أرشيف الوسم : السجن

مراسلون بلا حدود”: 488 صحافيا معتقلا في العالم حاليا ومقتل 46 عام 2021

أعلنت منظمة “مراسلون بلا حدود” عن وجود 488 عاملا في مجال الإعلام مسجونين في العالم حاليا، مشيرة إلى مقتل 46 صحافيا عام 2021 في أدنى حصيلة منذ عشرين عاما.

وقالت المنظمة إنه “لم يكن يوما عدد الصحافيين المسجونين مرتفعا إلى هذه الدرجة منذ إنشاء التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود عام 1995”.

وأشارت المنظمة إلى أن هذه الزيادة الاستثنائية بنسبة 20 بالمائة في عام واحد ناجمة “بشكل أساسي عن ثلاث دول” هي بورما وبيلاروس والصين التي تسبب قانونها للأمن القومي الذي فرضته في هونغ كونغ عام 2020 بارتفاع حاد في عدد الصحافيين المعتقلين في هذه المدينة.

وفيما يمثل الرجال معظم عدد الصحافيين المسجونين في العالم (87,7%)، إلا أن بيلاروس هي الدولة التي احتجزت عدد صحافيات (17) أكبر من عدد الصحافيين الذكور (15).

وأضافت إلى عدد الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام الذين قتلوا عام 2021، بلغ حده الأدنى منذ عشرين عاما مع 46 قتيلا.

وأكدت المنظمة أن “هذا الاتجاه التنازلي الذي تكثف منذ 2016، يفسر خصوصا بتطور النزاعات الإقليمية (سوريا والعراق واليمن) واستقرار الجبهات بعد عامَي 2012 و2016، خصوصا تلك المميتة”.

ولا تزال المكسيك وأفغانستان هذا العام البلدين الأخطر للصحافيين وقد قتل فيهما على التوالي 7 و6 صحافيين، يليهما اليمن والهند في المرتبة الثالثة مع مقتل أربعة صحافيين في كل منهما.

وأحصت مراسلون بلا حدود أيضا أخذ ما لا يقل عن 65 صحافيا ومتعاونا مع وسائل إعلام، رهائن في العالم أي أكثر باثنين مقارنة بالعام الماضي.(أ ف ب)

زنزانة بلا جدران لطفي حداد

زنزانة بلا جدران .. لطفي حداد

هذا الكتاب هو ثمرة علاقات طيبة وجميلة مع بعض الأدباء الذين تعرضوا للسجن، لكن الزنزانة، رغم برودتها وظلامها ووحشتها، لم تستطع أن تحبس شوقهم إلى الحياة، أو توقهم إلى النور، أو رغبتهم في الحب، وإصرارهم على الفرح ورؤيا الخلاص. وهكذا صارت قصائد “فرج بيرقدار” التي هربها من السجن على لفائف السجائر “حمامة مطلقة الجناحين”، وتحولت كلمات “علي الدميني” إلى “نعم في الزنزانة لحن”، وتغير مدار السجن عند “منصور راجح” إلى “مدار الحب”. إن ما يجمع هؤلاء الشعراء الثلاثة هو السجن، والكتابة فيه وعنه، كم مؤلم أن تضيع سنوات من عمرهم داخل زنزانة ربطة خانقة معزولة، لأنهم قالوا آراءهم، فصاروا سجناء رأي. لم يدعوا إلى العنف، لكن العنف لم يرحم إنسانيتهم وإيمانهم بالحق والحرية. قرأت أعمال هؤلاء الشعراء وشعرت أنني مطالب بأن أوصل رسالتهم إلى الجميع، فوضعت مقدمة عن كل منهم، مع نماذج شعرية ونثرية. أفردت للشعراء: منصور راجح، علي الدميني، وفرج بيرقدار، قسماً كبيراً من الكتاب كي يقرأ ضمير ما فعله بأبنائه، وكي يكون نتائجهم الأدبي شهادة على الظلم وانتهاك حقوق الإنسان في البلاد العربية، ساعياً لتعرية الجرح النازف كي لا يعود الزمن الأسود إلينا. ازداد اهتمامي بهذا الموضوع مع الزمن فرحت أقرأ عن الأدباء العرب الذين تعرضوا للاضطهاد عبر التاريخ. اكتشفت الكثير من الشعراء والروائيين الذين سجنوا وعذبوا وقتلوا وصلبوا مسجلين خبراتهم وكلماتهم في أدب رفيع مجيد صادق يستحق أن نقرأه بإعجاب وتقدير كبيرين. بدأت من الجاهلية حتى اليوم فقرأت في العصور القديمة عن سجن الحطيئة، على بن الجهم، أبي فراس الحمداني، المعتمد بن عباد، ابن زيدون. كذلك سجن الحلاج ومقتله. أما في العصر الحديث فقد أدرجت نفي البارودي، وأدب المقاومة الفلسطينية ممثلاً بغسان كنفاني، توفيق زياد، سميح القاسم، ومحمود درويش، كذلك وضعت بعض النماذج الأدبية لبدر السياب، محمد الماغوط، عبد اللطيف اللعبي، مظفر النواب، ونوال السعداوي، بعدها ذكرت نبذات عن أدباء آخرين تعرضوا للأذى والسجن. كذلك توسع المشروع حين تعرفت على الروائي العراقي المقيم في شيكاغو “محمود سعيد”، فطلبت منه أن يكتب عما عاش شخصياً ليختصر بذلك ألم الأدباء العراقيين -رغم أن أي اختصار لذلك الألم الصارخ مجحف بحقهم- فقدم لي قصة عن مخطوطة روايته “أنا الذي رأى”، وكنت قد قرأتها بالعربية والإنكليزية، فأضاءت تلك القصة -التي عانى بشكل مشابه بها كل الكتاب الصادقين في البلاد العربية- معنى أن تكتب عن السجن والحرية في الوطن/السجن،

