أرشيف الوسم : التعذيب

ومن مثل ابي

كتبت ابنة الشيخ عمر عبد الرحمان كلمات عن والدها وقد قضى سنوات سحيقة في سجون امريكا ولفظ انفاسه الأخيرة في اقبيتها…. كلمات تنطق بكل مفردات الوجع…..

لا املك حتى ذكرى واحده معه

و لا اجتمعنا حتى فى لقاء واحد

و لا رأيته حتى مرة واحدة

و لا حدثنى حتى مرة واحده

و لا وضع على جبينى حتى قبلة واحدة

و لا ضمنى حتى ضمة واحدة

رحم الله أبي … كان أسيرا فى سجون الكافرين أكثر من ٢٣ سنه … لم يرحموا شيبته ولا مرضه ولا فقده للبصر ولا مكانته العلميه

نسأل الله أن يكون ذلك فى ميزان حسناتك … وأن يجمعنا فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر

غفر الله لى ولك يا حبيب القلب

#الشيخ_عمرعبدالرحمن

السجين -السجن والقرآن

  • و أنا في السجن دخلونا غرف اسمها غرف الإيراد الجديد، الغرف دي مصممة لتكدير المساجين عن طريق إنهم بيقعدوا لمدة 12 ساعة قعدة اسمها القعدة الميرية ممنوع أبداً انك تفك رجلك منها لمدة 12 ساعة.

كمان كان ممنوع دخول الحمام غير مرة واحدة بس في اليوم، أما التبول فهو مرة كل ساعتين، و شرب الماية ممنوع إلا بردو كل ساعتين.

أما عن النوم فكنا بننام على البلاط لإن مكانش فيه سراير علماً بإننا كنا وقتها في الشتا يعني البرد كان بيفتك بأجسادنا يومياً، و كان الطريقة الوحيدة اللي احنا المساجين ندفي بيها بعض اننا كنا بننام ملزقين في بعض علشان نتدفى.

و كان ممنوع التقلب في النوم، انت بتنام على جنب واحد إما الجنب اليمين أو اليسار و أول ما بتمدد على جنب منهم ممنوع تقلب على جنب تاني.

خلاص كده؟

وسط كل ده، وسط كل هذا البؤس، وسط كل هذا الألم، كان بيسمحولنا نقرأ القرآن و بيعطوا مصحف للي عايز يقرأ قرآن، و كان القرآن هو السند الوحيد، كنت بقرأ قول الله عز و جل :-

{ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }

كان جسمي كله بيترعش و بحس إن اللي أنا فيه هو منحة ربانية ينقيني بيها أكثر منها محنة، كنت بغرق في آيات القرآن الكريم لدرجة إني كنت أول ما بصحى من نومي أمسك المصحف لحد العصر و أنا ناسي نفسي تماماً.

لحد ما عدى عليا 10 أيام من غير ما أحسهم، و كنت طول الـ10 أيام بضحك و بهزر مع نبطشي الغرفة رغم اللي أنا كنت فيه.

عدى الـ10 أيام و دخلت غرف السكن، و للأسف رغم إني كنت متهم بقضية سياسية إلا إنهم دخلوني عنبر المخدرات، قعدت مع مساجين كلهم يا إما كانوا تجار يا إما متعاطين، و للمفاجأة كانوا غاية في الجدعنة والله، و شالوني من على الارض بمجرد ما دخلت ليهم، وقتها الكل شاف أدبي و تديني و أخلاقي ساعتها فضلوا ينصحوني إني أحلق لحيتي، و ضغطوا عليا بشكل عاطفي جداً

كانوا كلهم بيقولولي و هما بيبوسوا دماغي انهم مش عايزين شاب زيي يدخل السجن تاني، فاحلق دقنك و متخليهومش يشكوا فيك.

قالولي كمان إني لو محلقتش دقني ممكن أدخل السجن تاني، و فضلوا يخوفوني كتير أوي، ساعتها وسط الضغط ده كله معرفتش اعمل إيه، أتنازل عن تمسكي بالسنة و أحلق دقني؟ ولا أفضل متمسك بالسنة و عايش في الخوف من السجن؟

متلقيتش غير القرآن، والله ساعتها مسكت المصحف و أقسم بالله قبل ما أفتحه دعيت ربنا و قلت “يا رب قولي أعمل إيه”

و فتحت المصحف عشوائي تماماً فأذا بها أول آية عيني تقع عليها هي قول الله عز و جل:-

( قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه )

ساعتها جسمي كله اتنفض و ابتسمت و رفعت راسي للسما و قلت “و إلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن و أكن من الجاهلين”.

و فعلاً بمجرد ما دعيت الدعاء ده نزلت تاني يوم جلسة في النيابة أخدت إخلاء سبيل و رجعت لأهلي.

هو ده القرآن.

القرآن لا يؤثر في قلب قاسي كصاحب الاسكرين.

القرآن فقط لمن هم قلوبهم حية

Muslim Soliman

 

حوار مع أحد الناجين من السجن السري الشهير
”فرع فلسطين” بسوريا


يسرنا أن نقدم للأمة الإسلامية هذا الحوار مع أحد الإخوة الأسرى السابقين بالسجن السري الشهير المسمى ” فرع فلسطين ” هذا السجن الذي يسام فيه أهل الإسلام نساءً ورجالاً، كباراً وصغاراً أشد العذاب منذ استيلاء الزنادقة النصيريين بتعاون مع الفرنسيين والبريطانيين المحتلين على بلاد الشام المباركة أعادها الله دار إسلام وسنة.


وقد حمَّل الإخوة الأسرى هناك أخانا الذي أجرينا معه هذا الحوار حين خروجه من الفرع وموعد ترحيله نحو بلده أمانة ألحوا عليه إلحاحاً شديداً واستحلفوه بالله أن يبلغها للأمة الإسلامية عامة ولمجاهديها بصفة خاصة ورغم ظروف الأخ – تقبل الله منه- فإنه لم يهدأ له بال ولم يقر له قرار حتى يوفي بوعده الذي وعد به إخوانه وعاهد ربه على الوفاء به . وها هو اليوم يوفي بوعده ويبر يمينه نسأل الله العلي القدير أن يتقبل منه ويحفظه ويرعاه وأن يفرج كرب كل مكروب من أمة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام كما نطلب من إخواننا المسلمين في كل مكان ومن كل من يطلع على هذا الحوار أن لا يدَّخر جهداً في القيام بأي عمل يمكن أن يساعد به إخوانه الأسرى في سوريا المكلومة بحراب النصيرية البعثيين الزنادقة عليهم من الله ما يستحقون وأن يسعى إلى إيصاله لمن يعنيه الأمر للمسلمين عامة وللمجاهدين وقادتهم خاصة .


بارك الله في الأخ المحاور وفي الأخ الأسير الذي أجري معه الحوار وفي كل من عمل على تبليغه ونشره ولا تنسوهم من دعائكم.




سؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي نريد نبذة مختصرة عنكم وعن سبب سفركم إلى سوريا ؟؟؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, أشكرك أخي على هذه الإلتفاتة المباركة الطيبة وأود قبل إجابتي على أسئلتكم أن أخبركم وأخبر كل مسلم ومسلمة أن ما سأذكره هنا هو مجرد صورة مصغرة ولا يعد إلا كنقطة ماء في محيط كبير لما يكابده ويعانيه إخوانكم المسلمون الموحدون في سوريا النصيرية البعثية التي يرفع نظامها المجرم في العلن شعار الممانعة والمقاومة ومشاكسة أمريكا ودويلة يهود ومشروعهما التوسعي أما في الخفاء فهذا النظام الإجرامي لا يختلف عن بقية الأنظمة العميلة, بل ربما تجاوز بعضها, خاصة بعد أحداث سبتمبر 2001 وإعلان الحرب الصليبية على الإسلام والمسلمين.


فتعاونهم الإستخباراتي مع أمريكا لم يعد يخفى على أحد. وأتمنى أن أوفق في تأدية الأمانة والوفاء بالوعد الذي قطعته على نفسي وعاهدت به إخواني المحتجزين هناك الذين منهم من لم ير نور الشمس منذ سنوات عديدة وقد نخرت أجسادهم الأمراض والعلل, وهي رسالة للمسلمين عامة ولأهل الشام والمجاهدين بصفة خاصة . فأتمنى وأسأل الله أن أوفق في نقل ولو جزء من الصورة الحقيقية كما أسأل الله أن يوصلها لأهلها والله من وراء القصد.


أعود لسؤالك : أنا شاب موحد لله تعالى فتحت عيني على مآسي أمتي المسلمة ومذابحها في كل مكان دون غيرها من الأمم والملل فكنت أتابع الأخبار التي تزيدني ألما وأسى وأسفا وأتجرع بها المرارة في كل يوم ولم أكن أملك سوى الدعاء.


