أرشيف الوسم : القصة

حوار مع الشاعر الأديب د عبد الحق الهواس{أدب السجون عابر للحدود}

شبكة وا اسلاماه  في حوار

مع الشاعر الأديب د  عبد الحق  الهواس                                 الجزء الثاني

حاوره :زكرياء بوغرارة

الدكتور  عبد الحق هواس أستاذ جامعي من سوريا  أديب وشاعر   اشتغل زمنا مديدا  في البحث الاكاديمي   تخصص  دقيق   في الادب العربي  في مرحلة ما قبل الاسلام وهو حاصل على دكتوراه في اللغة العربية وأدابها  درس في عدة جامعات عربية في العراق والسعودية  وليبيا  واليمن

  عضو اتحاد كتاب العرب  ورابطة الادب الاسلامي وأحد مؤسسي رابطة أدباء الشام    وهو من الادباء   المعنيين بالأدب الإسلامي وقضاياه

    شاعر   فذ  له العديد من القصائد  التي تحمل النفس الإسلامي    وقضايا   الأمة الإسلامية

  كتب الشعر  والقصة   وصنف الدراسات الادبية المميزة

صدر لأديبنا

مدلولات أسماء النساء في القصيدة العربيةوالمعلقات –

الرواية والتسمية

اللوحة الضائعة في معلقة طرفة بن العبد

    قامة ادبية عالية  كان لنا معه هذا الحوار الذي  رحب به مشكورا  في تواضع جم  حلقنا معه في   سماء الأدب الإسلامي وقضاياه  المعاصرة

الحوا ر   في  جزئين الاول عن الادب الإسلامي وبعض  شجونه

  وهذا الجزء الثاني ننكش  فيه  بعض ما   نحمله  على كاهلها من أسئلة عن أدب السجون …

فإلى الحوار …

س1 بنظرة شمولية نجد أنَّ هناك تبايناً في النتاج الإسلامي للأجناس الأدبية: فالشعر يتصدر المشهد دائماً، ثم تأتي القصة والرواية، ثم المسرح. فهل لذلك أسبابٌ ترونها؟ وهل تتحقق هنا أهمية “الكمّ”؟

بالطبع يتصدر الشعر المشهد في النتاج الإسلامي لسرعة تأثيره ، لكن بقية الأجناس لها حضور واضح مع قلة النتاج المسرحي لموقف الأدباء من المسرح . وليس الحكم للكم وإنما للكيف في تألقه .

س2 نلاحظ كثيراً أن عدة ألقاب تسبق بعض الأسماء، فهذا “القاص والكاتب والشاعر”، وذلك “الناقد والمسرحي والروائي”.. إلَخ. فهل أنتم مع “احتراف” الأديب لفنٍّ واحد؟ وما مدى تأثير عدم الاحترافية والتخصص على المشهد الإبداعي؟

لكل أديب محاولاته للبحث عن الذات المبدعة وميولها قبل أن تستقر على نوع منها تجد نفسها فيه ، ولكنه أياً كان هذا اللون لابد للأديب أن يكون له حظ من النقد بقطع النظر أن النقد موهبة يصقلها العلم وتنميها الثقافة . كي يرى في نوع أكثر حضورا من غيره.

س3 كأديب  له   باع طويل في رحاب الادب واجناسه ومتابعة   كافة أنماط  الفن الروائي اود  ان اسألكم عن ادب السجون  الى أي مدى   يمكن ان   ان نصنفه  ضمن الادب الإنساني  في   فن الرواية   والشعر؟؟؟

  وما مستقبل ادب السجون في ظل  قمع ثورات الربيع العربي وارتداد الكثير من الأنظمة الى   ماضي التعذيب والانتهاكات

أدب السجون من أكثر الفنون تعبيراً عن الواقع المؤلم ، ونتاج تجربة حيوية عاش تفاصيلها السجين بصدق ،ونقلها إلى كل الشعوب المقهورة والمتطلعة للحرية وكرامة الإنسان ، فهو أدب عابر للحدود وتأثيره إنساني شمولي يوحد المتلقين في مشاعر إنسانية صادقة ، كما هو لدى عبد الرحمن منيف وأيمن العتوم . وفي الربيع العربي أزهر هذا الأدب ويبشر بثمار يانعة رغم القمع المتوحش .

س4 كتب الكثير من الادباء الذين  يحملون  الهم الإسلامي والفكرة الإسلامية    الروايات والشعر   المصنف ضمن ادب السجون بل  لعل   الدكتور نجيب الكيلاني كان  أطول نفسا في هذا ومن المعاصرين ايمن العتوم

  ما رؤيتكم  النقذية  فيما  يحمله  هذا الادب  وهل يمكن ان نصنفه بالادب الإسلامي….؟؟؟

أدب السجون أثراه الأدباء المسلمون ، وأدخلوه في الأدب الإسلامي كتجربة إنسانية تضاف إلى الأدب الإسلامي ، لكنه ليس خاصاً بالأدب الإسلامي ، وإن كانت أثاره ومعاناة أدبائه وتطلعهم للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية تدخل في مفاهيم الإسلام ونظرته للحياة فيكون معين الإسلام ثرا لكل أديب .