رسالة من اسير 

رسالة من اسير 

نادية عصام حرحش

نسير في معظم الوقت في حياة نظن أننا من نسيّر خطاها، ناسين بأننا لسنا إلا جزءا من منظومة وضعت بإحكام لسنا إلا مسيّرين فيها، بلا خيارات أو اختيارات.

نمشي وكأن العالم من حولنا هو ما ندركه كل يوم من أولاد وأصدقاء وزملاء. مكان عمل، منزل، ساحة، شارع مزدحم، حديقة.. فلان أنجب، فلان ترقى، فلان مرض فلان اعتقل، فلان سافر فلان مات.

وفلان هنا وهناك ينادي من اجل تغيير يريد لنفسه مقعدا عليه باسم الاسرى تارة والشهداء تارة والوطن تارة. نردد شعارات رنانة، نطلق وعوداً، وننثر وعيداً، ونمضي الى حياتنا.

ثم نجد أنفسنا فجأة وبدون سابق إنذار مقحمين في عوالم لم نكن حتى نعي وجودها. نرقبها، نترقبها، نراقبها عن بعد محتفظين بمسافات بيننا وبينها. أحيانا نعطي دروسا ومحاضرات بها عن بعد.

لنصبح فجأة بداخلها قسرا بطواعية خاشعة متواضعة. تأتي بنا كالصاعقة. لا نعرف متى دخلنا وكيف. والى اين نذهب. ومن تلك اللحظة كيف سنكون.

هذا ما فعلته تلك الرسالة بي عندما وصلتني قبل عدة سنوات. فتحتها بتهكّم، غير معنية كثيرا حتى بالنظر اليها. فعادة تكون الرسائل المحلية من الحكومة ولا تبشر بخير. استغربت كتابة اسمي على العنوان بالعربية. فالرسالة مكتوب عليها بانها ارسلت من إسرائيل.

استغربت عندما وجدت انها كتبت بخط اليد. للحظات ظننتها مرسلة بالخطأ حتى رأيت أسمي يتردد بين سطورها. لأنظر إلى التوقيع بأسفل الرسالة و أجد أنه من أسير. عندها استطعت تفكيك الكلمة التي لم أفهمها على الظرف عند العنوان، كانت كلمة سجن تلك التي لم أعرف قراءتها.

