أرشيف الوسم : المعتقلات

السجون في مصر وبلاد الشام في الدولتين الأيوبية والمملوكية

السجون في مصر وبلاد الشام في الدولتين الأيوبية والمملوكية

تناولت هذه الرسالة السجون في مصر والشام في الدولتين الأيوبية والمملوكية، وجاءت في ثلاثة فصول: الفصل الأول تناول أنواع السجون وأسماءها، حيث انقسمت السجون إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: سجون المدن حيث تناولت أولاً سجون مصر سواء في القاهرة أو الأقاليم، وثانياً سجون مدن الشام سواء في دمشق وباقي المدن، والقسم الثاني: سجون القلاع والتي انتشرت في مصر ومنها قلعة القاهرة وقلاع ثغر الإسكندرية وغيرها، وكذلك القلاع التي انتشرت في مدن الشام، والقسم الثالث: سجون الجباب وهي الآبار التي كانت تحفر في الأرض لوضع السجناء السياسيين والأسرى، وكانت من أشنع وأصعب السجون، وفصلت في كل قسم منها أسماء السجون ومواقعها وأسماء بعض من سجن فيها. والفصل الثاني وعنوانه “إدارة السجون”، قدم فيه الباحث تفصيلاً عن إدارة السجون حيث قسمت السجون حسب إدارتها إلى ثلاثة أقسام: سجون تحت إدارة السلطان، وسجون تحت إدارة الوالي، وسجون تحت إدارة القضاة، ثم تحدثت عن مسميات موظفي السجن وطبيعة عملهم، ثم ضريبة السجن والمصادرات، وأحوال المساجين من حيث الطعام والشراب والملابس والرعاية الصحية وتواصلهم مع المجتمع الخارجي، وأحوالهم وقت المجاعات، وكيفية قضاء أوقاتهم سواء بالعبادة أو اللعب والتسلية، أو التأليف والكتابة، والشعر، وتحدثت أيضاً عن استخدام إدارة السجون للمساجين في الأعمال الشاقة، وكيفية نقلهم من مكان إلى آخر، وجهود الأمراء لتحسين أحوال السجون، وأخيراً تصنيف المساجين إلى أصناف: الصنف الأول الجنائيون الذين ارتكبوا جرائم مثل القتل والسرقة وقطع الطريق والاحتيال والتزوير والاغتصاب والزنى والتجسس، والصنف الثاني المساجين السياسيين، والصنف الثالث سجناء الخلافات المذهبية ومن اتهم بالزندقة والكفر، والصنف الرابع والأخير: الأسرى. والفصل الثالث تناول العقوبات التي مورست في السجن، وكيفية الخروج من السجن، حيث تطرق إلى أنواع العقوبات وأولها الإعدام وأنواعه ومنها قطع الرأس والتوسيط والتسمير والتغريق والخنق والتجويع والشنق والشنكلة، والنوع الآخر من العقوبات وهو التعذيب وأنواعه ومنها الضرب بالمقارع والعصي والتقييد والتكحيل والعصر والتشهير وقطع الأعضاء والسلخ. وأخيراً كيفية الخروج من السجن أو الإفراج سواء بالعفو أو الهروب أو إخراج المساجين عنوة من قبل الثوار أو اللصوص، وأخيراً الاحتفالات التي صاحبت خروج المساجين.

السجون في مصر وبلاد الشام في الدولتين الأيوبية والمملوكية

مراسلون بلا حدود”: 488 صحافيا معتقلا في العالم حاليا ومقتل 46 عام 2021

أعلنت منظمة “مراسلون بلا حدود” عن وجود 488 عاملا في مجال الإعلام مسجونين في العالم حاليا، مشيرة إلى مقتل 46 صحافيا عام 2021 في أدنى حصيلة منذ عشرين عاما.

وقالت المنظمة إنه “لم يكن يوما عدد الصحافيين المسجونين مرتفعا إلى هذه الدرجة منذ إنشاء التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود عام 1995”.

وأشارت المنظمة إلى أن هذه الزيادة الاستثنائية بنسبة 20 بالمائة في عام واحد ناجمة “بشكل أساسي عن ثلاث دول” هي بورما وبيلاروس والصين التي تسبب قانونها للأمن القومي الذي فرضته في هونغ كونغ عام 2020 بارتفاع حاد في عدد الصحافيين المعتقلين في هذه المدينة.

وفيما يمثل الرجال معظم عدد الصحافيين المسجونين في العالم (87,7%)، إلا أن بيلاروس هي الدولة التي احتجزت عدد صحافيات (17) أكبر من عدد الصحافيين الذكور (15).

وأضافت إلى عدد الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام الذين قتلوا عام 2021، بلغ حده الأدنى منذ عشرين عاما مع 46 قتيلا.

وأكدت المنظمة أن “هذا الاتجاه التنازلي الذي تكثف منذ 2016، يفسر خصوصا بتطور النزاعات الإقليمية (سوريا والعراق واليمن) واستقرار الجبهات بعد عامَي 2012 و2016، خصوصا تلك المميتة”.

ولا تزال المكسيك وأفغانستان هذا العام البلدين الأخطر للصحافيين وقد قتل فيهما على التوالي 7 و6 صحافيين، يليهما اليمن والهند في المرتبة الثالثة مع مقتل أربعة صحافيين في كل منهما.

وأحصت مراسلون بلا حدود أيضا أخذ ما لا يقل عن 65 صحافيا ومتعاونا مع وسائل إعلام، رهائن في العالم أي أكثر باثنين مقارنة بالعام الماضي.(أ ف ب)

سراديب الشيطان أحمد رائف

أحمد رائف هو المفكر الإسلامى والخبير الاستراتيجى فى الشئون العربية وصاحب أشهر كتاب لتوثيق التعذيب سجَّل فيه وقائع حدثت معه هو شخصياً ومع زملائه خلال الحقبة الناصرية وأطلق عليه (البوابة السوداء) وكان ينتمي الى جماعة الإخوان المسلمين ويعتبرها المدرسة التى تربى فيها. ولكن رغم ذلك فإن المرشد العام للإخوان المسملين محمد مهدي عاكف ينكر كونه من الإخوان المسلمين وذلك في حديث له لجريدة المصري اليوم في 24 أكتوبر 2009
كان رائف عضوا بجمعية الإخوان المسلمين والتي كانت وقتها نادي إجتماعي ولم يكن ينتمي تنظيميا للإخوان لذلك كان يدخن السجائر ولما تم حل الجمعية تم القبض على جميع أعضائها ومنهم الأستاذ أحمد رائف ولما خرج من السجن قرر أن يكتب ما شاهده، واعتقل في 25 أغسطس 1965.

يروي فيه أحمد رائف قصته كشاهد عيان على ما كان يحدث من تعذيب في السجون خلال فترة الستينيات .

و كذلك شهادته على الاحداث السياسية خلال هذه الفترة و الصراع بين عبد الناصر و الاخوان لفرض الهيمنة و كيفية صعودهما معا .