إلى أن جاءت أحداث محرقة غزة التي زادت من اهتمامي وتفكيري بجدية في التكليف الملقى على عاتق كل مسلم اتجاه ما يجري وفي كيفية أداء هذا التكليف العيني لنصرة الأمة المستضعفة. بدأت المشاركة في بعض المواقع والمنتديات الإسلامية الجهادية والتعرف على بعض الشباب عبر الشبكة ممن يقاسمونني نفس الهموم, فعرفت ولله الحمد الكثير وتعلمت الكثير في ظرف وجيز من الزمن خاصة في أمور الجهاد ووجوبه وفقهه وأمور الهجرة وغيرها …


منذ ذلك الحين وأنا في بحث دائم عن طريق يوصلني إلى أرض الجهاد والإعداد والهجرة والنصرة وكان همي الوحيد هو اللحاق بركب الشهداء وقافلتهم المباركة التي لا تتوقف بفضل الله, إلى أن تعرفت على بعض الشباب الذين وفق الله بعضهم لهذا الأمر . فكنا كلما سافر أحدهم ترك بريداً إلكترونياً وهاتفاً للذي يليه ليلحق به. فجاء دوري, جهزت المال وتركت التجارة الدنيوية لعلي أظفر بما هو أعلى . توكلت على الله فتيسرت لي ظروف السفر بعدما درست كل مراحلها بشكل دقيق وواضح ثم توكلت على الله وانطلقت في سفري.


باختصار شديد وحتى لا أطيل في هذه التفاصيل الغير مهمة. وصلت تركيا وتوجهت منها براً نحو سوريا بعدما أمرني (المنسق) بذلك وهو سوري ظل معي على اتصال دائم منذ نزولي بتركيا إلى حين وصولي سوريا حيث سألتقيه لأول مرة بعد أن تواعدنا. خلال هذا اللقاء كان معه شخص آخر بقي في السيارة ولم ينزل منها نزل فقط (المنسق) وسبحان الله حين سلم علي أول مرة ببرود ولا مبالاة ارتبت في أمره ولم يطمئن قلبي له أبداً, فقلت مع نفسي ربما هذا من الأمنيات والحذر فلا بأس ركبت معهما السيارة فلمحت بجانب السائق مسدسا فأخذه بسرعة وبطريقة غريبة ثم نظر إلي ليختبر ردة فعلي فتصرفت بشكل عادي. في الطريق إلى دمشق شرعت أناقشهما بعض الأحداث وتبين لي من أول الحديث أنهما في الحقيقة لا يعرفان شيئا عن الجهاد والمجاهدين لكن من خبثه اشترط علي أن لا أسأله عن شيء من باب الأمنيات,فكنت كلما انتابتني الشكوك قلت لعله من تشويش الشيطان ووسوسته لصدي عن هذه العبادة العظيمة ولقلة تجربتي . ثم سلمت أمري إلى الله عز وجل، وصلنا بعدها دمشق فأخذني إلى فندق كان يعرفه مسبقا فحجزت غرفة .


ومن الملاحظات وللفائدة فقط , فهناك فرق كبير بين مسئولي الفنادق في تركيا وفنادق سوريا. ففي سوريا هناك كثرة الأسئلة وكثرة علامات التعجب والاستفسارات والملاحظات وغيرها تحس كأنك في مجتمع مخابراتي بامتياز.


كان هذا( المنسق) يتصل بي باستمرار للاطمئنان علي ويسألني عن الأجواء وفي كل مرة كنت أستعجله وأسأله عن موعد السفر لدخول العراق فيُسَوِّفُ تحت دعاوى عدة.


أما الفندق الذي أنزلني فيه فكان يقع وسط سوق شعبي مزدحم بالناس يصعب عليك فيه تحديد من يراقبك. بقيت بضعة أيام لم أره حتى أصررت على اللقاء به، وطلبت منه موعد السفر إلى حيث أريد، لكنه برر عدم استطاعة الدخول إلى العراق بسبب بعض الظروف الصعبة في الطريق وغير ذلك…


في هذه الفترة وقع لي حادث غريب أسرده للإخوة للعظة والفائدة والحيطة والحذر : في يوم من الأيام خرجت من هذا الفندق للمشي فاستوقفني صاحب محل لبيع الملابس. سألني هل أنت من البلد الفلاني؟؟؟ أنا أحبكم وزبائني كثر من أبناء بلدكم وعندي بضاعة ستعجبك وهذا محلي وعندي محل في بلادكم يبيع المنتجات السورية أجبته أنني لا أحتاج ملابس وليس معي مال لشرائها . فألح علي إلحاحاً عجيباً قال تعال معي تأخذ فكرة فقط عن المحل ربما مرة أخرى تحتاج الشراء والتسوق من عندنا فبضاعتنا رخيصة وممتازة. كان إلحاحه شديدًا كإلحاح التجار عامة وأكثر , المهم دخلت معه المحل فيه درج صعدناه فوجدت عشرة أشخاص أمرني بالجلوس لا يظهر عليهم أنهم لصوص قالوا لي إذا أردت أن تخرج من هنا فضع ما معك من مال ولا تحاول المقاومة فأخذوا ما كان معي حينها أزيد من ألفي أورو أمروني بالخروج وعدم الإلتفات لأني مراقب توجهت مباشرة للفندق وجمعت أغراضي وانتقلت لفندق آخر.وقد علمت فيما بعد أن كثير من الشباب المهاجرين خاصة من أهل الجزيرة العربية قد تعرضوا للسرقة والنصب من قبل العصابات وأحيانا من قبل المخابرات السورية وهو ما حدث معي شخصياً .


بعد حلولي بالفندق الجديد اتصلت ب ( المنسق) فأخبرني أن الأمور جاهزة وميسرة وما هي إلا نصف ساعة ويكون عندي لننتقل صوب الحدود العراقية للدخول. استلقيت على ظهري متأملا فيما جرى معي وبينما أنا كذلك داهمت عناصر مسلحة بالرشاشات والمسدسات غرفة الفندق بعد فتحها بمفتاح احتياطي من عند صاحب الفندق كانوا حوالي 13 شخصا ألقوني على الأرض وقيدوا يداي خلف ظهري بقوة حتى دخل القيد في اللحم ووصل العظم حاولت الاستفسار عن الوضع فكان جوابهم ضربي بأخمص الرشاش على رأسي وكامل جسمي.


أخذوا الجواز ومبلغ ألف أورو كان بقي معي والهاتف وكل الملابس والأغراض في باب الفندق وجدنا سيارة أخرى بها 8 أفراد أيضا مسلحين بالرشاشات سلموني لهم وانطلقوا بي بعدما أغمضوا عيني بقماش.


سؤال : أين أخذوك بعد هذا ؟؟؟


توجهوا بي مباشرة إلى سجن سري يسمى فرع فلسطين وهو عبارة عن بناية تقع على طريق المطار مكونة من سبع طوابق كل طابق يختص بالتحقيق في قضايا معينة: الإسلام – الأسلحة التهريب – التزوير- قضايا سياسية – مخالفات الجيش- الأجانب …. وسمي بهذا الاسم حسب ما علمت لأنه كان فرعاً أمنياً مخصص للقضايا الفلسطينية منذ عهد الهالك المجرم حافظ الأسد وقد أعيد ترميمه في سنة 2006 وهو جحيم للمسلمين ووبال على الفلسطينيين .


هذا المعتقل العسكري له قانون خاص مع الأجانب الذين لا تسأل عنهم حكومات بلدانهم ولا تتدخل سفاراتها لتسلمهم وترحيلهم مثل أهل أفغانستان وغيرها كأهل المخيمات الفلسطينية وهم كثر وأعدادهم هائلة. فهؤلاء بعد أن يقضوا في المنفردات أو المهاجع أكثر من أربع أو خمس سنوات، تعقد لهم مسرحية وهي عبارة عن محاكمة عرفية داخل المبنى ويستمعون فيها لأقوال المتهم ثم يأخذونه إلى سجن من سجون سوريا يبقى فيه إلى أن يشاء الله دون وقت محدد.


أول ما أدخلوني هناك بدأ التعذيب الشديد في مكاتب التحقيق بالطابق الرابع من البناية سألوني عن سبب مجيئي لسوريا فقلت لهم أنا تاجر وجئت للتسوق والبحث عن بضائع جديدة وطبعا هم كانوا يعرفون سبب مجيئي لأن (المنسق المزعوم) لم يكن سوى مخبراً يعمل معهم وقد ربط الاتصال بي بعدما اعتقلوا أحد الإخوة قبلي ووجدوا معه بريدي وكان يتصل بي على أنه من طرف الأخ وأن الأخير قد دخل العراق وهذا من قلة التجربة والإفراط في الثقة … عذبوني بشكل لا أستطيع وصفه حتى أغمي علي عدة مرات وركزوا ضربي على أذناي حتى قلت لهم أن بي كسر سابق في رقبتي لعلهم يتركون ضرب الأذن لكن المجرم كان يمسك برقبتي ويلويها بعنف متعمداً كسرها وإيلامي وكذلك رفعوني عار من الملابس وكبلوا يدي ورجلي إلى حديدة طويلة وشرعوا في جلدي بالسياط وصعقي بالكهرباء إلى أن اعترفت لهم بالحقيقة وأن سبب دخولي سوريا هو رغبتي في الانضمام للمجاهدين في العراق ثم بعد التحقيق أمروا بي إلى المنفردة.