لحظات تحولت لساعات استمرت لأيام وأنا أفكر في تلك الرسالة. من هو ذلك الأسير؟ لم بعث لي أنا؟  كيف عرفني؟ من أين؟

ولكن لم تكن تلك الأسئلة التي استثارت مشاعري. ربما أردت للفضول أن يكون هذا سبب انفعالي. إلا انني أحسست وكأن عالما كاملا عرفت عنه طوال حياتي اقتحم وجودي وفرض نفسه علي. خلال السنوات قمت بشخصنة موضوع الأسرى، اجلالا واحتراما وتقديرا لما يقدمه اولئك في سبيل حلم وطن. إلا انني وبوعي كامل رفضت الاقتراب. لأن موضوع الأسرى يبكيني على حالنا الفلسطيني كموضوع اللاجئين والشهداء. فهؤلاء هم ضحايا القضية الفلسطينية قبل ان يصيروا أبطالها. حرمانهم ومعاناتهم وخساراتهم اعتلت على قممها القيادات واغتنى اصحابها واغتنموا منها … بينما استمرت وتستمر معاناة أولئك.

فشرف اللجوء والشهادة والأسر، هو شرف يستحقه فقط صاحبه … ولسنا مستحقين …كلنا أو أي منا، حتى لو كان هذا والداً أو أخاً أو زوجاً او قريباً جزءا من بطولته.

فالكلام في حقهم لا يزيدنا إلا وهنا وضعفا وبؤسا مهما حاولنا تزيينه ببلاغة أو ثناء.

إلا أن تلك الرسالة دقت على مكان ما بداخلي. ذلك الواجب البسيط الأضعف اليّ على ما يبدو حتى في وهنه مهم بطريقة ما لأولئك المظلومين القابعين في ظلم يلحقه ظلم …

أكتب كلامي هذا، أشعر بنفسي متناثرة في أرجاء زنزانة لا أقدر حتى على تخيل أبعاد محتوياتها. وسادة صلبة قذرة، غطاء لا يدفئ قرص برودة ولا يبرد حرقة صيف. رطوبة تمر مع كل نفس  تعيش داخل العظام، تتربع في أرجاء الحيطان. حائط كتبت وتكتب عليه الآمال والأحلام وتعد عليه الأيام والأشهر والسنوات. صور لأحبة حقيقيين ووهميين. عالم وعوالم تبنى وتحاك وتهدم في عبق الأيام والسنوات.

أحاول الاستفسار عنه أكثر، من هو، ما هو حكمه، متى سجن، هل سيخرج. تفاصيل لا تعني الكثير وسط الاف من الأسرى القابعين في سجون الاحتلال فداء لوطن قابع فينا كتلك الزنزانة. وطن نحلم بفك قضبانه وكسر قيوده. نحلم بالتحرر اليه الا اننا مأسورين فيه.

شاب لابد، كغيره من الآلاف الذين أمضوا شبابهم لسنوات وعقود، شابوا وهرموا منتظرين يوم يروا فيه حرية دخلوا يحلمون بها ويتمنوا لو يخرجوا ليحيوها.

محكوم لمؤبد او اثنين أو ثلاثة لا يهم. فسنوات السجن وأيامه سواسية. كأيام هذا الوطن الأسير وسنواته.

من الأسير الحقيقي؟ أنا من أنسج بكلامي عالم أحلم به بوطن يبكيني حاله وأحواله؟ أم هو، من ينسج بخياله وطناً وأناساً يستطيع أن يبنيهم ويهدمهم بمزاجه وبخياله في كل يوم وفي أية لحظة.

هو من يملك الوقت كله بينما أتزاحم انا على ايجاد وقت في عالم لا قيمة له.

في مثل هذه الايام طالت ايدي الغدر ابطالا كانوا لهذه القضية مثالا، وعلى نهجهم سار اولئك في سجون الاحتلال … عبد القادر الحسيني (٨ نيسان ١٩٤٨) وابو جهاد- خليل الوزير (١٦-٤-١٩٨٨). في مثل هذه الايام ومع بداية نكبتنا كانت مجزرة دير ياسين وفي مثل هذه الايام تم اعتقال مروان البرغوتي قبل ١٩ عاماً (١٦ نيسان ٢٠٢٠).