كذلك يتكلم عن أسلوب القمع و كيفية المعيشة في المعتقل و ما كان يلاقاه المعتقلون من تعذيب وتجويع
لتحميل الكتاب

زنزانة بلا جدران لطفي حداد

زنزانة بلا جدران .. لطفي حداد

هذا الكتاب هو ثمرة علاقات طيبة وجميلة مع بعض الأدباء الذين تعرضوا للسجن، لكن الزنزانة، رغم برودتها وظلامها ووحشتها، لم تستطع أن تحبس شوقهم إلى الحياة، أو توقهم إلى النور، أو رغبتهم في الحب، وإصرارهم على الفرح ورؤيا الخلاص. وهكذا صارت قصائد “فرج بيرقدار” التي هربها من السجن على لفائف السجائر “حمامة مطلقة الجناحين”، وتحولت كلمات “علي الدميني” إلى “نعم في الزنزانة لحن”، وتغير مدار السجن عند “منصور راجح” إلى “مدار الحب”. إن ما يجمع هؤلاء الشعراء الثلاثة هو السجن، والكتابة فيه وعنه، كم مؤلم أن تضيع سنوات من عمرهم داخل زنزانة ربطة خانقة معزولة، لأنهم قالوا آراءهم، فصاروا سجناء رأي. لم يدعوا إلى العنف، لكن العنف لم يرحم إنسانيتهم وإيمانهم بالحق والحرية. قرأت أعمال هؤلاء الشعراء وشعرت أنني مطالب بأن أوصل رسالتهم إلى الجميع، فوضعت مقدمة عن كل منهم، مع نماذج شعرية ونثرية. أفردت للشعراء: منصور راجح، علي الدميني، وفرج بيرقدار، قسماً كبيراً من الكتاب كي يقرأ ضمير ما فعله بأبنائه، وكي يكون نتائجهم الأدبي شهادة على الظلم وانتهاك حقوق الإنسان في البلاد العربية، ساعياً لتعرية الجرح النازف كي لا يعود الزمن الأسود إلينا. ازداد اهتمامي بهذا الموضوع مع الزمن فرحت أقرأ عن الأدباء العرب الذين تعرضوا للاضطهاد عبر التاريخ. اكتشفت الكثير من الشعراء والروائيين الذين سجنوا وعذبوا وقتلوا وصلبوا مسجلين خبراتهم وكلماتهم في أدب رفيع مجيد صادق يستحق أن نقرأه بإعجاب وتقدير كبيرين. بدأت من الجاهلية حتى اليوم فقرأت في العصور القديمة عن سجن الحطيئة، على بن الجهم، أبي فراس الحمداني، المعتمد بن عباد، ابن زيدون. كذلك سجن الحلاج ومقتله. أما في العصر الحديث فقد أدرجت نفي البارودي، وأدب المقاومة الفلسطينية ممثلاً بغسان كنفاني، توفيق زياد، سميح القاسم، ومحمود درويش، كذلك وضعت بعض النماذج الأدبية لبدر السياب، محمد الماغوط، عبد اللطيف اللعبي، مظفر النواب، ونوال السعداوي، بعدها ذكرت نبذات عن أدباء آخرين تعرضوا للأذى والسجن. كذلك توسع المشروع حين تعرفت على الروائي العراقي المقيم في شيكاغو “محمود سعيد”، فطلبت منه أن يكتب عما عاش شخصياً ليختصر بذلك ألم الأدباء العراقيين -رغم أن أي اختصار لذلك الألم الصارخ مجحف بحقهم- فقدم لي قصة عن مخطوطة روايته “أنا الذي رأى”، وكنت قد قرأتها بالعربية والإنكليزية، فأضاءت تلك القصة -التي عانى بشكل مشابه بها كل الكتاب الصادقين في البلاد العربية- معنى أن تكتب عن السجن والحرية في الوطن/السجن،

رسالة من اسير 

رسالة من اسير 

نادية عصام حرحش

نسير في معظم الوقت في حياة نظن أننا من نسيّر خطاها، ناسين بأننا لسنا إلا جزءا من منظومة وضعت بإحكام لسنا إلا مسيّرين فيها، بلا خيارات أو اختيارات.

نمشي وكأن العالم من حولنا هو ما ندركه كل يوم من أولاد وأصدقاء وزملاء. مكان عمل، منزل، ساحة، شارع مزدحم، حديقة.. فلان أنجب، فلان ترقى، فلان مرض فلان اعتقل، فلان سافر فلان مات.

وفلان هنا وهناك ينادي من اجل تغيير يريد لنفسه مقعدا عليه باسم الاسرى تارة والشهداء تارة والوطن تارة. نردد شعارات رنانة، نطلق وعوداً، وننثر وعيداً، ونمضي الى حياتنا.

ثم نجد أنفسنا فجأة وبدون سابق إنذار مقحمين في عوالم لم نكن حتى نعي وجودها. نرقبها، نترقبها، نراقبها عن بعد محتفظين بمسافات بيننا وبينها. أحيانا نعطي دروسا ومحاضرات بها عن بعد.

لنصبح فجأة بداخلها قسرا بطواعية خاشعة متواضعة. تأتي بنا كالصاعقة. لا نعرف متى دخلنا وكيف. والى اين نذهب. ومن تلك اللحظة كيف سنكون.

هذا ما فعلته تلك الرسالة بي عندما وصلتني قبل عدة سنوات. فتحتها بتهكّم، غير معنية كثيرا حتى بالنظر اليها. فعادة تكون الرسائل المحلية من الحكومة ولا تبشر بخير. استغربت كتابة اسمي على العنوان بالعربية. فالرسالة مكتوب عليها بانها ارسلت من إسرائيل.

استغربت عندما وجدت انها كتبت بخط اليد. للحظات ظننتها مرسلة بالخطأ حتى رأيت أسمي يتردد بين سطورها. لأنظر إلى التوقيع بأسفل الرسالة و أجد أنه من أسير. عندها استطعت تفكيك الكلمة التي لم أفهمها على الظرف عند العنوان، كانت كلمة سجن تلك التي لم أعرف قراءتها.

لحظات تحولت لساعات استمرت لأيام وأنا أفكر في تلك الرسالة. من هو ذلك الأسير؟ لم بعث لي أنا؟  كيف عرفني؟ من أين؟

ولكن لم تكن تلك الأسئلة التي استثارت مشاعري. ربما أردت للفضول أن يكون هذا سبب انفعالي. إلا انني أحسست وكأن عالما كاملا عرفت عنه طوال حياتي اقتحم وجودي وفرض نفسه علي. خلال السنوات قمت بشخصنة موضوع الأسرى، اجلالا واحتراما وتقديرا لما يقدمه اولئك في سبيل حلم وطن. إلا انني وبوعي كامل رفضت الاقتراب. لأن موضوع الأسرى يبكيني على حالنا الفلسطيني كموضوع اللاجئين والشهداء. فهؤلاء هم ضحايا القضية الفلسطينية قبل ان يصيروا أبطالها. حرمانهم ومعاناتهم وخساراتهم اعتلت على قممها القيادات واغتنى اصحابها واغتنموا منها … بينما استمرت وتستمر معاناة أولئك.

فشرف اللجوء والشهادة والأسر، هو شرف يستحقه فقط صاحبه … ولسنا مستحقين …كلنا أو أي منا، حتى لو كان هذا والداً أو أخاً أو زوجاً او قريباً جزءا من بطولته.

فالكلام في حقهم لا يزيدنا إلا وهنا وضعفا وبؤسا مهما حاولنا تزيينه ببلاغة أو ثناء.

إلا أن تلك الرسالة دقت على مكان ما بداخلي. ذلك الواجب البسيط الأضعف اليّ على ما يبدو حتى في وهنه مهم بطريقة ما لأولئك المظلومين القابعين في ظلم يلحقه ظلم …

أكتب كلامي هذا، أشعر بنفسي متناثرة في أرجاء زنزانة لا أقدر حتى على تخيل أبعاد محتوياتها. وسادة صلبة قذرة، غطاء لا يدفئ قرص برودة ولا يبرد حرقة صيف. رطوبة تمر مع كل نفس  تعيش داخل العظام، تتربع في أرجاء الحيطان. حائط كتبت وتكتب عليه الآمال والأحلام وتعد عليه الأيام والأشهر والسنوات. صور لأحبة حقيقيين ووهميين. عالم وعوالم تبنى وتحاك وتهدم في عبق الأيام والسنوات.

