمة دمشق، وقد تحول منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011 إلى واحد من أكثر المعتقلات رعباً في العالم. أُطلق عليه “المسلخ البشري”، ليس فقط بسبب أساليب التعذيب الوحشية التي تُمارس فيه، بل أيضاً بسبب عمليات الإعدام الجماعية التي نفذت بحق آلاف المعتقلين. تشير تقارير حقوقية موثقة إلى أن آلاف الأرواح أُزهقت تحت أيدي النظام السوري في هذا المعتقل، حيث كان حبل المشنقة أداة الموت الرئيسية.

حبل المشنقة: أداة القتل الممنهج

لم يكن حبل المشنقة في صيدنايا مجرد وسيلة لإعدام المعتقلين، بل كان جزءاً من آلة الموت التي استخدمها النظام السوري لترهيب معارضيه وكسر إرادتهم. كان المعتقلون يُقتادون ليلاً من زنازينهم، معصوبي الأعين، لا يعلمون أن لحظاتهم الأخيرة قد حانت. وعند الوصول إلى “غرف الإعدام”، كان القضاة العسكريون يصدرون أحكاماً بالإعدام خلال دقائق، دون أي محاكمة عادلة، لينتهي الأمر بحياة المعتقل على حبل مشنقة لا يعرف الرحمة.

قصص من الظلام

وراء كل حبل مشنقة في صيدنايا، توجد قصة إنسانية مأساوية. هناك من كان طالباً جامعياً، وهناك من كان طبيباً أو مدرساً، بل حتى أطفالاً وشيوخاً لم يسلموا من بطش النظام. تُروى شهادات عن أمهات فقدن أبناءهن دون أن يعرفن مصيرهم لسنوات، وعن أسر عاشت سنوات طويلة في انتظار عودة مفقوديها الذين كانوا قد رحلوا بلا عودة.

الآثار النفسية والاجتماعية

لم تقتصر آثار هذه الجرائم على الضحايا فقط، بل امتدت إلى عائلاتهم ومجتمعاتهم. تحولت صيدنايا إلى رمز للظلم الذي دمر النسيج الاجتماعي في سوريا، حيث باتت عائلات الضحايا تحمل أعباء الفقدان والصدمة. الأطفال الذين نشأوا دون آباء، والنساء اللواتي فقدن أزواجهن، والمجتمعات التي فقدت شبابها، كلها تعيش تحت وطأة هذا الحزن الذي خلفته المشنقة.

المطالبة بالعدالة والمحاسبة

رغم مرور السنوات، لا تزال مشاهد الظلم في صيدنايا عالقة في ذاكرة الناجين وأهالي الضحايا. تُطالب منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم. وقد دعت الأمم المتحدة والعديد من الجهات الحقوقية إلى فتح تحقيقات مستقلة في الجرائم التي وقعت في صيدنايا، بما في ذلك الإعدامات الجماعية باستخدام حبل المشنقة.

نحو أمل جديد

على الرغم من السواد الذي يلف قصص صيدنايا، يظل الأمل قائماً في تحقيق العدالة يوماً ما. فكل قصة مأساوية هي شهادة حية على وحشية النظام، وكل صوت يطالب بالحرية والعدالة يمثل خطوة نحو إنهاء هذا الظلم.

ختاماً، يبقى حبل المشنقة في صيدنايا شاهداً على حقبة سوداء في تاريخ سوريا، لكنه في الوقت ذاته رمز للصمود والأمل في أن تشرق شمس العدالة يوماً ما، لتعيد للضحايا حقوقهم وللمجتمع كرامته المهدورة.

أدب السجون: صوت المعاناة والإنسانية بين الجدران القاسية في فرع فلسطين

أدب السجون هو نوع أدبي فريد ينقل تجارب المعتقلين في مواجهة الاستبداد والتعذيب، وهو مرآة للمعاناة الإنسانية التي تنشأ في الزنازين المغلقة، حيث يحاول الإنسان التشبث بكرامته وإنسانيته رغم القهر. بين تلك الجدران الباردة والقاسية، وُلدت قصص صمود وتحدٍّ، حملت في طياتها تجارب إنسانية عميقة تعبّر عن أحوال من عاشوا في ظروف لا تحتمل، ليصبح هذا الأدب شهادة تاريخية ناطقة بآلام الشعوب ومآسيها.

فرع فلسطين بدمشق: أيقونة الظلم والقسوة

من بين السجون والمعتقلات التي اشتهرت بسوء السمعة في التاريخ الحديث، يبرز اسم فرع فلسطين في دمشق كواحد من أسوأ الأماكن التي عرفها المعتقلون. عُرف هذا المكان بكونه مركزًا للتعذيب الجسدي والنفسي، حيث يقضي المعتقلون أيامهم في عزلة قسرية ومعاناة مستمرة. لكن وسط هذا الجحيم، كانت هناك محاولات مستميتة للتشبث بمعاني الإنسانية، حتى في أبسط صورها.