الاسرى في سجون الاحتلال يعانون ما لا ندركه من معاناة. يقضون ما تبقى من حلم لحياة في غياهب الزنازين والمعتقلات ويعانون كافة اشكال التعذيب والاذلال والاهانة. ما ندركه يوميا من عذاب نفسي وجسدي ولا نطيقه، كيف يكون حالهم وايديهم مغلولة بسلاسل السجان القامعة.

في كل لحظة نعاني فيها ونحن نمر عن حاجز…

في كل لحظة نشعر فيها بالتهديد من خطر رصاصة طائشة من جندي حاقد…

في كل لحظة يمر امامنا الجدار الفاصل العازل ولا نستطيع الوصول الى الجانب الاخر الذي كان للتو قريباً …

في كل لحظة نسكت فيها خوفا من ان يسمعنا أحد ويشي بنا.

في كل لحظة نخشى فيها العودة الى منزل ونجده مهدوما، او نفتح صندوق البريد ونجد اخطارا يهدد تواجدنا …

في كل لحظة نمشي بها “الحيط، الحيط” ونقول “يا رب الستر” فلنتفكر للحظة كم تكون حقيقة حياة كلها لحظات كهذه في زنزانة يتحكم بها احتلال هدفه منذ ان جاء الى وجودك ان يصفيك من الوجود بكل الطرق المتاحة وغير المتاحة…

لأسرانا المجد والكرامة …

في يوم الأسير تحية اجلال واحترام لكل اسرانا القابعين في غياهب الزنازين منتظرين شعاع ضوء يحيي فيهم امل الحرية.

كاتبة فلسطينية

رواية يا صاحبي السجن أيمن العتوم

رواية يا صاحبي السجن هي رواية للكاتب أيمن العتوم. وهو واحد من أشهر الشعراء والكتاب الروائيين الأردنيين، وواحد من أشهر الكتاب الشباب في القرن الواحد والعشرين. وللعتوم دواوين شعرية كثيرة، وكذلك له العديد من الروايات. وقد آثر العتوم في رواياته أن يتحدث عن أدب السجون. وفي هذا المقال سنقدم نبذة عن رواية يا صاحبي السجن ونستعرض جزءًا من حياة الكاتب أيمن العتوم.

ثورة العدس -عبد الله بن محمد

وبعد؛ فإن المسيرة الجهادية لكل مجاهد لا بد أن تمر بمراحل كثيرة ومن أهم تلك المراح التي غالبا لا ينجوا منها مجاهد في هذا الزمان: الأسر، وما أدراكم ما الأسر، ذلكم ملتقى الأحبة، ومعدن النفوس، ومدرسة يوسف عليه السلام، وخلوة الصالحين، وأُنس الموحدين، وموطن المجاهدين، والذين هم بالحق صادعين..

ومن أهم فوائده أن النفس فيه تكثر معرفتها بالواقع فتصحح أخطاءها، وتعالج ثغراتها، وتعرف خطاها من صوابها، وتزاد بصيرة بمنهج ربها، ودين وشرعة نبيها عليه السلام، والعاقل كل العقل والمبصر كل البصيرة هو من يكون له في مرحلة سجنه ما يعرف بـ: “صيد الخاطر” أو”كناشة الفوائد” أو “فرائد الفوائد” أو”الفوائد” أو”قيد الفكرة”.. الخ ذلك..

وقد كان من أبرز الإخوة الفضلاء والكُتَّاب الكبار الذين صادوا خواطرهم في سجنهم، وحرروا قيدهم في معتقلهم، وأطلقوا العنان لفكرهم حال أسرهم؛ الأخ المفضال والكاتب الكبير: عبد الله بن محمد، صاحب النظريات العسكرية والتحريضات الجهادية المبرزة، فلله دره وعلى الله أجره..