أحاول الاستفسار عنه أكثر، من هو، ما هو حكمه، متى سجن، هل سيخرج. تفاصيل لا تعني الكثير وسط الاف من الأسرى القابعين في سجون الاحتلال فداء لوطن قابع فينا كتلك الزنزانة. وطن نحلم بفك قضبانه وكسر قيوده. نحلم بالتحرر اليه الا اننا مأسورين فيه.

شاب لابد، كغيره من الآلاف الذين أمضوا شبابهم لسنوات وعقود، شابوا وهرموا منتظرين يوم يروا فيه حرية دخلوا يحلمون بها ويتمنوا لو يخرجوا ليحيوها.

محكوم لمؤبد او اثنين أو ثلاثة لا يهم. فسنوات السجن وأيامه سواسية. كأيام هذا الوطن الأسير وسنواته.

من الأسير الحقيقي؟ أنا من أنسج بكلامي عالم أحلم به بوطن يبكيني حاله وأحواله؟ أم هو، من ينسج بخياله وطناً وأناساً يستطيع أن يبنيهم ويهدمهم بمزاجه وبخياله في كل يوم وفي أية لحظة.

هو من يملك الوقت كله بينما أتزاحم انا على ايجاد وقت في عالم لا قيمة له.

في مثل هذه الايام طالت ايدي الغدر ابطالا كانوا لهذه القضية مثالا، وعلى نهجهم سار اولئك في سجون الاحتلال … عبد القادر الحسيني (٨ نيسان ١٩٤٨) وابو جهاد- خليل الوزير (١٦-٤-١٩٨٨). في مثل هذه الايام ومع بداية نكبتنا كانت مجزرة دير ياسين وفي مثل هذه الايام تم اعتقال مروان البرغوتي قبل ١٩ عاماً (١٦ نيسان ٢٠٢٠).

الاسرى في سجون الاحتلال يعانون ما لا ندركه من معاناة. يقضون ما تبقى من حلم لحياة في غياهب الزنازين والمعتقلات ويعانون كافة اشكال التعذيب والاذلال والاهانة. ما ندركه يوميا من عذاب نفسي وجسدي ولا نطيقه، كيف يكون حالهم وايديهم مغلولة بسلاسل السجان القامعة.

في كل لحظة نعاني فيها ونحن نمر عن حاجز…

في كل لحظة نشعر فيها بالتهديد من خطر رصاصة طائشة من جندي حاقد…

في كل لحظة يمر امامنا الجدار الفاصل العازل ولا نستطيع الوصول الى الجانب الاخر الذي كان للتو قريباً …

في كل لحظة نسكت فيها خوفا من ان يسمعنا أحد ويشي بنا.

في كل لحظة نخشى فيها العودة الى منزل ونجده مهدوما، او نفتح صندوق البريد ونجد اخطارا يهدد تواجدنا …

في كل لحظة نمشي بها “الحيط، الحيط” ونقول “يا رب الستر” فلنتفكر للحظة كم تكون حقيقة حياة كلها لحظات كهذه في زنزانة يتحكم بها احتلال هدفه منذ ان جاء الى وجودك ان يصفيك من الوجود بكل الطرق المتاحة وغير المتاحة…

لأسرانا المجد والكرامة …

في يوم الأسير تحية اجلال واحترام لكل اسرانا القابعين في غياهب الزنازين منتظرين شعاع ضوء يحيي فيهم امل الحرية.

كاتبة فلسطينية

أيام من حياتي لزينب الغزالي

أيام من حياتي مذكرات زينب الغزالي

(1917 – 2005)

داعية وسياسية مصرية تنتمي إلى حركة الإخوان المسلمين

تأليف : زينب الغزالي

كتاب أيام من حياتي ، لزينب الغزالي ، هو جوهرة من جواهر أدب السجون ، كتب هذا الكتاب بحرف من المعاناة والآلام جراء ما لاقته زينب الغزالي في سجون الرئيس جمال عبدالناصر وما لاقاه الإخوان المسلمون في خمسينات وستينات القرض الماضي من تشريد واعتقالات وتعذيب .

تحكي لنا زينب الغزالي في هذا الكتاب سيرتها الذاتية في تلك الفترة وتجربتها مع الإخوان المسلمين وصلاتها ببعض القادة البارزين في الجماعة وبشباب الإخوان المسلمين ، وتستعرض لنا سعيهم وأفكارهم خلال هذه الفترة من القرن الماضي ، والطرق التي وضعوها لتحقيق هذه المساعي ، وما حلّ بهم جراء السعي وراء هدفهم ، وافردت الكاتبة المساحة الأكبر من فصول هذا الكتاب لتبين لنا حجم المعاناة والألم والتعذيب الذي لاقته في السجون وغيرها من شباب الإخوان ، فقد تعرضوا لكل أنواع السباب والإهانات والضرب والتجويع والاعتقال الفردي والتجريد من الملابس في بعض الأحيان ، والتعذيب بشتى الطرق ، ولتبين حجم الكراهية التي كان يحملها جمال عبدالناصر تجاهها وتجاه جماعة الإخوان ، ومحاولات الاستمالة لها ولغيرها، مقابل الإفراج عنهم .

المؤلف كتاب أيام من حياتي والمؤلف لـ 2 كتب أخرى.

زينب محمد الغزالي الجبيلي (1917 – 2005) داعية وسياسية مصرية تنتمي إلى حركة الإخوان المسلمين ، وكانت إحدى الأعضاء البارزات في الاتحاد النسائي مع هدى شعراوي .

نسبها ونشأتها

ولدت زينب محمد الغزالي الجبيلي في 2 يناير 1919 في قرية ميت يعيش مركز ميت غمر محافظة الدقهلية ، وكان والدها من علماء الأزهر، وكان جدها تاجرا شهيرا للقطن ووالدها من علماء الأزهر الشريف وكان يعمل أيضًا تاجرًا للقطن، ووالدتها من عائلة كبيرة في قرية (ميت يعيش) مركز (ميت غمر) محافظة (الدقهلية)، ولدت السيدة زينب الغزالي في الثاني من يناير سنة 1919م الموافق الثامن من ربيع أول سنة 1335 هـ، توفي والدها في سن مبكرة سنة 1928م، وكان عمرها آنذاك حوالي أحد عشر عامًا.

دراستها

درست زينب الغزالي في المدارس الحكومية وتلقت علوم الدين على يد مشايخ من الأزهر، فبعد وفاة والدها انتقلت مع والدتها إلى القاهرة للعيش مع إخوتها الذين يدرسون ويعملون هناك ولم يوافق أخوها الأكبر محمد على تعليمها رغم إلحاح زينب وإصرارها .

واقتنى لها الكتب. وأهمها كتاب لعائشة التيمورية عن المرأة. حفظت زينب أكثر مقاطعه. لكنها لم تكتف بالكتب والقراءة الحرة .

ثم انتقلت بعده إلى الصف الأول وبعد شهرين من انتظامها في الدراسة أجرى لها اختبارا ألحقها على إثره بالفصل التالي. وهكذا درست زينب في المدارس الحكومية لكنها لم تكتف بذلك. فأخذت تتلقى علوم الدين على يد مشايخ من الأزهر منهم عبد المجيد اللبان ومحمد سليمان النجار رئيس قسم الوعظ والإرشاد بالأزهر .

والشيخ علي محفوظ من هيئة كبار العلماء بالأزهر .