س5 ما دور ادب السجون في فضح  انتهاكات الأنظمة الوظيفية     من خلال تجربة ادب السجون في سوريا الشام ؟؟؟

أثر أدب السجون كبير في رسم الواقع الهمجي للأنظمة المجرمة وفضح أساليبها المتوحشة ، لكن طول المدة التي يقضيها السجين المسلم ،وربما يفقد حياته داخل السجن في بعض الدول تحد من تأثيره المواكب للحدث في حينه، فيصبح أدباً للأجيال الصاعدة كوثيقة تؤرخ همجية الاستبداد ووحشيته.

س6 برأيكم لماذا  الروائيون العلمانيون  هم الأكثر انتاجا في ادب السجون بينما الإسلاميون وهم اكثر مكوثا في المحن  والسجون  لم  يكن لهم الا النزر اليسير في هذا الادب ؟؟؟؟

العلمانيون لا يتعرضون للتعذيب الوحشي داخل السجون في كثير من الأحيان كما يتعرض له الإسلاميون ، ومدة سجنهم أقصر ؛ مما يتيح لهم الفرصة للكتابة أكثر من غيرهم .

س7 كيف نستفيد من تراثنا العظيم  في مجال الادب الروائي ؟  والرواية التاريخية؟؟

  بالاستفادة من الثرات  في التاريخ  والادب؟؟؟

تاريخنا حافل بالعبر والحوادث والمواقف العظيمة ، وهو تراث غني لمن أراد أن ينهل من عذباً صافيا ، والرواية التاريخية تجد مكانها من خلال التوثيق والتشويق والغاية ، وتاريخنا الأدبي حافل بالمؤلفات الأصيلة ، ويحتاج إلى من يكتب بروحية ذلك التاريخ ويخرجه بصورة عصرية جميلة .

س8 برأيكم كيف يمكن للادب الإسلامي   خدمة القضايا المعاصرة لامتنا؟؟  مثل الأقليات  و كيف لهذا الادب ان يساير     كبرى القضايا التي تشغل العالم  -كنت سمعت ذات يوم المفكر الفلسطيني   منير شفيق في المؤتمر الأول لرابطة الادب الإسلامي بالمغرب  يقول ان  الادب الإسلامي  لم  يستطع ان  يوظف  قضية مثل الايذز في عمل روائي   وكمثال     في    راهننا   كورونا  هل للادب الإسلامي   القدرة على تناول   مثل هذه القضايا  من خلال وجهة نظركم؟؟؟

لا يوجد ما هو عصي على الأديب إن هو أحس تناول الموضوع بصورة أدبية فنية لا بصورة وعظية مباشرة ، وموضوع الأقليات فرية اختلقها أعداء الأمة واشتغلوا عليها زمنا طويلا رغم أن تاريخ التعايش السلمي في مجتمعاتنا الإسلامية يفند هذه الفرية ويفضحها بجلاء … وموضوع الكورونا ينبغي أن يحرص فيه الأديب المسلم على إظهار موقف الإسلام من البلاء ويعالجه بروحية الإنسان المؤمن الشجاع الواثق من رحمة الله ، والحريص على إيجاد الدواء بصورة علمية وأنه يعمل على أن يكون للإنسانية ، وإظهار الرحمة والسلام التي ينادي بها الإسلام ورسالته ، وتأمين حق الحياة للجميع وأن الدولة الإسلامية تكفل حق المريض والمحتاج ومسؤولة عن سلامة مواطنيها دون تفريق .

س9 بعد   مسيرتكم المباركة في خدمة الادب والنقذ   والشعر  هل انت راض عن مسيرتك الأدبية و  وهل حققتم  كل ماكنتم تطمحون له  في هذه الرحلة الأدبية   متعكم الله بالصحة والعافية ،  وما مستقبل ادب السجون في ظل  قمع ثورات الربيع العربي وارتداد الكثير من الأنظمة الى   ماضي التعذيب والانتهاكات.

مهما كتب الأديب لن يرضى عن عمله ؛ لأن  نفسه دوما تحدثه أن يجود بما هو أفضل ، فعمل الإنسان بطبعه دون طموحه ، وهذا دافع ممتاز للبحث والإبداع والنظر إلى المثال العالي ، فالإبداع لايقف عند حدود مرسومة ومقاييس محددة، فكل إبداع مهما كان في داخله إبداع في دورة لا تنتهي .