وهناك سيبدأ عذاب من نوع وألوان مختلفة .فحين ينزلونك تحت الأرض للمنفردة يعطونك رقماً عوض الاسم وهناك كل شيء ممنوع : الكلام، الجهر بالصلاة، الدعاء وحتى تلاوة القرآن والوضوء ممنوع، يمكنك فقط التيمم وأخطر شيء هناك أن يسمعك تقرأ القرآن أو تدعو الله أو تناجيه . سيتهمونك بأنك تدعو عليهم ويخرجونك للتعذيب الشديد الفظيع والتعذيب هناك بالسياط والركل واللكم وكل الوسائل الممكنة والمتوفرة لديهم وحين يرون السوط لم يعد ينفع يعذبونك بألوان أخرى منها أن تضل واقفاً مكبل اليدين إلى الخلف ووجهك باتجاه الجدار لأزيد من 24 ساعة وحين تحاول الجلوس أو السقوط يجلدونك بالسوط وهناك شخص سوري رأيته أوقف 36 ساعة إلى أن انفجرت الدماء من قدميه
وأيضا التكبيل للخلف داخل الزنزانة ولكم أن تتخيلوا شخصاً يقيد لأزيد من أربعين يوماً في زنزانة انفرادية ولا يستطيع حتى حك جلده وطرد الحشرات والقمل عنه. وحين يسمعون الإخوة يتكلمون مثلا ولم يعترفوا على المتكلم يعذبون الجميع في الممر تعذيباً شديداً . هذا والله العظيم مجرد جزء يسير مما يحدث للإخوة هناك …والله المستعان .


أول مرة دخلت “الانفرادية” في اليوم الأول نادوا على رقمي للمرحاض خرجت بشكل عادي فإذا بالسجان يركلني ويقول باللهجة السورية ( على السارع يا كور) أي بسرعة يا كلب لم أكن أفهم شيئا حينها لأني جديد فبقيت على هذه الحال لأسبوع كل يوم ضرب وسب وإهانة حين الخروج للمرحاض إلى أن اكتشفت ما يجب علي فعله.


سؤال : ممكن تصف لنا هذا السجن ؟؟؟



عدد الزنازين الانفرادية ويسمونها المنفردات هو 38 منفردة طولها متران وعرضها متر ونصف , وعدد المهاجع 19 مهجع طول كل واحد منها تقريباً عشرة أمتار وعرضه متر ونصف وكل مهجع يضم ما بين أربعين وخمسين سجيناً ولكم أن تتخيلوا هذا العدد من الناس في مسافة بعرض متر ونصف وطول عشرة أمتار، إنه الجحيم الدنيوي بعينه وكل هذا في مكان تحت عمق الأرض ب5 أمتار.


الطابق الأول فيه غرف التحقيق ومكتب المدير المجرم ويكنونه ( أبو حمزة) وبه منفردات قضايا سياسية خاصة .


الثاني والثالث لم نعرف ماذا يجري فيهما. أما الرابع فهو المخصص للتحقيق في قضايا الإسلاميين يرأسه ضابط من أخبث من رأيت أو سمعت عنهم في حياتي وأظنه كبيرهم في هذا القسم لأنني لاحظت الحراسة المشددة على مكتبه والتبجيل الذي يكنونه له, والمعلومة الوحيدة التي عرفتها عن هذا المجرم هي أنه كان مسئولا عن تعذيب أهل السنة في المعتقلات اللبنانية ثم مساعده وله مكتب مجاور واسمه منير وهذا أيضا من كبار مجرميها بلغ به الإجرام أنه إذا رأى على الأسير قميصاً أو في قدمه حذاءًا من نوع جيد أمره بنزعه ولبسه أمامه وأرسله حاف أو عار إلى زنزانته وقد أخذ مني شخصياً حذائي وقال لي الأولى أن تمشي حافياً والاستهزاء من طبعه وعادته وسمعته يقول عن نقاب زوجاتنا أنه قمامة من الأزبال …


عدد المراحيض ستة و3 حمامات الخروج للمرحاض من السادسة صباحاً إلى السادسة مساء ماؤه جد بارد وللمرحاض هناك قصص وآلام ومعاناة لا أستطيع وصفها خاصة للمرضى المصابين بالإسهال أو السكري أو المعدة وغيرها من الأمراض التي يحتاج صاحبها التردد على المرحاض لمرات متعددة.


مدة المرحاض لا تتجاوز 30 ثانية وهذا يعود لمزاج الحارس وخبثه فما تكاد تنزع سراويلك حتى تسمع شتمه وسبه وأوامره لك بالخروج فهناك دخول المرحاض يصير عندك كابوساً حقيقياً تخطط له وتستعد وتتعوذ وتدعو أن يسلمك الله من السياط والجلد وأن توفق لقضاء حاجتك وملئ قارورتك من الماء …


وطريقة الخروج من المنفردة إلى المرحاض لها طقوسها الخاصة فعليك أن تخرج وأنت منحني على صفة الركوع ووجهك في الأرض لا تلتفت يميناً ولا شمالاً ولا تنطق ولو بكلمة أو حرف حين تسمع رقمك والأمر بانتهاء الثواني المخصصة للخلاء عليك أن تخرج يدك من نافذة المرحاض وتعود لمنفردتك كما غادرتها . أما إذا نودي عليك ولم تسمع رقمك كأن تكون نائماً مثلا فإنك ستأخذ من السياط لمدة أسبوع كامل عند كل ذهاب وعودة للخلاء وكل مجرم من المجرمين حين ينهي دوامه يوصي بك من يتسلم الدور والسوط من بعده تظل على هذه الحال على مدار الأسبوع إلى أن يرجع الدور للمجرم الأول الذي وقع المشكل معه في فترة دوامه .


بالنسبة للحمام فهو الآخر حسب مزاج السجان مرة في الشهرين أو الشهر ومدته أيضا بمزاجه , وفي أحسن مزاج وأحسن حال فهي لا تتعدى 5 دقائق تقضي فيها حاجتك البيولوجية وتغسل فيها جسدك الوسخ . ومفروض عليك أن تخرج للحمام من منفردتك بلباس داخلي فقط كي يفتشها المساعد ويسرق ملابسك ودوائك وكل شيء. أذكر أنه في يوم من الأيام نادى المجرم على السجين ليخرج من الخلاء وكان قد دخل لتوه وهو سجين جديد فرد على السجان : مهلا هل تظنني سأبيت هنا سأطلع حين أنتهي من قضاء حاجتي. وأقسم بالله أنني رأيت السجان من شق الباب يفرك يديه فرحا وسعادة من رد السجين لأنه وجد طريقا لتعذيبه كما يشاء. وهو ما كان, فقد تفننوا في تعذيبه بل وجعلوه يبيت ليلته في المرحاض عار من الثياب.


أما ما حدث معي شخصياً في موضوع المرحاض هذا فبعد مرور 4 أشهر على دخولي ذلك المكان كاد القمل والوسخ والعفن أن يقتلني وكنت لا أنام الليل من شدة الحك والألم حتى تورم جسدي وكلما حككت جلدي نزعت يدي والدماء تغطي أظافري فقررت في يوم من الأيام أن أستغل دوري لقضاء حاجتي وأستحم في المرحاض وليكن ما يكون. وهو ما كان دخلت وبدأت أغسل رأسي من القمل ونصف جسمي الأعلى فناداني المجرم للخروج فقلت له أنني جد متسخ وأحتاج فقط دقيقة لأغسل بعض القمل حينها جن جنونه وشرع يصرخ ويلعن ويسب, وحينها خرجت . فقال لي غسلت وسخك ؟؟


أجبته نعم شيئا ما فقط . فأمرني بالتمرغ عاريا في ماء معقد معلك أسود اللون رائحته لا تطاق أبدا وشكله مثل العسل ينزل ويتسرب من أسفل سلال الأزبال المتراكمة في زاوية من زوايا المراحيض . امتنعت في البداية ورفضت الأوامر وعندها نادى أصحابه فانهالوا علي جميعا بالكرابيج وأنا عار الجسد إلى أن امتثلت وتمرغت على بطني وظهري كما أمروا, ثم نهضت حاملا قنينة الماء الذي أشربه فأفسحوا لي الطريق هاربين من رائحة جسدي وحين دخولي المنفردة غسلت أعلى جسمي بقنينة الشرب وبقيت أتكبد عناء العطش مدة 24 ساعة وطبعا هذا المجرم أخبر من يليه في الدوام وكنت أعذب عند كل خروج ورجوع من الخلاء مدة أسبوع …


لكن سبحان الله رغم هذا فإن تلك الثواني المعدودة كانت فيها رحمة من الله لعباده ففيها يتبادل الإخوة الملابس وبعض حبوب الدواء والحاجات البسيطة التي تعتبر هناك شيئا ذا قيمة كبيرة ,لأن المراحيض مفتوحة من فوق لا سقف لها ولا يفصلك عن أخيك في جانبك إلا جدار….ولا يمر يوم دون جلد الإخوة وتعذيبهم حين الذهاب بهم أو العودة للمرحاض حتى أن البعض كانوا حين المناداة عليهم برقمهم يمتنعون عن الخروج بدعوى أن ليس لهم رغبة مع أنهم يتقطعون من الألم والحاجة إلى التبول أو التبرز أكرمكم الله….