وقد كان الأخ “عبد الله بن محمد” جزاه الله خيرا ممن قد كتبوا أفكارهم وقيدوا خواطرهم في سجنهم، فتمثل قول الشاعر:
الْــعِـــلْــمُ صَـيْـدٌ وَالَـكِـتَــابَةُ قَيْدُهُ *** قَيِّدْ صَيْدَكِ بِالْحِبَالِ الْوَاثِقَةِ
فَمِنَ الْحَمَاقَةِ أَنْ تَصِيْدَ غَزَالَـةً *** وَتَـتْـرُكْـهَا بَيْنَ الْخَلَائِقِ طَالِقَةً

فكتب قبل قرابة السنتين النوادر من الفوائد والشوارد من الخواطر، في سلسلة من مقالات نافعة جامعة، عنونها بـ: “ثورة العدس!” وجاءت في ست حلقات، ولما خفت اندثارها من الشبكة العكبوتية (وهي الآن لا توجد إلا في موقع واحد فحسب!) وذكرني بها أحد الأحبة (وهو الأخ المفضال: أسامة حكيم) أحببت تنسيقها من جديد في ملف واحد ونشره إليكم..

وقد اقتصر عملي في هذا الموضوع باختصار على التالي:
1- تصحيح جميع هذه السلسلة من أي خطأ إملائي -كما أحسب- حيث تم مراجعة هذه المقالات حرفا حرفا بحمد الله، وإصلاح الأخطاء في علامات الترقيم وهي كثيرة كثيرة كما أشار إلى ذلك الكاتب نفسه حيث قال في مقدمة ثورته المباركة: (وأعتذر منذ البداية عن الأخطاء اللغوية والنحوية التي لو عرضت على “سيبويه” لمات من الحسرة على ما آلت إليه اللغة العربية ولكن كما قيل في المثل البدوي: “الجود من الموجود”..)
2- قمت بعمل فهرسين لهذه السلسلة المباركة، أحدهما في الصفحة الأوى وضمت العانوين الرئيسية فحسب، أما الفِهرس الآخر فهو الذي في آخرها وضم جميع عناوينها وفوائدها، فكان فيه جميع العناوين الفرعية التي ضمنها المؤلف صيوده المباركة..
3- تصحيح جميع الآيات القرآنية الواردة في المقالات وضبطها ضبطا كاملا بالشكل من خلال البرامج المختصة بذلك، وفي هذا إجلال للقرآن واجب علينا فعله..
4- تحويل الكتاب بعد تنسيقه إلى صيغة PDF حتى يكون أسهل في الطباعة والقراءة لمن أحب ذلك، وسيتم نشره كذلك بصيغة الورد

وأما ما هو موضوع هذه الفوائد والخواطر؟ فلن تجد توصيفا لها خيرا من توصيف صاحبها وكاتبها؛ حيث قال في مقدمتها كلاما أحببت أن أسوق أهمه لا كله ليتضح المقصود من ثورته، قال:
(وأما “الأسر” فهو بيت القصيد في موضوعنا هذا لأنه يشكل مرحلة لها أبعاد خطيرة على الجيل الحالي من المجاهدين فالأخوة على نقيضين عند خروجهم من الأسر إما أن يشتد عوده وينضج فكره ويزيد ثباته أو الأخرى “مواطن صالح حسب المعايير الدولية”
من هنا جاءت فكرة كتابة أو توثيق معاني متعددة على شكل خواطر تدور حول “الحياة في الأسر” بكل ما تحمله من حلاوة ومرارة وقد اعتمدت على طريقة ابن الجوزي في كتابه الجميل “صيد الخاطر” فمكثت مده لا يخطر ببالي شيء حول الموضوع إلا قيدته، وعن هذه الطريقة يقول صاحب مقدمة كتاب صيد الخاطر “شأن الخواطر ألا ترتبط بموضوع معين ولا بترتيب معين وأن تأتي متفرقة حسبما يتسق في الخاطر… ومن أهم دلالات الخواطر أنها تعطي صوره صادقه وصحيحة للعصر والزمان والأحداث التي عاشها المصنف” إذا سأمضي على بركة الله ضاحكا وباكيا وساخرا في آن واحد بلا قيود سوى القيود التي في يدي!!!)