وبهذا جمعت زينب بين العلوم المدرسية الحديثة والتقليدية القائمة على الأخذ المباشر من الشيوخ .

 التعذيب بتدمير الحياة الإجتماعية للمعتقل

 التعذيب بتدمير الحياة الإجتماعية للمعتقل

كانت سياسة امن الدولة مع المعتقل هى تدمير حياته من جميع جوانبها او شلها لاطول فترة ممكنة والدراسات والدورات السيكولوجية التى كان الضباط يتلقونها تقرر ان المحضن الاجتماعى للشاب المعتقل واسرته هما اساس التوازن فى حياته فلذلك كان العمل الدؤوب من جانبهم على تدمير الحياة الاجتماعية للمعتقل وتفكيك اسرته حتى يقع تحت حالة رهيبة من الضغط والاضطراب تفقده توازنه النفسى ومن ذلك كان ما تفعله امن الدولة من الضغط على كثير من اسر زوجات المعتقلين حتى تضطر الاسرة للضغط على الزوجة وتطليقها او ان يتم اعتقال الاخ لسنوات عديدة تصل ل15 سنة وتتعداها لتصل للربع قرن من الزمان كان اعتقال الاخ لكل هذه المدة فى كثير من الاحيان كفيل بارهاق زوجته واولاده فى الخارج بمتطلبات الحياة والمعيشة فى ظل غياب عائلهم والذى قد يكون العائل الوحيد لهم فلتجا الزوجة الى الخروج للبحث عن العمل ومصدر رزق لاولادها ويمنعها فى كثير من الاحيان حجابها ونقابها والتزامها باحكام الاسلام من منع الخلوة والاختلاط الى تقليل فرص العمل وقد كان هذا الضغط فى بعض الاحيان يؤدى الى طلب الزوجة الطلاق حتى يتسنى لها بدء حياة جديدة مع شخص اخر  يحيا حياة الحرية ويتمكن مما يعجز عنه الرجل القابع وراء الاسوار وعلى الطرف الاخر كان الغاليبة العظمى من زوجات المعتقلين يضربون المثل الاروع فى الصبر والوفاء والتحمل والتضحية فكانت الزوجة ترعى الصغار وتتابع زوجها الاسير بالزيارات والاطعمه والملابس وتدور على المحامين لعمل تظلم قضائى لزوجها او تصريح زيارة وهكذا فى حركة دؤبة مستمرة لا نهائية وتدور الشهور والسنين وينصرم العقد من الزمان ويبدا العقد الذى يليه تتابع سنواته حتى تصل لل18 عاما وقد يزيد وقد دخل المعتقل الاخ شابا والزوجة فى ريعان الشباب ويخرج الاسير وقد صار الاولاد الصغار هم الشباب والاسير ورزجته قد جاوزا الاربعين من عمرهما ولم يحيا معا سوى سنوات قليلة وفى بعض الاحيان كان الاخ يعتقل وهو فقط قد عقد زواجه كتابيا على الاخت فتجلس تنظره حتى تصل مده اعتقاله الى 15 سنة وكان هذا اخى وصديقى وحبيبى فى الله محمد غنيم من عين شمس وكان شابا وسيما جميل المحيا بشوش الوجه دائم البسمة طيب القلب تتتحدث معه فتحبه من اول لقاء لا محاله تشعر حين تلقاه انك مع صديق قديم يجلس معك يحادثك يطمئن على حالك يطيب قلبك بالكلام الطيب وذكر الله وعلى الطرف الاخر زوجته اخت فاضلة مجاهدة كانت ترعى زوجها المعتقل كل تلك السنوات مع انها كان من الممكن ان تفعل مثلما كان البعض يقول لها انه مجرد عقد كتابى ولم يتم الزواج فتطلقى وابداى حياتك الا ان الاخت الصابرة المجاهدة علمت ان لها دورا فى تثبيت قلب زوجها وهو فى اسره وكما انه قد بذل نفسه فى سبيل الله فعليها هى ايضا الا تكون اقل بذلا منه ولم تكتفى الاخت بذلك بل تعدى الامر لمعاونتها للعديد من زوجات وامهات المعتقلين الاخرين فكانت الاخت تذهب لعمل تظلمات للكثير من المعتقلين وتجمع من زميلاتها التبرعات لرعاية اسر المعتقلين الفقيرة وكفالتها وكانت تقوم هى والعديد من زوجات وامهات الاسرى بعمل هيئة اغاثية مصغرة لرعاية شئون المعتقلين الماسورين فى سبيل الله واسرهم وفى هذا المئات والالاف من الامثلة الفذة الرائعة والتى ساذكر ان شاء الله فى السياق بعضا منها و لا يفوتنى فى هذا المقام ان اتوجه بجميل الشكر والثناء لزوجتى سندى ورفيقتى فى محنتى والتى تحملت الكثير والكثير طوال سنوات اعتقالى وهى صابرة محتسبة ترعى اولادى وترعانى ولقد قمت بما يتوجب على شرعا من تخيير زوجتى حينما طالت سنوات الاعتقال ولم نكن ندرى متى سنخرج ومتى سيكون اللقاء خيرتها بين ان تصبر وتتنتظر او اسرحها سراحا جميلا فما كان منها الا ان حزنت انى لمحت مجرد تلميح لهذا الامر وطالبتنى الا اتحدث بمثل هذا الكلام مرة اخرى واستمرت رسائل الحب والشوق بينى وبين زوجتى عبر المئات من الرسائل التى يعلم الله كم كنا نعانى فى كتابتها وتوصيلها فى ظل غلق الزيارات السنوات الطويلة وسافرد لهذا الموضوع فصلا مستقلا فى الصفحات القادمة ان شاء الله وكذلك الامهات الذين قد لعبوا دور البطولة والاباء الذين صبروا وانفقوا والاشقاء الذين ساعدوا وبذلوا حتى الحماوات امهات الزوجات كان لهم دور بطولىّ كبير وهذا قد حدث معى شخصيا اذ كانت ام زوجتى ام شريف لها الفضل علىّ بعض الله فى رعايتى مع زوجتى اثناء اعتقالى وكانت لا تالوا جهدا فى السفر ورائى فى كل المعتقلات التى ذهبت اليها ورغم ما كانت تعانيه من تعب السفر وسوء المعاملة من ادارات السجون والوقوف فى الشمس الساعات الطويلة وهى ترتدى النقاب الاسود  وتحمل فى يدها حقائب الزيارات المليئة بالاطعمة والملابس لى ولاخوانى وفى النفس الوقت الذى كان ابنها اخو زوجتى طالب هندسة حاسوب بالازهر شريف مطلوبا لامن الدولة حينما اعتقلونا وكان حينها يؤدى مناسك العمرة ولذلك ظل هناك ل3 سنوات تلافيا لقدومه واعتقاله وقد احجل الدراسة فى كليته وكان فى السنه النهائية وعندما عاد الى مصر بعد 3 سنوات قاموا باعتقاله معى لمدة اربع سنوات  فكان الحمل ثقيلا على ام زوجتى حملا ماديا ومعنويا ونفسيا الا ان التزامها بشرع الله والعقيدة الاسلامية التى ربتت على قلبها مكنّها من تحمل كل هذه الاعباء دون ضجر او شكوى وبكل صبر واحتساب  فجزاءها الله عنا خير الجزاء وجزا الله كل امهات الاسرى وزوجاتهم وابائهم  افضل واحسن  الجزاء.