سؤال : وماذا عن المهاجع ؟؟؟


المهاجع كما ذكرت لكم آنفا هي غرف جماعية طولها عشرة أمتار وتتسع فقط لعشرين شخصاً لكنهم يحشرون فيها حتى الخمسين وفيها مرحاض واحد بداخلها لا يتوقف 24 على 24 ساعة لكثرة النزلاء وقانونهم هو منع الكلام ومنع رفع الصوت حتى بتلاوة القرآن أو الصلاة والدعاء كذلك ممنوع , وفي إحدى الليالي سمعناهم يعذبون أحد الإخوة في ثلث الليل الأخير ويقولون له من الذي كان يقوم معك الليل؟؟؟


أما طعامهم هناك فهو لا يكفي حتى عشرة من الناس يجوعونهم عمداً حتى يضطرونهم للشراء من مدخراتهم في الأمانات وهذه تعتبر فرصة للسجانين للنهب والسرقة فأنت توقع على ورقة مشترياتك ولا تعرف على ماذا توقع حتى ينفذ المال في رمشة عين وهناك بالمهاجع دعاء السجناء هو أن يأتي من عنده مبلغ محترم من المال حتى يقتاتون شيئا فأول ما يسألك عنه السجناء هو هل معك مال في الأمانات؟؟ أما طريقة نومهم فهي بالدور, يصطف البعض منهم على جنب واحد دون حراك أو تقلب ويقف الثلث الباقي فلما تنتهي المدة ينام من كانوا واقفين, مثل صلاة الخوف ويمكننا تسمية القياس عليه وتسميته بنوم الخوف وهو كذلك بل أشد.


أما الفراش فبطانية واحدة على الأرض دون غطاء بل بعضهم ليس معه بطانية أصلاً ومنهم من انتهى التحقيق معهم منذ عامين وأزيد ولم يحالوا على المحاكم ولا على السجون فاضطروا مرة لخوض إضراب عن الطعام لم يتجاوز 12 ساعة حتى ذاقوا كل أشكال العذاب ما اضطرهم لفك الإضراب والتوقف عنه .


وهذا التعذيب تم برئاسة المجرم كبير الجلادين واسمه سليمان وهو رقم 1 في التعذيب وهذا المجرم نصيري الديانة عمره حوالي 36 سنة وطوله حوالي186 بشرته بيضاء.


بالنسبة للتنظيف هناك في “فرع فلسطين” فالمكلف به هم السجناء من الجنود السوريين أصحاب المخالفات ينظفون المبنى كاملا في ظرف وجيز والضرب والركل على ظهورهم والسب والشتم عدا المنفردات والمهاجع فنزلاؤها هم من يتكلفون بتنظيفها بقليل من الماء فقط لا صابون ولا أي مواد أخرى للتنظيف .


وأنا أول ما أدخلوني المنفردة الشخصية وجدت فيها ثلاث بطانيات أظنها من عهد الحرب العالمية الأولى ثقيلة بالقمل والعفن والأرض كذلك معفنة والسقف تعشعش فيه الحشرات بأنواعها أما الباب فمغطى بالصراصير ففزعت من هول المكان ووحشته وتساءلت طويلا هل سبق لأحد أن سكن هذا المكان؟؟ ثم علمت فيما بعد أنها كانت تسكن من طرف سجين ضل مكبل اليدين لمدة جد طويلة . حاولت طويلا تنظيف المكان مستغلا قنينتي الماء والتبول لكن بلا فائدة .


سؤال : وماذا عن السجانين ومعاملتهم للسجناء ؟؟؟


عدد مجموعات السجانين ثلاثة، كل مجموعة تتكون من خمسة أفراد اثنين للمنفردات وثلاثة للمهاجع. هؤلاء القوم لعنة الله عليهم مهما تفننت واجتهدت في انتقاء العبارات لوصف إجرامهم وخبثهم وكفرهم فلن أوفي ولن أوفق. وأذكر منهم :
المسمى رمضان : نلقبه بالضفدع من مدينة حماه ديانته (سني) وهذا يطلقه الإخوة على المنتسبين زوراً لأهل السنة عمره حوالي 40 سنة طوله تقريبا 180سنتم بنيته قوية لون بشرته أبيض مع احمرار وجهه حين غضبه وعيناه خضراوان بلون الزيتون صوته خشن لا تكاد تعرف ما يقوله .


المسمى هاني : يلقبونه (جويعه) لأنه كان ينقص لنا كمية الطعام رغم قلته. طوله حوالي 184 سنتم بنيته كذلك قوية لون عينيه بني كثير الحركة مثل القرد وهو جديد في وظيفته هوايته المفضلة صفع الإخوة على وجوههم وآذانهم ويجتهد الخبيث في كشف وتوريط الإخوة ليبلغ أسياده كي ينال قربهم ورضاهم .


أبو سليم : دينه نصيري ( قرد) قصير حوالي 160 سنتم 37 سنه لونه أشقر من صفاته أنه يحب التعذيب والاستهزاء بشكل كبير ويتلذذ بهذا مع السجين مهما كان مستواه العلمي والثقافي والاجتماعي خاصة المثقفين تجده يتفنن في التنكيل بهم وينادي المهندس بالحمار والدكتور بالكلب وهكذا.. وهذا الخبيث يحسب نفسه شيئا وأنه أبو المعارف يعرف كل شيء ويفهم في كل شيء وهو في الحقيقة أجهل من حمار أبي جهل لا يعرف ولا يفقه شيئا ومن جرائمه سرقة دواء الإخوة المرضى ومن قصصه أن أخاً مصاباً بعدة أمراض منها السكري والقلب وغيرهما كان يأخذ دواءً متنوعاً وكثيراً حين لمح هذا المجرم علب الأدوية قال للأخ ساخراً : عندك صيدلية فشرع يسأله عن كل دواء وما يصلح له وهذا الأخ كان يحقن الأنسولين فرأى المجرم الطريقة التي يحقن بها الأخ نفسه. قال له هذه الطريقة بطيئة وتأخرنا يا حمار, من علمك إياها ؟؟ قال الأخ : إنه الطبيب . فأجابه إنه حمار مثلك وفي الغد سرق له نصف الدواء.


ومنها أيضا أنه مرة أراد أن يسرقنا بالجملة فجاء بخطة قال لنا سأسمح لكم بالحمام لخمس دقائق واشترط علينا أن نخرج عراة إلا من التبان الداخلي فقط وأن لا نحمل معنا شيئا سوى الصابونة وقنينة الماء وهذه كانت منه خطة ليفتش كل شيء ويسرق كل ما يجد لكن بعض الإخوة فطنوا لخطته وخرجوا بالمأزر يخبئون تحته دواءهم وأغراضهم القليلة فلم يسلموا من الجلد والضرب بقسوة بالغة من المجرم وحين رجوعنا للزنزانة وجدنا الملابس والفراش مبعثر ووجدت أن المجرم قد سرق سروالي .


لمن المشتكى ولمن الملجأ ومع من نتكلم هناك . ليس لنا سوى الله والتوسل إليه ورفع أكف الدعاء له …
ومرارا هذا المجرم كان يأمرنا أن نخرج في وضع ركوع من زنازيننا حتى المرحاض وهو يسخر ويضحك ويستهزئ وحسبنا الله ونعم الوكيل.


صادق : 37 سنة طوله 180 سنتم بنيته قوية لكن أصابه الله بمرض الربو وهو مجرم حقود لا يرحم على أقل وأتفه شيء يعذب الأخ ينقص من وقت المرحاض ويتجسس على الشباب وهم في زنازينهم وهو حافي القدمين حتى لا تسمع خشخشة نعله خصوصا إذا سمع الأخ يدعو الله ويذكره ولو في أنفاسه همساً فيخرجه ويقول له أنت تدعو علينا ويجلده ويضربه بطريقة لا تتصور والمجرم من هواياته التي يكثر منها البصق على وجوه الشباب بدون أي ذنب. مرة أحد الإخوة خرج من المرحاض فرأى قطعة خبز مرمية فأماطها فقال له المجرم أنتم تسفكون الدماء وتميطون الخبز عن الطريق. لم يرد عليه الأخ لكنه لم يسلم من الجلد والتعذيب. ومن خصائصه أنه حين يأتي أخ جديد لا يعرف كيف يتصرف ويكون بطيء الحركة من التعذيب والصدمة يعذبه المجرم ويقول له يجب عليك أن تستيقظ فيأمره أن يستحم بقنينة الماء دون خلع ملابسه ويدخل زنزانته على تلك الحالة في أيام شديدة البرد.


أبو سمراء :40 عام تقريبا طوله 156 سنتم بدين الجسم أحمر اللون هذا المجرم يريد فقط أن يمر دوامه بسلام و دون مشاكل وهذه نعمة من الله على الإخوة فهم يتنفسون الصعداء عند حضوره وصديقه في الدوام أبو محمد شأنه شأن أبو سمراء لا يفترقان عقلية واحدة تفكير واحد حتى العمر والطول والشكل..