وأما لماذا سمى الكاتب الموفق -بإذن الله- هذه المقالات والأفكار ب: “ثورة العدس” فقد أشار إلى ذلك في آخر رسالته حيث قال حفظه الله وثبته: (سُئِل عبدالله بن المبارك عن حديث “عليكم بالعدس فإنه مبارك يرقق القلب ويغزر الدمعة وقد قدس على لسان سبعين نبيا” فقال: ولا لسان نبي واحد وإنه مؤذ منفخ، قرين البصل في القرآن!
إذا لماذا كل هذه الضجة حول “العدس”؟
السجن هو المطبخ المركزي لإعداد الأفراد المكونين للقوات المسلحة التي ستكون مهمتها الأولى إعادة الخلافة الإسلامية إلى الوجود بإذن الله تعالى، والتي قد تكون بقيادة “محمد بن عبدالله المهدي”
أما “العدس” فلأنه ببساطة الأكلة الرئيسية والمتعارف عليها في أكثر السجون تقريبا، فنحن نأكل العدس ونخطط للثورة! إذا فهي ثورة العدس!!.) ا.ه.

والحقيقة التي خلصت إليها اما حاولت اقتناص أهم الفوائد أن هذا صعب للغاية أن كا مافيها مهم وأهم من المهم، فمحتويات هذه الثورة تستحق القراءة كلها من الألف إلى الياء

انقذوا حياةالأسيرةابتسام الحوزي محكومة بالمؤبد بالسجون العراق

شبكة واإسلاماه الإخبارية

  توصلنا ببيان حقوقي عن حالة انسانية لاحدى المعتقلات المسلمات في سجون العراق  هذا نصه

انقذوا حياة المواطنة المغربية ابتسام الحوزي المعتقلة بالعراقتوصلت الرابطة العالمية للحقوق والحريات بالمغرب من عائلة المعتقلة المغربية بسجن الرصافة ببغداد في العراق السيدة ابتسام الحوزي المزدادة في يناير من سنة 1996، بمعطيات مقلقة عن حالتها الصحية التي تدهورت جراء الإهمال الطبي واللامبالاة، بعد محنة استمرت لأزيد من أربعة أشهر عانت خلالها من صداع شديد في الرأس وإلتهاب خطير على مستوى الأذن والفم. وقد ساءت حالتها الصحية حاليا لدرجة عجزت معها عن الأكل والشرب و حتى عن الكلام مع ما رافق ذلك من انتفاخ في الوجه والفم.وجدير بالذكر أن المعتقلة ابتسام الحوزي تعاني من مرض فقر الدم الحاد إضافة إلى بنيتها الجسمانية الضعيفة بسبب نقص التغذية.و قد أفادت عائلة المعتقلة أن إدارة سجن الرصافة ببغداد لم تتحرك وفق ما تمليه عليها خطورة الحالة، حيث اكتفى طبيب السجن المذكور باعطاء ابتسام دواء مسكنا فقط في غياب أي تشخيص أو فحص أو تدخل لعلاج الحالة وتتبعها.وللتذكير فإن المعتقلة ابتسام الحوزي حكم عليها بالسجن المؤبد في ظروف غابت خلالها شروط المحاكمة العادلة.أمام هذه الحالة الإنسانية تحتج الرابطة العالمية للحقوق والحريات بالمغرب على الإهمال الطبي الذي تعاني منه السيدة ابتسام ، والذي أصبح يهدد سلامتها البدنية و حتى حقها في الحياة.وتطالب الجهات ذات الاختصاص بالمغرب التدخل العاجل من أجل إنقاذ حياتها والإسراع في معالجتها ضمانا لحقها في التطبيب الذي تكفله المواثيق الدولية ذات الصلة، كما تحمّلها مسؤولية ما قد تؤول إليه وضعية ابتسام في حالة استمرار سياسة الإهمال واللامبالاة.وفي الأخير تلتمس الرابطة العالمية للحقوق والحريات بالمغرب من الجهات المسؤولة بالمغرب العمل على ترحيل ابتسام الحوزي إلى المغرب لقضاء عقوبتها، كما تهيب بالجمعيات الحقوقية الوطنية والدولية الوقوف لفائدة ابتسام الحوزي حتى نيل حقوقها وترحيلها إلى المغرب.د. محمد حقيقيالمدير التنفيذي للرابطة العالمية للحقوق والحريات و ممثلها بالمغرب