قراءة في رواية “المسكوبية: فصول من سيرة العذاب” لأسامة العيسة

اسمي جوقة لأننا كثيرون

قراءة في رواية “المسكوبية: فصول من سيرة العذاب” لأسامة العيسة

موسى م. خوري

حمل أسامة العيسة في روايته “المسكوبية: فصول من سيرة العذاب”، الصادرة عن مركز أوغاريت 2010، همّ كنس أزقة مدينة القدس بفرشاة أسنان، ونجح في أن يحرر روايته من متلازمتين أدبيتين فلسطينيتين: البطل الشاطري، والسجن/ النفق. أقف، قبل مقاربة هذه الأطروحة الثلاثية، على ثلاث عتبات من عتبات الكتاب لها دلالات ملحوظة مخطط لها. العتبتان الأولى والثانية تلتحمان لتبسطا، بالإحالات المضمنة فيهما، جامِعَ النص، والعتبة الثالثة عتبة مشاكسة تمتلك كمونَ حيرة، ويمكن أن تخلّق دهشة من عيار ثقيل، تحسب لشكل الكتاب ومضمونه معا.

الصورة على عتبة الغلاف الأمامي، والممتدة لتتداخل مع صورة/صور عتبة الغلاف الخلفي، تنبئ بالتحول الذي طرأ على المكان المعيّن في عتبة العنوان الرئيسي “المسكوبية”، الذي صار ثيمة ضابطة لتفريعات الاعتقال والتعذيب والإكراه، وصولا إلى السجن الكبير الذي هو الاحتلال الإسرائيلي. والرواية، من صفحتها الأولى التي تغطيها صفحة الغلاف الأمامية  إلى صفحتها الأخيرة التي تغطيها صفحةُ الغلاف الخلفية، تظل سياحة في تغير المشهد/ المسكوبية، باعتباره المكان الصغير المتناهي في الكبر (مع كل دلالات الصغر والكبر)، وباعتباره أيقونة – بلغة مايكروسوفتية – تنفتح على المكان الأرحب الذي أحال العيسة في روايته على مداميكه الأصغر التي تتلاحم لتحقيق كبره –  مدينة القدس.

كان لعتبة الخطبة أثر ليس بسيطا عليّ، فقد خربطت في البدء مياهي الجوفية بالمعنى السلبي للخربطة، ثم خربطت – لاحقا- مياهي الجوفية بالمعنى الإيجابي. ما فاق حد الإزعاج عند قراءتي لعتبة الخطبة أنها قدمت مسردا لسجناء النخبة في فلسطين، وصرت أحسب – مدفوعا بلا براءتي التي يسوغها غياب براءة فعل الكتابة أصلا – أن الكاتب مهووس بالانتماء إلى طبقة خطط منذ جيل مبكر، وهو الفتى القابع في سجن المسكوبية، أن ينتمي إليها – طبقة الكتاب. صارت القدس في الخطبة قدسَ النخبة التي تقدمها كتب مقرر اللغة العربية وكتب التاريخ، وبدأت أحسب أن هذه العتبة/البوابة ستؤدي إلى خرابة. لأني طويل أناة عندما يصير الأمر متعلقا بالقراءة، ولأني أحاول أن أكون القارئ الذي اشتهيه عندما أكتب أنا نصا، تابعت القراءة واكتشفت أنني أمام كاتب مهووس بالخلخلة وينتمي إلى الرصيفيين، ويزاحمني على ذلك وأحب مزاحمته. صارت الخطبة بعد قراءة الرواية (وأي قراءة واعية هي قراءة مقارنة بالضرورة) هي النص الذي أراد الكاتب في جوانب كثيرة من روايته، التي تنتمي إلى أدب السجون، أن يخرقه وبتدبير مسبق. ما أتى في الرواية، بعد مسرد النخبة في الخطبة،  توثيق لحياة المهمشين والرصيفيين الذين، وإن ظلوا في ذاكراتنا، يظلون أرقاما أو أسماء تراكم سجلنا الوطني في خانة السجن أو النضال أو الاستشهاد، ودون احتفاء بتفاصيل اليوميات التي توثق لحقيقة أنهم كانوا، قبل أي شيء، وحتى قبل رصيفيتهم، أناسا من لحم ودم.

في قراءة له يعيد فيها اكتشاف الشاعر الفلسطيني الرصيفي طه محمد علي، استثمر الكاتب والأكاديمي والمترجم الفلسطيني أنطون شماس عبارة مجهولة السياق لشاعر يوناني (أركيلوكس) عاش في القرن السابع قبل الميلاد، والعبارة هي:  “الثعلب يعرف أمورا كثيرة، أما القنفذ فيعرف أمرا واحد كبير الشأن”. يقول أنطون شماس في اتكاء على تأويل للعبارة ورد في دراسة عن تولستوي الحرب والسلام لكاتب وأكاديمي ثعلب هو إشعيا برلين : “الكتّاب – ولا فضل لأحد على أحد إلا بالموهبة – يمكن أن يصنّفوا بين عالمين: عالم القنافذ وعالم الثعالب، بين أولئك الذين يردّون الأمور إلى منظومة واحدة تهيمن على كل شيء، إلى فكرة كبرى تنظم العالم ومن خلالها يدركون الأشياء فكريا وعاطفيا، وبين أولئك الذين يطاردون أمورا شتى قد تبدو في غالب الأحيان متناقضة للناظر، لا علاقة ظاهرة بينها ولا تنضوي تحت مبدأ أخلاقي أو جمالي واحد”. أسامة العيسه، في متتالية استثمارية للعبارة اليونانية، قنفذ مغرق في قنفذيته،  فهو يعرف في عمله هذا وفي أعماله الأخرى وفي كثير من تلفظاته التي ترد في نصوصه الموازية، يعرف شيئا واحدا عظيم الشأن، يعرف أنه صاحب مشروع روائي لتقديم الزمان والمكان الفلسطينيين سرديا.

ليس الذي شدّني في قنفذة الكاتب تركيزه  على القدس باعتبارها المكان الذي يشغل حجر الزاوية في ذاكرتنا المكانية فقط، بل باعتبارها “المكان قيد الصيرورة”، المكان الذي نسهم جميعا، البدو والأحباش والأقباط واليونان والنور والعرب المسلمون والمسيحيون، بنسج علاماته الفارقة، لكن كل بخيطه ومسلته. في نص غير بصير يرد في مقرر اللغة العربية الفلسطيني للصف السادس تصير الإحالة على كنيسة القيامة، مثلا، باعتبارها الـ (مكان) الذي يحوي تمثالا مرصعا بالجواهر للسيدة العذراء، وفيه مصابيح ثمينة. تظل الكنيسة، بما تحويه، مشلّحة من اسمها (القيامة) الذي يحيل، بكل دلالاته الميثولوجية، والوطنية، والأدبية الاستعارية، على الذي يحيل عليه. صك دولوز وجواتري، في دراستهما لأدب كافكا، التشيكي اليهودي الذي كتب بالألمانية، مصطلحَ “الماينور ليتيرتشر”، أو الأدب الذي تنتجه الأقلية بلغة الأكثرية والذي يمتاز بطابع تفكيكي لصيغ الأكثرية ومروياتها الشرعية والمشرعنة التي ترعاها الـ “سلطة؛ وكتب أسامة العيسة نصا ينتمي إلى هذا التصنيف لأنه نأى بالقدس عن مقرر اللغة العربية الذي يجعل المدينة مدينة يتعهد “مؤرخوها الجدد” للـ “أقليات” بذكر مجزوءِ مقدساتهم ومروياتهم التي أسهمت قطعا في تشكيل راقات وتراكمات ثقافة المكان.

