يجترح هذا الكتاب تجربةً غير مألوفةٍ، بجمع «المصطلحات» التي جرى تداولها في السجون السورية في عهد الأسدين، وتبويبها بشكلٍ قاموسيٍّ مرتّبٍ أبجدياً، بالاعتماد على رواياتٍ منشورةٍ لمعتقلين سابقين.
ضمن جهود مركز أمم للتوثيق والأبحاث، الذي يولي عنايةً خاصّةً بملفّ السجناء اللبنانيين في سورية، لاحظ فريق أمم تكرار مفرداتٍ خاصّةٍ اكتسبها المعتقلون السابقون في هذه السجون. بدأت فكرة تدوين هذه الكلمات كأداة عملٍ تعين على فهم الشهادات الشفوية التي كان الفريق يجمعها. وبمقدار ما كان البحث والتوثيق يتقدّمان، كانت ملامح هذا الفهرس تتبلور وتتكامل. حتى أتى نشره في إطار «تحرير» السجناء من رغبة سجّانيهم في منع التواصل المعتاد فيما بينهم، وإحالتهم إلى نوعٍ من البلبلة تبقيهم مشتّتين.
من القاموس:
فضلاً عن المصطلحات التي صارت «مألوفةً»، كالدولاب والكرسيّ الألمانيّ والبلانكو وبساط الريح، من أدوات التعذيب، والمفردات المفهومة مباشرةً، كرئيس المهجع والتفقّد والسّخرة والقاووش؛ ترِد في الكتاب كلماتٌ ذات دلالاتٍ بالغة الغنى والتصوير، تشكّل معاً مناظير متعدّدةً للاطّلاع على هذه التجربة المريعة من كوّاتٍ مختلفة
أدب السجون الوجه والواجهة قصة الضحية والجلاد