سؤال : ذكرت حالات مرضية هل يمكن أن تحدثنا عن بعضها بشيء من التفصيل وعن العلاج والتطبيب هناك في فرع فلسطين؟؟؟


بالنسبة لهذا الأمر فإنني سأتحدث عن نفسي أولا فأذني لحد الساعة لا أسمع بها من كثرة الصفع عليها وحدث فيها تعفن خطير ولست الوحيد من يعاني هذا فكل السجناء هناك يعانون من تعفن الأذن الذي يسبب آلاماً فظيعة في كل الرأس ويحرم من النوم وسأحكي فقط عن الممر الذي كنت أنزل فيه وهو يتكون من ست منفردات من بين 48 منفردة .


في إحدى المنفردات كان طالب علم سوري من أبناء مدينة اللاذقية السورية والذي على جانبي الآخر هو أخ من قادة المجاهدين في مدينة الموصل اسمه أبو محمد الزوبيلي كل الشباب هناك مصابون بالحساسية الجلدية (الجرب) وشقيقة الرأس بسبب كثرة الصراخ الذي لا يتوقف هناك ليل نهار وبسبب الوحشية والهمجية وكذلك من الأرق والإرهاق وتعفن جراح التعذيب وأوجاع الأسنان وآلام المعدة لسوء التغدية والأمعاء واللوزتين والعنق وأمراض الصدر الخطيرة والزكام المستمر فلا يخلو يوم ولا ساعة ولا لحظة من الأنين والألم .
أما القمل هناك فلا أستطيع وصفه ووصف المعاناة بسببه فهذه الحشرة الصغيرة لم أعرف حقيقتها إلا هناك فوالله إن البطانية يزيد وزنها ويتضاعف من كثرة القمل الساكن فيها وكنت أعري ساقي وأكشط بأظافري وفي كل كشطة أنزع 15 حتى 20 قملة وقد غزا جسدي ومص دمي وكاد يصيبني بالجنون وفي إحدى الليالي كنت أصرخ بأعلى صوتي من الألم وشدة الحك بسبب الحساسية الجلدية التي تسبب لي فيها ولا من ينقذ أو يجيب فقد فتحوا البوابة وأخرجوني للتعذيب حتى لا أنادي وأصرخ مرة أخرى وكلما طالبت العلاج سخروا وقالوا لي هذا عادي ليس بك شيء غدا ستكون في أحسن حال ولم أتوصل طيلة الشهور التي بقيت هناك ولو بحبة دواء أسبرين كان أحد جيران زنزانتي كنيته أبو محمد فلسطيني الأصل وأمه سورية يقطن مع أهله في مدينة دمشق تهمته المشاركة في عملية تفجير هذا السجن الخبيث “فرع فلسطين” التي حدثت سنة 2008 وشقيقه هو البطل المجاهد أبو صالح استشهد في بلاد الرافدين سنة 2007 بعدما أرق الأمريكان وكلابهم . هذا الأخ لا يتوقفون عن تعذيبه ما نزل عليه من العذاب لو نزل على جبل لهده وزنزانته الانفرادية تقع في أول الممر وهو أول واحد يتعرض منا للخطر لأنه يكون في الحراسة عندما نريد أن نكلم بعضنا البعض وبسبب التعذيب الفظيع فإن هذا الأخ قد أصيب بعدة أمراض مستعصية وخطيرة مرة في أيام البرد الشديد اكتشفه المجرم المسمى رمضان وهو يسمع سورة قرآنية من جاره ليحفظها ( وهذه هي طريقة الحفظ هناك إضافة لما هو مكتوب على الجدران من كتاب الله) فما أن يأتوا بأخ جديد وتسمح الظروف حتى يسارع الإخوة لسؤاله عما يحفظه من القرآن حتى نأخذه منه سماعا فتسمع الأخ من آخر الممر ينادي بصوت هامس يا إخوة اسألوه هل يحفظ سورة كذا اسألوه عن سورة كذا وكذا ؟؟؟ هذا الأخ الفلسطيني بعدما كشفه المجرم هو وصديقه كانت الساعة الثانية بعد الزوال تقريبا فتركهما حتى منتصف الليل ثم أخرجهما عراة بدون ملابس والبرد جد قارس حينها إلى الحمام وشرع يصب عليهما الماء المثلج ويجلدهما بالكرباج حتى كادت أطرافهم تتجمد من البرد وعند عودتهما إلى الزنزانة لم يستطع الأخ الثاني أن يتوقف عن البكاء فأمره المجرم بالسكوت فلم يستطع فأخذ ملابسه فبللها بالماء ثم رماها إليه وأغلق عليه باب الزنزانة كأن شيئا لم يقع والأخ الفلسطيني رغم شجاعته وصلابته وثباته فقد أصيب بسبب التعذيب بعدة أمراض منها الربو الذي يخنقه حتى تكاد أنفاسه تنقطع ولا من يهتم لحاله بل يسخرون منه ويقولون عنه أنه يمثل فقط حتى سمعنا اختناقه وآلامه في ليلة من الليالي فلا ندري أين أخذوه وهل فارق الحياة أم ماذا جرى له ؟؟؟ نفس الشيء مع صديقه وهو رجل كبير السن ونحيف الجسم كنا نقول بعد كل ليلة لا ننام بسبب أنينه وعذابه بسبب آلام قرحة المعدة أنها آخر ليلة له في هذه الحياة لكن لا من يهتم له. الطبيب المجرم السارق عندهم له حقيبة فيها بعض المسكنات الرخيصة ولا يعطيها إلا لمن تجاوز الأربع والخمس سنوات في ذلك المكان .


كل السجناء يعانون الأمراض هناك وآثار ذلك رأيتها حين ترحيلي ففي مطار دولة عربية توقفت بها الطائرة للتغيير (ترانزيت) لم أعد أتحمل الوقوف من تعب السفر فقدموا لي بعض الإسعافات الأولية حين ذاك عرفت أن وزني قد أصبح 49 بعدما كان 76 كيلو غرام فذهل الجميع من هذا الأمر حتى سمعت مسئولا أمنياً في هذا المطار يقول لصاحبه هؤلاء النصيرية كلاب وأنجس من اليهود بعدما علم من أين قدمت . الإنسان يموت هناك كالحشرة لا يساوي شيئا .ولا حول ولا قوة إلا بالله .


المجرم هاني : لا يرتاح ويشغل باله ووقته في توريط الإخوة واكتشاف طرق جديدة لتعذيبهم والتضييق عليهم أكثر ومن خبثه أنه إذا سمع سجينان يتكلمان يعذبهما وجيرانهما لأنهم لم يبلغوا عنهم حتى الذي كان نائم ساعتها يعذبه . وكذلك ما يختص به هذا المجرم هو أنه يوزع الفطور في منتصف الليل وهو الوحيد الذي يفعل هذا الأمر فحين يكون الإخوة في نوم وسبات يشرع في السب والصراخ لتوزيع الطعام وإفزاعهم وإيقاظهم من النوم .وفي الصباح لا تأخذ شيئا حتى الساعة الثانية بعد الظهر وهي وجبة الغداء.


المجرم : أسعد هو نائب المدير وأحيانا يقوم بدور السجان هذا هو الذي عذبني في الأسبوع الأول حين رفضت إخباره عمن كان يتكلم مع صاحبه من جيراني . عمره 42 سنة وطوله 180 سنتم دينه نصيري ( قرد) بدين الجسم خفيف الشعر من الأمام.


المجرم : حسين رئيس مجموعة سجانين ، 20 سنة عمل وتعذيب للموحدين عمره 48 تقريبا بدين الجسم قصير القامة أصلع الشعر صوته خشن , هذا المجرم لا يفارقه السوط كأنه مغروس في يده ملتصق بها لا ينزعه أبدا .


المجرم علي: عمره حوالي 32 سنة وطوله 176 دينه سنتم نصيري (قرد) قوي البنية هوايته تشديد المراقبة عند المرحاض وتعذيب الشباب هناك . أسنانه متضررة بشكل كبير بسبب التدخين يضرب ويسب دين الإخوة عند المرحاض بدون سبب , وأذكر أنه عذب أخا حتى كاد يموت بسبب إضرابه عن الأكل.


سؤال : ما نوعية الطعام هناك ؟؟؟


الجواب : حين اعتقلوني لم أذق الطعام لمدة ثلاثة أيام وطريقته هي كالتالي : في الصباح يوزعون كأس صغير ليس له من الشاي إلا الاسم فقط وخمس حبات زيتون طعمه شديد المرارة وملعقة صغيرة من المربى يصيح المجرم بسخرية ( خرج كوبك تأخذ لحسه) وببيضة في الأسبوع وثلاث رغائف رقيقة كل 24 ساعة حين تتركها لمدة خمس دقائق فقط تصبح مثل صفيحة قصدير، أما وجبة الغداء فهي حبة بطاطس واحدة صغيرة وحبة طماطم صغيرة وكوب صغير من البرغل هذا هو نظام التغذية هناك وكما سبق وقلت: كل الأسرى هناك وبدون مبالغة ، وأؤكد الكل مصاب بأمراض المعدة والأمعاء المختلفة.