 مشى العيسة أميالا إضافية في نص المسكوبية، وذكر الذين ذكرهم وقدم – بدفع من وعيه القائم بتنميط المكان – وعيا ممكنا أساسه رؤية لعالم المدينة باعتبارها نصا يقتات على نصوص كثيرة. قدس العيسة، التي يكنسها بفرشاة أسنان، تظل في الرواية لوحة فسيفساء شكّلها تراص مداميك حجارتها الصغيرة المتناهية في الكبر، حجارتها  المختلفة بانسجام والمنسجمة باختلاف. تذكرني قدسه بمروية القديس مرقس حين أحال على حادثة السيد المسيح الذي قبل أن يطرد الأرواح الشريرة من ساكن المقبرة سأله: ما اسمك؟ فأجاب: اسمي جوقة لأننا كثيرون. القدس في الرواية جوقة لأنها كثيرون، وفيها تبرز التفاصيل الصغيرة التي حذرنا درويش من إسقاطها في سطره البصير: “سنصير شعبا حين ننسى ما تقول لنا القبيلة، حين يعلي الفرد من شأن التفاصيل الصغيرة”.

من العلامات الفارقة الأخرى لهذه الرواية تبطيل البطل. أبطال الرواية يعرفون ولا يعرفون، أو لا يوسمون دائما بفضيلة المعرفة. ظلت فضيلة اللامعرفة سمة في مواقف كثيرة لهم، ما جعل الرواية رواية مشغولة  بالسؤال أكثر من انشغالها بالجواب. في السياق ذاته، تخلت الرواية عن الشاطرية بالمفهوم الشعبي، فالبطل فيها ليس شاطرا حسنا يوهب البطولةَ ولا يصنعها، وشخوص الرواية من المساجين ليسوا فوق الحزن والألم، وأمهم – إن ماتوا –  تنهدّ، فـ”الأم أم حين تثكل طفلها تذوي وتيبس كالعصا”.

احتفت الرواية، وهي تبطل البطل، بالحميم واليومي والرصيفي كذلك، فيها نرى العالم السفلي، وفيها – وهنا الأهم – نعيش تجربة السجن في اليومي، ولا نعيشها في عتمة النفق الذي سيفضي، وإن بعد كثير من التأبيدات، إلى النور. لم نعش في الرواية حالة الوطان التي يعيشها كثير من العرب في مهاجرهم حين يعلقون اليومي ويعلقون معه دوران أضراس الحياة والعمر لأنهم سيعودون يوما ليشربوا حليب البلاد. اعتنت الرواية بالنفق لأن التجربة التي تصير فيه لا تقل أهمية عن النور الذي في آخره؛ فهو ساعة يضج بالحياة يصير منيرا بفعل أنسنة المقيمين (السجناء والسجانين) الذين لا تصير حياتهم فيه مع وقف التنفيذ انتظارا لخلاص مفترض.

أغلب المقالات التي تناولت هذه الرواية في صحافتنا المحلية أو العربية عابت عليها محدودية حركة الحدث الدرامي، أو وسمتها بالتشظي الذي أحدثته كثافة الالتجاء إلى صيغة التحقيق الصحافي، لكن أحدا من كتاب هذه المقالات لم يشر إلى أننا يمكن أن ننظر إلى شكل الرواية، في بندوليته المراوحة بين الحيرة والمعرفة والاستباق والاسترجاع والتقريرية الصحافية والتنظير، باعتباره شكلا مماثلا لحالة اللاثبات في الواقع الفلسطيني، ليصير شكل الرواية، والحال، مضمونا. يمكن لقارئ مخلص أن يضع الرواية في زنازين كثيرة، بل يمكن أن يشبحها، بلغة السجن، ويضع على رأسها كيس خيش معشقا برائحة ما، ويمكن أن يثير أسئلة كثيرة حول مبرر بروز “حصون تارجت” في خطبة الكتاب (السجون التي بناها البريطانيون) على حساب المسكوبية – مكانا وعنوان نص، ويمكن أن يشار  إلى مواقع كثيرة يحتاج فيها النص لتحرير أسلوبي ولغوي من عيار معقول. يبقى، مع كل ذلك، أن هذه الرواية التي استحقت الجائزة العربية للإبداع الثقافي عن فئة الرواية (2013) حققت، مع غيرها من الأعمال بالضرورة، خرقا ثلاثيا: انتصرت للتفاصيل الصغيرة المتناهية في الكبر، ونزعت سمة الشاطرية عن بطل السجون وانحازت لأنسنته بطلا يصنع البطولة ولا تهبها له بنائية فلاديميرية (نسبة إلى وظائف فلاديمير بروب الدراماتيكية في كتابه مورفولجيا الحكاية الخرافية)، وأنارت النفق (الزنازين وغرف التحقيق وغرف الحبس) الذي يضج بحياة آدميين يتحدون حياةً أرادها سدنة المسكوبية، وغيرهم، حياةً مع وقف التنفيذ.


أكاديمي وكاتب فلسطيني.

أدبيات السجون جميل السلحوت

أدبيات السجون

 

 

جميل السلحوت

لا يمكن هنا القفز عن أدبيّات الأسرى الفلسطينيّين، مع أنّ الكتابة عن التّجربة الإعتقالية ليست جديدة على السّاحة الفلسطينيّة والعربيّة وحتّى العالمية، ونحن هنا ولأهمّيّة هذا الموضوع نشير إلى ما استطعنا جمعه من كتابات للأسرى في مختلف المجالات وليس في الرّواية فقط، وممّن كتبوا بهذا الخصوص: في العام 2015 صدرت رواية ” الشّتات للدكتور رأفت خليل حمدونة من قطاع غزة والذى اعتقل في 23/10/1990 وأمضى 15 عاما وتم الافراج عنه في 8/5/2005 ، وكان قد كتبها حمدونة أثناء الاعتقال في سجن بئر السبع – ايشل وطبعت في العام 2004 طبعة أولى ، وله ثلاث روايات سابقة وهى : ” قلبى والمخيم ” في سجن هداريم وطبعت في العام 2006 ، ورواية ” لن يموت الحلم ” كتبت في سجن عسقلان وطبعت في العام 2007 ، ورواية ” عاشق من جنين ” في سجن نفحة الصحراوى وطبعت في العام 2003 طبعة أولى ، و 2005 طبعة ثانية ، ومن كتابات الأسرى أيضاً ديوان “ماذا يريد الموت منا؟” لتحرير اسماعيل البرغوثي، ورواية “الأسير 1578″ للأسير هيثم جمال جابر، وروايات ” وجع بلا قرار”، “خبر عاجل” و “بشائر” للأسير كميل أبو حنيش، والتجربة الاعتقالية للدكتور عبدالستار القاسم.

وفي العام 2015 صدرت رواية “خريف الانتظار للأسير حسن فطافطة، وفي العام 2016 أيضا صدرت رواية “الحنين إلى المستقبل” لعادل سالم، ورواية “وجع بلا قرار” للكاتب الأسير “كميل أبو حنيش”، وفي العام 2018 صدرت مجموعة قصصية للأسير سائد سلامة بعنوان “عطر الإرادة” ورواية حكاية سرّ الزيت” لوليد دقّة. وفي العام 2019 “جمر خليل بيدس صاحب كتاب”أدب السجون” الذي صدر بدايات القرن العشرين، زمن الانتداب البريطاني، وكتب الشيخ سعيد الكرمي قصائد داخل السّجون العثمانيّة في أواخر العهد العثمانيّ، كما كتب ابراهيم طوقان قصيدته الشّهيرة عام 1930تخليدا للشّهداء عطا الزير، محمد جمجوم وفؤاد حجازي، وكتب الشّاعر الشّعبيّ عوض النّابلسي بنعل حذائه على جدران زنزانته ليلة إعدامه في العام 1937 قصيدته الشّهيرة” ظنّيت النا ملوك تمشي وراها رجال” وكتب الدّكتور أسعد عبد الرحمن في بداية سبعينات القرن العشرين (أوراق سجين)، كما صدرت عام 1973 رواية “المحاصرون: لفيصل حوراني، و”شهادات على جدران زنزانة” الصادر عام 1975 لغازي الخليلي ويتحدث فيه عن تجربته في السجون الأردنيّة. كما صدرت مجموعة قصص(ساعات ما قبل الفجر) للأديب محمد خليل عليان في بداية ثمانينات القرن الماضي، و”أيام مشينة خلف القضبان” لمحمد احمد ابو لبن، و”ترانيم من خلف القضبان” لعبد الفتاح حمايل ، و”رسائل لم تصل بعد” ومجموعة “سجينة” القصصية للرّاحل عزّت الغزّاوي ، وقبل”الأرض واستراح” لسامي الكيلاني، و”نداء من وراء القضبان، “و(الزنزانة رقم 706) لجبريل الرجوب، ورواية “الأسير 1578” لهيثم جابر.