في فرع فلسطين، لم يكن التعذيب هو العنصر الوحيد المهيمن؛ بل كانت العزلة النفسية والحرمان من التواصل مع العالم الخارجي جزءًا من سياسة كسر الإرادة. ومع ذلك، لم يخلُ المكان من مظاهر التضامن والصمود، حيث حاول المعتقلون مد يد العون لبعضهم البعض في مواجهة الألم. ومن أبرز صور هذا التضامن كانت محاولاتهم مساعدة بعضهم البعض في تحديد القبلة للصلاة.

الجدران شاهدة على الصمود

رغم القيود والظروف القاسية، وجد المعتقلون طرقًا للتواصل والتآزر. أحد أبرز هذه الطرق كان الكتابة على الجدران، حيث نقشوا إشارات تساعد الآخرين في تحديد مكان القبلة. كانت هذه الكتابات أكثر من مجرد دليل؛ بل كانت رمزًا للأمل والانتماء إلى قوة روحية تمنحهم الصبر والثبات. في الزنازين التي لم تعرف النوافذ ولا الضوء، كانت هذه النقوش بمثابة صوت خفي يحمل رسالة: “لسنا وحدنا، الله معنا.”

الكتابة على الجدران في فرع فلسطين لم تكن مجرد فعل عابر، بل كانت تعبيرًا عن مقاومة صامتة في وجه آلة القمع. حملت تلك الجدران أسماء، تواريخ، أدعية، وحتى قصصًا قصيرة تختصر حياة بأكملها. لقد تحولت الزنازين إلى دفاتر يوميات صامتة تنقل للأجيال القادمة ما عجزت الكلمات عن وصفه.

أدب السجون: توثيق للتجربة الإنسانية

ما يميز أدب السجون هو قدرته على نقل التجارب الفردية والجماعية داخل السجون إلى العالم الخارجي. إنه أدب يولد من رحم المعاناة، لكنه يفيض بالمشاعر العميقة والدروس الإنسانية. في هذا السياق، تبرز شهادات المعتقلين في فرع فلسطين وغيرها من المعتقلات كأحد أركان هذا الأدب، حيث ينقلون من خلالها تجاربهم في الصمود أمام الاستبداد.

من خلال هذه الكتابات، يُبرز أدب السجون قيمًا سامية مثل الصبر، الأمل، التضامن، والإيمان. كما يكشف بشاعة الأنظمة القمعية التي تحاول تدمير إنسانية المعتقلين، ولكنه يظهر أيضًا كيف يمكن للإنسان أن يجد النور في أحلك الظروف.

دروس من داخل الجدران

تجربة المعتقلين في فرع فلسطين تحمل العديد من الدروس التي يمكن استخلاصها:

  1. التضامن قوة لا تقهر: رغم محاولات تفريق المعتقلين وعزلهم، وجدوا طرقًا للتواصل ودعم بعضهم البعض، ما أظهر أهمية الوحدة في مواجهة القمع.
  2. الإيمان كملاذ: في ظل غياب كل مقومات الحياة الكريمة، كان الإيمان قوة دافعة ساعدت المعتقلين على البقاء متماسكين.
  3. الذاكرة والتوثيق: الكتابة على الجدران ليست مجرد فعل للتعبير، بل هي وسيلة لتوثيق التجربة وضمان عدم نسيانها.
  4. الكرامة لا تُهزم: رغم محاولات الإذلال، حافظ المعتقلون على كرامتهم وإنسانيتهم من خلال أبسط الأفعال التي تؤكد وجودهم وهويتهم.

ختامًا: أدب السجون كرسالة إنسانية خالدة

أدب السجون ليس مجرد نقل لحكايات المعاناة؛ بل هو دعوة للتفكير في القيم الإنسانية وفي الظلم الذي يمكن أن يمارسه الإنسان ضد أخيه الإنسان. تجربة فرع فلسطين بدمشق هي مثال صارخ على قسوة الأنظمة القمعية، لكنها أيضًا شهادة على قوة الروح البشرية التي ترفض الانكسار.

هذا الأدب يدعونا إلى التأمل في معنى الحرية، العدالة، والكرامة، ويحثنا على عدم نسيان أولئك الذين عاشوا تحت وطأة الاستبداد. إنه أدب يحفر عميقًا في الوجدان، ليبقى شاهدًا على قدرة الإنسان على الصمود مهما بلغت المحن.

في فرع فلسطين بدمشق سيئ الذكر والسمعة من شدة تعذيب المعتقلين في اقبيته والخوف كانوا يرسمون على الجدران مكان القبلة لارشاد بعضهم لاتجاه الصلاة …