سؤال : ما هي الجنسيات المتواجدة هناك ؟؟؟


تجتمع في “فرع فلسطين” كل الجنسيات العربية وغيرها وخاصة الفلسطينية لأن الفلسطيني على الخصوص لا أحد يطالب به لا حكومة عباس ولا حكومة هنية، فالفلسطينيون يبقون هناك إلى أن يشاء الله ومنهم من زال موجوداً هناك منذ 5 سنوات وكذلك الحال من قبل مع اللبنانيين والسعوديين فمنهم من لم يتمكن من إخبار سفارة بلاده أو أسرته إلا عن طريق سجين مسفر أو حارس برشوة كبيرة، وإلا فسيظل هناك ولا يسأل عنه أحد كالإخوة العراقيين والأفغان والفلسطينيين طبعاً. وكذلك هناك إخوة مهاجرون من الأردن واليمن وتونس والمغرب والجزائر ومصر والسودان وغيرها من البلاد الأخرى .


سؤال : أذكر لنا قصصا بقيت عالقة في ذاكرتك ولن تنساها؟؟؟


كثيرة والله ومما يحضرني الآن قصة شخص فلسطيني ينتمي للحركة الشعبية لتحرير فلسطين لم نعرف مخالفته ماهي . ألقوه في الانفرادية ولضعف إيمانه أول يوم بدأ ينشد الأشعار والأناشيد العلمانية ويتغنى بحركته وثورتها واسترجاع القدس وغير ذلك … بعد أيام صار يصرخ ويستغيث بالمخلوق من قادة فصيله وينادي بأسمائهم ضل هكذا ونحن ننصحه ونحاول التخفيف عنه حتى صار يصيح بالعامية اللهجة الشامية ( حطخ خرجوني من هون حطخ … حطخ ….) يعني سأجن سأجن كان يصيح هكذا ليل نهار لأزيد من شهر حتى جن جنونه وأخرجوه وملابسه قذرة تمتلئ بالبراز والبول ورائحته جد منتنة ولا ندري أين أخذوه بعدها .


ومرة أخذوني للتحقيق وسمعت صوت امرأة تبكي وتنتحب وتصيح أخرجوني من هنا أخرجوني ويجيبها المحقق ستخرجين بعد أسبوعين اسكتي وهو يسبها وعلمت أن هناك نساء ينجبن أي يضعن مواليدهن في الزنازين وأزواجهن معهن في نفس السجن ولا يسمح لهم برؤية أولادهم. فهنا حين يتهم الشخص يعتقلون كامل أسرته . وقد حكي أن أخاً قد اعتقلت زوجته معه وأنجبت هناك بعد شهر من أسرهما ولم يسمحوا له برؤية ابنه حتى كان يصرخ ويذكر قصص كفار قريش وكيف كانوا يتعاملون مع الأسير والنساء والأطفال وكان بجواره جاسوس يكتب على الجدار كل ما يتلفظ به الأخ ولما سمع المحقق بهذا الأمر سمحوا له برؤية ابنه في مكتب المحقق لدقائق فقط مع العلم أن هذا السجن لا توجد فيه موظفات، فكل الموظفين ذكور.


وكذلك بلغني هناك أن الشيخ أبو مصعب السوري – فك الله أسره – قد مرَّ من هناك بعدما سلمته أمريكا للنصيريين وهذا بعد عناء طويل وتنقل مستمر في السجون السرية الأمريكية وقد بقي هناك إلى أن جاءت قضية فتح الإسلام وبعد اعتقال الشيخ شاكر العبسي –فك الله أسره – وقيام الإخوة بعملية استشهادية على هذا السجن تم ترحيل الشيخين لمكان مجهول وهناك قادة ومشايخ آخرون لا أذكر أسماءهم في سجون النصيرية.


وهناك أخ شاب مرة جاؤوا به وكنا نناديه ولا يسمعنا لأنهم أخذوه بعد اعتقاله لغرفة مظلمة وعذبوه عذابا فظيعا حتى سال الدم من أذنيه وثقبت طبلتها وحين أدخلوه المنفردة لم يكن يعرف الشهر ولا اليوم هذا ولا حتى أوقات الصلاة من شدة العذاب وجسده وملابسه ممتلئة بالبول والغائط وعمر هذا الشاب لا يتجاوز العشرين سنة وكانت تهمته هي الانتماء لفتح الإسلام وقد جلدوه حتى تمزق جلد ظهره ونزف دماً وأيضا أرغم على الوقوف 32 ساعة حتى انفجرت قدماه دماً ونزعت أظافرها وبقي المسكين لأسابيع مقيد اليدين للخلف ومغمض العينين وكل يوم يذوق فيه العذاب ولا أدري هل مات أم لا يزال على قيد الحياة.


وهناك أيضا شاب أفغاني عمره 19سنة اعتقلوه وهو في طريقه للعراق لنصرة إخوانه ومنذ 2005 وهو هناك في عزلة انفرادية وسبحان الله هذا الأخ ثباته غريب ونادر فهو لا يعرف من اللغة العربية سوى كلمتين اثنين : “إن الفرج قريب” وكلما حاولنا التواصل معه لا يعرف إجابة سوى هاتين الكلمتين وثباته وتحمله ما شاء الله نسأل الله أن يعجل فرجه, وقد حولوه مرة للمهجع وهي أمنية كل أسير في الانفرادية هناك على ما فيها من زحام وعذاب لكنه يهون أمام الانفرادي لكنه طالب الرجوع للعزلة وسط ذهول واستغراب الجميع وهذا بسبب بعض المنكرات الموجودة في المهاجع لأنها تضم كل القضايا كالتدخين والكلام القبيح وغيره ….


السائل : هل من كلمة أخيرة قبل ختم هذا الحوار؟؟؟


كلمتي للمسلمين في كل مكان عامة ولعلمائهم ومجاهديهم طليعة الأمة بصفة خاصة . هذه رسالة من إخوانكم في سجون النصيرية كُلفت أمانة تبليغها لكم، فانظروا ما أنتم فاعلون



اللهم هل بلغت … اللهم فاشهد
اللهم هل بلغت …اللهم فاشهد
اللهم هل بلغت… اللهم فاشهد




مناقشة هادئة مع من بيده الملفات الخاصة مجموعة أطلس إسني نموذجا ؟؟؟؟ الجزء الأول بقلم زكرياء بوغرارة

مناقشة هادئة مع من بيده الملفات الخاصة

مجموعة أطلس إسني نموذجا

28 سنة سجنا … الى أين ؟؟؟؟

الجزء الأول

بقلم زكرياء بوغرارة

+++++++++++++

لاتزال ملفات مجموعة معتقلي أطلس أسني معلّقة منذ عقود.. وكان جديرا بمن يهمهم الأمر على الأقل حلحلت الملفات بإخراج المعتقلين من ظلمات الإعدامات والمؤبدات عقب وفاة الحسن الثاني … إذ تحسب هذه الملفات على مرحلة حكمه التي شهدت الكثير من الإعتقالات والسجون والمعتقلات سرية وعلانية لم يجد بعد انكشاف هول إنتهاكاتها غضاضة في تدشين منعطف العفو عن معظمهم سنوات قبل رحيله سواء بفعل الضغط الحقوفي الذي لاحق مرحلة ما سمي بسنوات الجمر والرصاص أو افتضاح المعتقلات السرية التي كانت رائجة في عهده..

لكن شيئا من هذا لم يحدث وتم إستثناء هذه المجموعة المعروفة إعلاميا من أي عفو .. أسوة بالملفات المماثلة لهم التي شمل عناصرها العفو على دفعات وفترات…

منعطفات ومحطات

عام 1999 وعند وفاة الحسن الثاني ومع بداية العهد الجديد تم اصدار عفو عن عدد من المعتقلين الإسلاميين ممن تم إستثناؤهم في عفو 1994م

وكان من ضمنهم بعض من ذوي المحكوميات بالاعدام

وظل الاستثناء … معمولا به إذ تم الإبقاء على مجموعات أخرى في السجون….

عام 2004م ومع انطلاق -ماسمي حينها- بالإنصاف والمصالحة تم اطلاق سراح معظم من تم استثناؤهم عامي 94 و99 من المعتقلين الإسلاميين و بقي الاستثناء شاملا لمجموعة معتقلي العدل والإحسان ومجموعة اطلس اسني الأقدم على الإطلاق في السجون المغربية

وفتحت أبواب السجون لمن تبقى من المجموعات الإسلامية ومجموعة حسن إغيري { التيار الرسالي}

وظل بعض معتقلي حركة المجاهدين -لايتجاوز- عددهم وقتها الاثنين او الثلاثة .. من بينهم الأخ عبد الوهاب النابت الذي خرج من السجن تقريبا بعد إتمام مدة محكوميته…..بعد أن قضى 18 سنة من أصل 20سنة

الواجهة الجديدة

مع بداية فتح السجون لاستقبال التيار السلفي الجهادي عقب تفجيرات الدار البيضاء 2003م تم إغلاق ملف مجموعة أطلس إسني تماما وأعيد ترحيلهم من عزلتهم في سجن سلا إلى حي الإعدام بالسجن المركزي القنيطرة

وبعد أن فتح باب العفو لمعتقلي السلفية الجهادية من العام 2005م الى مشارف العام الحالي … لم يستفد معتقلو مجموعة اطلس إسني إلا في عفو جزئي أنهى محكوميات الإعدام ليظل حالهم كما هو في متاهة السجن التي لا يكاد يبين له أفق محدد أو نهاية محتملة …..