وروايات “ستائر العتمة” و “مدفن الأحياء”و”أمهات في مدفن الأحياء” ورواية “الشعاع القادم من الجنوب”وحكاية(العمّ عز الدين) لوليد الهودلي، وكتبت عائشة عودة “أحلام بالحرّية” و”ثمنا للشّمس”. و(تحت السّماء الثامنة)لنمر شعبان ومحمود الصّفدي، ، و “الشّمس في معتقل النّقب” عام 1991 لهشام عبد الرّازق، وفي السّنوات القليلة الماضية صدر كتابان لراسم عبيدات عن ذكرياته في الأسر، وفي العام 2005صدر للنّائب حسام خضر كتاب”الاعتقال والمعتقلون بين الإعتراف والصّمود” وفي العام 2007 صدرت رواية “قيثارة الرّمل” لنافذ الرّفاعي، ورواية”المسكوبيّة” لأسامة العيسة، وفي العام 2010 صدرت رواية”عناق الأصابع” لعادل سالم، وفي العام 2011 صدر “ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي” لمروان البرغوثي” و”الأبواب المنسيّة” للمتوكل طه، ورواية “سجن السّجن” لعصمت منصور، وفي العام 2012 صدرت رواية”الشمس تولد من الجبل لموسى الشيخ ومحمد البيروتي” كما صدر قبل ذلك أكثر من كتاب لحسن عبدالله عن السجون أيضا، ومجموعة روايات لفاضل يونس، وأعمال أخرى لفلسطينيين ذاقوا مرارة السجن. وفي العام 2011 صدرت رواية”هواجس سجينة” لكفاح طافش، وفي 2013 صدر كتاب”الصّمت البليغ” لخالد رشيد الزبدة، وكتاب نصب تذكاري لحافظ أبو عباية ومحمد البيروتي” وفي العام 2014 رواية”العسف” لجميل السلحوت”، ورواية “عسل الملكات” لماجد أبو غوش، وفي العام 2015 “مرايا الأسر” قصص وحكايا من الزمن الحبيس” لحسام كناعنة، ورواية” مسك الكفاية سيرة سيّدة الظلال الحرة” و “نرجس العزلة” إضافة إلى ديواني شعر هما: “طقوس المرة الاولى”، “أنفاس قصيدة ليلية”، كما صدرت له عام 2019 عن دار الآداب في بيروت رواية “خسوف بدر الدين”، ورواية “زغرودة الفنجان” للأسير حسام شاهين، وفي العام 2015 صدرت رواية خريف الانتظار المحطات” للكاتب بسام الكعبي، وكذلك كتب”اربعون يوما على الرصيف” لصالح ابو لبن. وفي العام 2016 صدر لإبراهيم رجا سلامة “كتاب قبة السماء –”  كتاب يوثّق فيه تجربته في الأسر -، وبين العامين 2007 و2017 صدرت أربع روايات” خبر عاجل، بشائر، وجع بلا قرار، والكبسولة” لكميل سعيد أبو حنيش، وفي العام 2021 صدرت له رواية “الجهة السابعة”، و”كتاب وقفات مع الشعر الفلسطيني”. كما صدرت رواية “الشتات” للأسير المحرّر د. رأفت خليل حمدونة، كما صدر عام 2017 كتاب “صدى القيد” لأحمد سعادات. وفي العام 2018 صدر كتاب “رسائل في التجربة الاعتقالية” للكاتب الفلسطينيّ الأسير وائل نعيم أحمد الجاغوب، كما صدر كتاب””إضاءات على رواية المعتقلين الأدباء في المعتقلات الإسرائيلية” لرائد محمد الحواري”. وفي العام 2019 صدرت رواية “العنّاب المرّ”للأسير المحرّر أسامة مغربي.

وصدر كتاب”دائرة الألم” ورواية “ليس حلما” للأسير سامر عصام المحروم.

وصدرت “رسائل في التجربة الاعتقالية” للكاتب الفلسطينيّ الأسير وائل نعيم أحمد الجاغوب، و صدر للجاغوب روايتان من داخل المعتقل، الأولى بعنوان “أحلام”، والثانية بعنوان “أحلام مؤجلة”. كما صدر له كتاب بعنوان “رسائل في التجربة الاعتقالية”. كذلك صدر له عدد من الدراسات منها دراسة بعنوان “أطروحات في الوعي بالمشروع الصهيوني في فلسطين”، وأخرى بعنوان “الخارطة السياسية الإسرائيلية.”

وصدرت روايتان “تحت عين القَمَر” و”سراج عشق خالد” للأسير معتز محمد فخري عبدالله الهيموني”. وصدرت رواية” حسن اللاوعي” لإسماعيل رمضان. رمضان

وفي العام 2020 صدركتاب ثقافة الإدارة وإدارة الثقافة” للكاتب حسن عبدالله، الصدور العارية” للكاتب خالد الزبدة، و”العناب المرّ” لأسامة المغربي. وصدر كتاب”الاعتقال الإداري في فلسطين كجزء من المنظومة الاستعمارية: الجهاز القضائي في خدمة الأمن العام”، لعبد الرازق فرّاج.

وصدرت للأسير هيثم جابر خمسة كتب وهي: مجموعته القصصية “العرس الأبيض”، وروايتاه “الشهيدة” و”الأسير 1578″، وديواناه “زفرات في الحبّ والحرب” بجزئيه الأوّل والثاني. وصدرت عام 2020 رواية “تَحتَ عين القَمَر – آلة الزمن الوهمية” ورواية”سراج عشق خالد” للأسير معتز الهيموني، ورواية “عشق خالد”. وصدر كتاب نصر الطيار” للأسير إسلام صالح محمد جرار. وصدرت رواية”أنفاس امرأة مخذولة” للأسير باسم خندقجي، كما صدر للأسير حسام شاهين كتاب”رسائل إلى قمر-شظايا سيرة”. كما صدر كتاب “لماذا لا أرى الأبيض” للأسير راتب حريبات. وصدر كتاب “حسن الّلاوعي سروج خالية”للأسير المحرّر اسماعيل رمضان، ورواية “عاشق من جنين” للأسير المحرر رأفت خليل حمدونة، وفي العام 2020 أيضا رواية  ظلّ الأيّام” لبهاء رحّال.  وصدر كتاب”القديس والخطيئة” للأسير خليل أبو عرام، كما صدر كتاب “مرفأ الذكريات” لفهيمة هادية خليل، الذي كتبته عن زوجها الأسير الأمني المرحوم فتحي خليل من طرعان، وعن اتحاد الكتاب الفلسطينيين صدر  “للسّجن مذاق آخر” “للأسير أسامة الأشقر. وفي العام 2020 صدر ايضا سردية “الخرزة” للأسير منذر مفلح.

وفي العام 2021 صدرت رواية “سراج عشق خالد”  للأسير معتز الهيموني. كما صدر ” أسرى وحكايات، من فن السيرة في السجون” للأسير أيمن ربحي الشرباتي، وصدر “جدلية الزمان والمكان في الشعر العربي” لكميل أبو حنيش. وصدر كتاب” احترقت لتضئ” للكاتبة الأسيرة المحررة  نادية الخياط، وصدرت رواية” فارس وبيسان”للأسير ثائر كايد حماد. وصدر كتاب “المغيبون خلف الشمس” للدكتور عقل صلاح. وصدرت رواية “حجر الفسيفساء” للأسيرة المحررة مي الغصين، وكتاب” منارات في الظلام” للأسير المحرر حسن الفطافطة، وصدرت رواية “الطريق إلى شارع يافا” للأسير عمار الزبن. وصدر ديوان ” عن السجن وأشياء أخرى” للأسير  ناصر أبو سرور، كما صدر عن وزارة الثقافة كتاب” احترقت لتضيء” للأسيرة نادية الخياط. وصدر كتاب “ترانيم االيمامة” تأليف الأسيرات المحرّرات: مي وليد الغصين، شريفة علي ابو نجم، تغريد محمد ابراهيم سعدي،  عطاف داود عليان، أريج عروق، لينا احمد صالح جربوني، جيهان فؤاد دحادحة، نهاد عبدالله وهدان،  عهود عباس شوبكي ومنى قعدان-سُجنت ثانية، إشراف ومتابعة إبتسام أبو ميالة. وصدر ديوان “أنانهم” لأحمد العارضة، وصدرت رواية حجر الفسيفساء لمي الغصين، صدر ديوان “عن السجن وأشياء أخرى” للأسير ناصر أبو سرور.

كما صدر كتاب” الأسرى الفلسطینیون داخل السجون الصھیونیة” لمحمد محفوظ جابر. وصدر كتاب “عين الجبل” للأسير محمد الطوس. وصدر كتاب “حروف من ذهب” للأسير قتيبة مسلم، وفي العام 2021 صدر أيضا كتاب”ثورة الحب والحياة في سجون الاحتلال الإسرائيلي لعيسى قراقع. وصدر كتاب” “حسن الّلاوعي سروج خالية” لاسماعيل رمضان. وصدرت رواية “على درب الحلبي” للأسير طارق عبد الفتاح يحيى.

وأدب السجون فرض نفسه كظاهرة أدبيّة في الأدب الفلسطينيّ الحديث، أفرزتها خصوصيّة الوضع الفلسطينيّ، مع التّذكير أنّها بدأت قبل احتلال حزيران 1967، فالشّعراء الفلسطينيّون الكبار محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وغيرهم تعرضوا للاعتقال قبل ذلك، وكتبوا أشعارهم داخل السجون أيضا، والشّاعر معين بسيسو كتب”دفاتر فلسطينية” عن تجربته الاعتقالية في سجن الواحات في مصر أيضا. وفي العام 2019 صدر كتاب “جمر الكلمات” لبسام الكعبي. ورواية “الكبسولة” لكميل أبو حنيش وفي مطلع العام 2021 صدر للأسير أبو حنيش”جدلية الزمان والمكان في الشعر الهربي. وسردية “ليس حلما” للأسير سامر محروم. كما صدر كتاب جمر المحطات لبسام الكعبي. وفي العام 2020 صدرت رواية” الأسير 1578″ للأسير هيثم جابر. و”صدى القيد” للأسير القائد أحمد سعادات. وصدر أيضا  “الاعتقال الإداري في فلسطين كجزء من المنظومة الاستعمارية. الجهاز القضائي في خدمة الأمن العام.”للأسير عبدالرازق فراج، وصدرت أيضا في العام 2020 مجموعة قصصية بعنوان “لست وحيدا مثل حجر” للدكتور سامي الكيلاني، كما صدرت رواية “حين يعمى القلب”للدكتورة وداد البرغوثي. وصدرت رواية “فارس وبيسان” للأسير ثائر كايد حمّاد.

وصدر كتاب”الرواحل، الواقع والمأمول” للأسير محمود عبد الله عارضة. وصدر كتاب”بلاط الرُّعيان” للأسير أحمد إبراهيم بسيسي.

كما أن أدب السّجون والكتابة عنها وعن عذاباتها معروفة منذ القدم عربيّا وعالميّا أيضا، فقد كتب الرّوائي عبد الرحمن منيف روايتي”شرق المتوسط” والآن هنا” عن الاعتقال والتعذيب في سجون دول شرق البحر المتوسّط. وكتب فاضل الغزّاوي روايته” القلعة الخامسة” وديوان الشّاعر المصري أحمد فؤاد نجم”الفاجوجي”.ومنها ما أورده الأستاذ محمد الحسناوي في دراسته المنشورة في مجلة”أخبار الثقافة الجزائرية” والمعنونة بـ”أدب السّجون في رواية “ما لا ترونه” للشّاعر والرّوائي السّوري سليم عبد القادر، وهي (تجربة السّجن في الأدب الأندلسي- لرشا عبد الله الخطيب ) و ( السّجون وأثرها في شعر العرب.. –لأحمد ممتاز البزرة ) و( السّجون وأثرها في الآداب العربية من الجاهلية حتى العصر الأموي- لواضح الصمد ) وهي مؤلفات تهتم بأدب العصور الماضية، أمّا ما يهتم بأدب العصر الحديث ، فنذكر منها : ( أدب السّجون والمنافي في فترة الاحتلال الفرنسيّ – ليحيى الشّيخ صالح ) و( شعر السّجون في الأدب العربيّ الحديث والمعاصر – لسالم معروف المعوش ) وأحدث دراسة في ذلك كتاب “القبض على الجمر – للدّكتور محمد حُوَّر”. وفي عام 1998 صدرت رواية (حياة مسروقة: عشرون عاما في سجن الصحراء) للمغربية مليكة محمد أوفقير، وعام 2000 صدرت رواية (من الصخيرات إلى تزممارت: تذكرة ذهاب وإياب إلى الجحيم) للمغربي محمد الرّايس، ورواية (تزممارت الزنزانة رقم 10)لأحمد المرزوقي، ورواية (تلك العتمة الباهرة) للطاهر بن جلّون. وفي العام 2021 صدرت “رواية عشق خالد” للأسير معتز الهيموني.”

أمّا النّصوص الأدبية التي عكست تجربة السّجن شعرا أو نثرا فهي ليست قليلة،: نذكر منها ( روميات أبي فراس الحمداني ) وقصائد الحطيئة وعلي ابن الجهم وأمثالهم في الأدب القديم. أما في الأدب الحديث فنذكر: ( حصاد السّجن – لأحمد الصّافي النّجفي ) و (شاعر في النّظارة : شاعر بين الجدران- لسليمان العيسى ) و ديوان (في غيابة الجبّ – لمحمد بهار : محمد الحسناوي) وديوان (تراتيل على أسوار تدمر – ليحيى البشيري) وكتاب (عندما غابت الشّمس – لعبد الحليم خفاجي) ورواية “خطوات في الليل – لمحمد الحسناوي.

وفي العام 2019 صدر كتاب” من أدب السجون العراقي” للناقد حسين سرمك حسن ، وفى العام 2020 صدر ديوان شعر باسم زفرات فى الحب والحرب 2 للأسير الشاعر هيثم جابر. )

‏‏‏‏