إنها الحقيقة وليست مبالغة فمما لاشك فيه أن المعتقلين رضوان حمادي وسعيد إستيفان أيت يدر من مجموعة أطلس أسني هما الآن الأقدم على الإطلاق ضمن المعتقلين الإسلاميين والسياسيين في المغرب..

وهما أيضا الأكثر حظا في التعذيب الذي طالهما أثناء مرحلة الاعتقال والاستنطاق في أجواء مشحونة للغاية العام 1994م يكفي التأمل في الصور المنشورة لهما في تلك المرحلة للوقوف على ذلم و لإدراك مدى ما أصابهما من التعذيب الرهيب …

ثم في مرحلة السجن نالهما الحظ الأوفر والأكبر والأقسى على الإطلاق من العنت والتعذيب المادي والجسدي والعزل والتغريب وانعدام الزيارة والإنقطاع عن الأهل ….

غربة في المكان واللسان

وقد ظلا في السجون 28 سنة دونما غطاء حقوقي يواكب معاناتهما سواء من المنظمات الحقوقية في الداخل أوالخارج علمانية وإسلامية…

انتهاكات

بعيد إعتقالهما ومحاكمتهما في ظروف الاستثناء في التسعينيات من القرن الماضي تم ترحيلهما معا إلى السجن المركزي القنيطرة ولحي الإعدام على وجه التحديد بينما كان المعتقلون الإسلاميون في حي -دال- بالسجن المركزي القنيطرة الشاسع والقليل العدد اذ كان يتواجد فيه أقل من عشرين معتقلا

ولعدم إلحاقهما بمهاجع المعتقلين الإسلاميين قصص وغصص واعتبارات واصطفافات وحسابات

وقد ظلا سنوات يخوضان إضرابات طاحنة من اجل تحقيق مطلب الالحاق بمهاجع المعتقلين الإسلاميين بلا جدوى

أما غربة اللسان فهما لايتقنان العربية ولغتهمات الحوارية هي الفرنسية – ففي فرنسا كانت الولادة والنشأة- وازادهما البعد عن الاهل انقطاعهما بالعالم خارج السجن كان من نتائجه تراكم غبار النسيان على قضيتهم مافتئ أن تحول غبار النسيان إلى كثبان من رمال انهالت عليهما معا فدفنتهما وهما احياء…..

رحم الله القائل عن مثل حالهما في عتمات السجون

خَرَجنا مِنَ الدُنيا وَنَحنُ مِنَ اَهلِها

خَرَجنا مِنَ الدُنيا وَنَحنُ مِنَ اَهلِها

فَلَسنا مِنَ الأَمواتِ فيها وَلا الأَحيا

إِذا دَخَلَ السَجّانُ يَوماً لِحاجَةٍ

عَجِبنا وَقُلنا جاءَ هَذا مِنَ الدُنيا

وَنَفرَحُ بِالرُؤيا فَجُلُّ حَديثِنا

إِذا نَحنُ أَصبَحنا الحَديثُ عَنِ الرُؤيا

فَإِن حَسُنَت كانَت بَطيئاً مَجيئُها

وَإِن قَبُحَت لَم تَنتَظِر وَأَتَت سَعيا

محطات سجنية

بعد سنتين تقريبا من مكوثهما في حي الاعدم بالسجن المركزي تم إختلاق حادثة نشرت الصحف في التسعينيات من القرن الماضي بعض شذراتها التي كانت تبدو أوهن وأهون من بيت العنكبوت ومفادها أنهما حاولا القيام بعملية فرار من السجن المركزي العتيد ولحسابات سجنية تم ترحيلهما معا إلى السجن المحلي الزاكي بسلا في عزلة دامت قرابة 14 سنة حسب ما ما تسرب عنهما … وقتذاك

عزلة شاملة كاملة لأزيد من عقد لم ترفع إلا بعد سنوات من اعتقالات 16ماي ..2003م اضطرت فيها إدارة السجون لفك زنار الحصار والعزل عنهما واعادتهما سويا لحي الإعدام بالسجن المركزي القنيطرة …..

ولم يختلف الوضع في شيء الا في أسماء الأمكنة .. اما العزل فظلت جداراته عالية هائلة في الضخامة

يتبع ….

بدايات أدب السجون تحت أعواد المشانق..يوليوس فوتشيك

رائد الحواري
يعتبر هذا الكتاب من أوائل الأعمال الأدبية الإنسانية التي تحدثت عن الاعتقال السياسي عالميا، وقد أخذ في الانتشار عندما عملت الأحزاب الشيوعية العربية والعالمية على تدريسه لأعضائها، وبدون شك أنه كتاب يستحق التوقف عنده، لما فيه من مواقف إنسانية قبل أن تكون حزبية، ومن هنا تكمن أهمية الكتاب، فهو يتجاوز مكان الأحداث جمهورية التشيك ليصل إلى كل إنسان يواجه ويحارب الاحتلال والحرب والقهر.

هناك هدف لأي الكتاب وهدف كتاب “تحت أعواد المشانق” يتمثل في هذه المسألة: ” أريد أن يعرف كل الناس أن ليس هناك أبطلا مجهولين قد صنعوا التاريخ، كانوا بشرا، لهم اسماء ووجوه، ورغبات وآمال، … أريد ان يكون كل هؤلاء قريبين منكم دائما كأناس عرفتموهم جيدا، كأعضاء في أسرتكم، كأنهم أنتم ذاتكم” ص55، تأكيد رائع على إنسانية الشهداء الذي قدموا حياتهم في سبيل حريتنا نحن، في سبيل خلاصنا من ظلم المحتل، وعندما نقوم بهذا الوفاء فأن مردوده/انعكاسه يكون لنا نحن قبل أن يكون للشهداء، لأننا من خلال هذا الوفاء نؤكد على تواصلنا الوطني والقومي والإنساني.
في حالة الاحتلال يفقد العدو كل القيم الإنسانية ويتعامل مع الشعب الخاضع له بل صلافة وعنجهية، فيعمل على اعتقال للأشخاص الوطنيين غير المتفقين معه، من هنا يطال هذا الاعتقال المقاومة الوطنية والسياسية لقوات الاحتلال، فيتم اعتقال كل من لا يكون/يدعم القوات المحتلة، من هنا سيطال أي معارض أو غير متفق مع نهج القوات الغازية، يلخص لنا “يوليوس فوتشيك” عقلية القوات المحتلة بهذه العبارة: “إذا كان العدو قويا ومتوحشا فهو لا يجيد سوى التدمير” ص73، وكأن الكاتب من خلال هذه الفقرة يريدنا أن لا نتوقع من المحتل سوى الخراب والتدمير والقتل، من هنا علينا مواجهته، فلا سبيل للعيش معه أو تحت حرابه.
من المشاهد الإنسانية التي تجعل الكتاب عالمي هذا الموقف: “وحدها زوجتي لم تعرف عني شيئا، كانت وحيدة في زنزانة في الطابق الأسفل، على بعد ثلاث أو أربع زنزانات مني، تعيش فريسة القلق واليأس” ص34، تأكيد من الكاتب على العلاقة الإنسانية التي تجمعه بزوجته، فهو يحمل همها ويتألم لألمها، متجاهلا ما يمر فيه من عذاب جسدي ونفسي.
وهناك مشهد يبين لنا تشبث هؤلاء المعتقلين في الحياة، فهم عشاقها ولم يخلقوا ليموتوا بطريقة غير طبيعية/غير إنسانية، من خلال اعدامهم لأنهم يرفضون ويقاومون المحتل: “لا حياة بدون أغان، كما لا حياة دون شمس، ونحن هنا، بحاجة إلى الغناء أكثر من غيرنا بمرتين، لأن الشمس لا تصل إلينا” ص35، هل يعقل ان يفكر إنسان يخضع لأشرس أنواع التعذيب وينتظر تنفيذ حكم الاعدام بالغناء والشمس؟ بالتأكيد المقصود من وراء هذا المشهد هو اصرار وتشبث الإنسان بالحياة، بالحياة البهية وليس تلك القاسية، وأيضا يقدمنا هذا الكلام من ضرورة تجاوز الألم والقهر والانتقال إلى الحياة وما فيها من هناء، فنحن وجدنا فيها للفرح وليس للشقاء.
من اشكال تجاوز السجن وما فيه من ألم هذا القول: “المساجين والوحشة، لفظتان لا تنفصلان، وهذا خطأ فادح، فالسجين ليس وحده، لأن السجن هو مجموعة كبيرة لا يمكن أن تنتزع منها العزلة الاقسى شخصا أن لم يقص نفسه هو ذاته، وأخوة المضطهدين هنا هي عرضة لضغط يكثفها، يقسها، ويجعلها أيضا أرهف حسا، فهي تحترق الجدران التي تحيا، تتكلم، وتكتب الرسائل، وتعانق زنزانات نفس الرواق المرتبطة بهموم مشتركة” ص49، وكأن الكاتب يؤكد على ضرورة التمسك بالحياة، رغم وقع السجن، فهو يعتبر الحياة أهم وأرقى وضرورة للإنسان، من هنا نجده يقدم هذه الرؤية للحياة متجاوزا الجدران والألم.

 التعذيب بالاغلال (الكلابشات)

التعذيب بالاغلال (الكلابشات)

كانت الكلبشة تتم بالكلابشات الامريكانى الحادة الاطراف وتكون اما كلبشة امامى لكلا اليدين او خلفى مع تضييق اطار الكلبش حتى يظهر اثر الحديد فى اليد اويتم كلبشة اثنين من المعتقلين سوياً فى نفس الكلبش .وكانت عملية الكلبشة تتم احيانا فى فترة الاستجوابات اثناء الصعق بالكهرباء او الضرب والتعليق وكان المعتقل يترك بالكلبش الفترة الطويلة بين الاستجواب والذى يليه وكان المعاناة الاكبر من الكلابش ونحن ننتقل فى سيارة الترحيلة من معتقل لاخر او من جلسة محكمة او نيابة الى المعتقل وقد كنا نمكث فى بعض الاحيان فى الترحيلة  6 ساعات او اكثر وكان بعض اخواننا الذين يتم ترحيلهم لسجن الوادى الجديد يتم وضع الكلابشات فى ايديهم يومين متتاليين وكانت الماساة حين يتم كلبشتنا كل اثنين فى كلبش ومع الحركة المضطربة لسيارات الترحيلات تحدث لنا الاصابات فى ايدينا والتى كانت تصل للكسر فى بعض الاحيان ولذلك كنا نلجا لمحاولة رشوة العسكرى المسئول عن مفاتيح الكلابشات ليخلعها لنا داخل سيارة الترحيلة او على الاقل يجعلها واسعة قليلا على ايدينا وكنا نلجا لحيل اخرى فكنا نحضر كيسا من النايلون ونرتديه فى ايدينا من تحت الكلبش ثم نقلبه ونسحبه فتنزلق ايدينا من الكلبش بصعوبة بالغة تكاد عظمة الابهام ان تنكسر معها او كنا نلجاء للصابون للقيام بنفس الدور وفى جلسات النيابة والمحكمة المسرحية التى كنا نذهب اليها كنا نتفق مع ضابط الترحيلة والذى يكون عادة برتبة رائد او مقدم او عقيد كنا نتفق معه باسلوب غير مباشر على تجميع مبلغ مالى من اهالينا فى زيارة المحكمة واعطائه له نظير فك الكلابشات فى المحكمة والسماح لنا بمقابلة اهالينا لدقائق معدودة واخذ الاطعمة والزيارات التى كانوا يحضروها لنا.



النظام الإيراني ينفذ حكم الإعدام في المعتقل السياسي الكُردي والمعارض الشهير حيدر قرباني

أدب السجون

قال الناشط الّإيراني ماجد العباسي ان النظام الإيراني عمد اليوم إلى تنفيذ حكم الإعدام في المعتقبل السياسي الكردي المعارض الشهير حيدر قرباني في سرية مطلقة ودون إخبار أهله

وقد وجهت له تهمة البغي والإفساد في الأرض! ويوم أمس سرب قرباني مقطع فيديو مصور شرح فيه كيفية تعذيبه في السجن!

بعد تنفيذالإعدام عمدت السلطات الايرانية إلى إعتقال شقيق الفقيد ومنعت عائلته من مراسم العزاء

حيدر قرباني كان عضوا نشيطا في الحزب الديمقراطي الكوردي المعارض للنظام.

السلطات الإيرانية تتهم قرباني ب المشاركة في الأعمال المسلحة، وهيالتهمة التي نفاها قرباني جملة وتفصيلا. ا

قال الناشط الإيراني ماجد العباسي أن تنفيذ الإعدام تم اليوم في سجن مدينة سنندج الكردية مركز محافظة كُردستان، ودفنته السلطات سرا خوفا من ردود أفعال شعبية

تقرير سنوي: السجن 479 عامًا والجلد 907 مرات لمدافعين عن حقوق الإنسان في إيران

أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية في تقريرها السنوي أن القضاء الإيراني أصدر أحكاما بالسجن 479 عاما والجلد 907 مرات لـ”مدافعين عن حقوق الإنسان في إيران” خلال عام 2021.

وأعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن تقريرها السنوي هذا يستند إلى حالة 100 شخص فقط من نشطاء حقوق الإنسان في إيران وهم جزء من المجتمع الكبير للنشطاء “الذين تعرضوا خلال العام الجاري لمضايقات كلامية وجسدية وحالات تعذيب واعتقال غير قانوني أو واجهوا أحكاما ثقيلة بالسجن من قبل القضاء الإيراني”.

وتزامنا مع انتشار هذا التقرير، قال محمود أميري مقدم، مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية: “على العالم أن لا يلعب دور الشاهد الصامت على الثمن الباهظ الذي يدفعه المدافعون الإيرانيون عن حقوق الإنسان لحماية أبسط حقوقهم”.

وأفاد تقرير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية بأن عدد المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران والمضايقات ضدهم ارتفعت في عام 2021 بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات السابقة، والسبب هو نمو “الحركة المطالبة بتحقيق العدالة” في إيران.

وتضم قائمة منظمة حقوق الإنسان الإيرانية عددا كبيرا من المدافعين عن حقوق الإنسان الذين فقدوا أحباءهم في احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 في إيران، واستهداف الحرس الثوري للطائرة الأوكرانية بالقرب من طهران.

وتزامنا مع هذا التقرير، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس قرارا يدين “انتهاكات حقوق الإنسان في إيران” بأغلبية 78 صوتا مقابل 31، وامتناع 69 عن التصويت.

يشار إلى أن القرار أدان الانتهاك الجسيم والمنهجي لحقوق الإنسان في إيران الذي قدمته كندا إلى الأمم المتحدة، ودعمته 47 دولة أخرى.

وأعرب القرار عن قلقه بشأن حالة حقوق الإنسان في إيران، ودعا نظام الجمهورية الإسلامية إلى معالجة قضية ارتفاع معدلات عقوبة الإعدام، بما في ذلك إعدام الأطفال، وتحسين أوضاع السجناء وإزالة القيود المفروضة على حرية التعبير والاحتجاج في الواقع وفي الفضاء الافتراضي.

ودعا القرار نظام الجمهورية الإسلامية إلى إنهاء اضطهاد الأقليات الدينية ومحاسبة منتهكي حقوق الإنسان على أفعالهم أثناء التحقيق.

ودعا القرار إلى إلغاء عقوبة الإعدام، وكذلك إعدام الأطفال دون سن 18 عامًا، ووقف قمع الاعتقالات التعسفية والاعتقالات، فضلاً عن التعذيب الوحشي.

وفي السنة الماضية، دعا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى معالجة أوضاع السجناء في إيران، والإفراج عن ناشطات حقوق المرأة المسجونات بسبب ممارستهن حقوقهن، ووضع حد لانتهاكات حقوق الأقليات العرقية واللغوية والأقليات الأخرى.

سراديب الشيطان أحمد رائف

أحمد رائف هو المفكر الإسلامى والخبير الاستراتيجى فى الشئون العربية وصاحب أشهر كتاب لتوثيق التعذيب سجَّل فيه وقائع حدثت معه هو شخصياً ومع زملائه خلال الحقبة الناصرية وأطلق عليه (البوابة السوداء) وكان ينتمي الى جماعة الإخوان المسلمين ويعتبرها المدرسة التى تربى فيها. ولكن رغم ذلك فإن المرشد العام للإخوان المسملين محمد مهدي عاكف ينكر كونه من الإخوان المسلمين وذلك في حديث له لجريدة المصري اليوم في 24 أكتوبر 2009
كان رائف عضوا بجمعية الإخوان المسلمين والتي كانت وقتها نادي إجتماعي ولم يكن ينتمي تنظيميا للإخوان لذلك كان يدخن السجائر ولما تم حل الجمعية تم القبض على جميع أعضائها ومنهم الأستاذ أحمد رائف ولما خرج من السجن قرر أن يكتب ما شاهده، واعتقل في 25 أغسطس 1965.

يروي فيه أحمد رائف قصته كشاهد عيان على ما كان يحدث من تعذيب في السجون خلال فترة الستينيات .

و كذلك شهادته على الاحداث السياسية خلال هذه الفترة و الصراع بين عبد الناصر و الاخوان لفرض الهيمنة و كيفية صعودهما معا .

كذلك يتكلم عن أسلوب القمع و كيفية المعيشة في المعتقل و ما كان يلاقاه المعتقلون من تعذيب وتجويع
لتحميل الكتاب