كوكب المسرات: سيرة ذاتية من يوميات سجين – محمد سعدون السباهي

كوكب المسرات: سيرة ذاتية من يوميات سجين – محمد سعدون السباهي

كوكب المسرات: سيرة ذاتية من يوميات سجين
تأليف: محمد سعدون السباهي
الناشر: دار آراس – أربيل
الطبعة: الأولى 2011
230 صفحة

كتاب (كوكب المسرات) للاديب العراقي محمد سعدون السباهي، وهو سيرة ذاتية من يوميات سجين، كتبها السارد/المؤلف اثناء مدة قضاء محكوميته عن حادثة سير في سجن ببغداد.
وتضمن النص 17 فصلاً بـ 226 صفحة من القطع المتوسط، يسرد فيه المؤلف وقائع محاكمته ونقله من التسفيرات الى سجن (ابو غريب) في بغداد، وانطباعاته وهو يودع في غرفة صغيرة قذرة، ويتأسف على فراق اهله وأحبته، وحرمانه من المشاركة في فعاليات مهرجان المربد الثقافي للالتقاء بالاصدقاء من الادباء.
ويسرد المؤلف تفاصيل قاعات السجن والاشخاص المودعين فيه، وهم يقضون اياماً ثقيلة بطيئة، قاطعين الامل في الغد، وليس لهم سوى الحاضر، وهم يتوقون لأبسط مستلزمات الحياة، والكل داخل السجن يؤمن انه ضحية قوانين جائرة، مشروعها من دون قلب وضمير، ومنفذوها بعض القضاة الجبناء والمرتشي.
ويصف حال المسجونين بالبطالة المطلقة التي لا تساويها غير بطالة الموتى، وللحيلولة دون تحجر عقله، يكشف عن انه توجه الى مكتبة السجن ليجد عشرات من الكتب البائسة الرديئة، معظمها روايات وقصص وأشعار(حرب القادسية)، فيما كان السجناء يتبادلون بينهم قراءة الكتب المهربة خلسة بالاتفاق مع بعض الحراس.
ويرى المؤلف ان مجتمع السجون يتصف بعدم التماسك وغياب اليقين، يلفه الكثير من الغموض واللامبالاة والنرجسية، اذ ينشط الى مديات قصوى مفهوم(الصراع من اجل البقاء) فالتشبث بالحياة والامل بالعودة الى الاهل والاصدقاء وممارسة النشاطات الانسانية المتنوعة يتساوى بين المحكوم شهوراً معدودة او المحكوم بأكثر من اعدام واحد

“كان وأخواتها”.. رواية مهربة من داخل السجون المغربية

حسن العدم

“كان وأخواتها” رواية مغربية كتب فصولها عبد القادر الشاوي، وتأتي أهميتها من كونها كتبت في السجن، وحكت عن معاناة اليساريين الماركسيين في المغرب في فترة السبعينيات.

وقد أفردت لها قناة الجزيرة حلقة من برنامج “خارج النص”، واستضافت فيها الكاتب نفسه، إضافة إلى ثلة من (الرفاق) الذين شاركوا الشاوي في زنزانته، وشهدوا لحظات تهريب الرواية خارج السجن، إلى أن وصلت إلى آلاف القراء حول العالم.

ثورة الماركسية المغربية.. استعجال القطاف

ارتبط اسم القنيطرة بفترة حرجة من تاريخ المغرب المعاصر، فقد انطلقت من قاعدتها العسكرية عملية الهجوم التي استهدفت الطائرة الملكية في أغسطس 1972، في ثاني محاولة انقلابية تلت محاولة الصخيرات الفاشلة قبل ذلك بعام.

وخلف أسوار السجن بالمدينة جُمع المعارضون المدنيون من مختلف الأطياف السياسية على خلفية المحاولتين الانقلابيتين، وكانت على رأسهم منظمة “23 مارس” اليسارية المحظورة.

الكاتب عبد القادر الشاوي واحد من أُطُر هذه المنظمة، وقد عاش تفاصيل تلك المرحلة ووثَّق لها من خلال نصّ يقول عنه: هو متن محبوك يحكي تجربة فريدة ارتبطت في تاريخ المغرب الحديث بحركة سياسية ناشئة، أرادت أن تكون من الحلم إلى الحلم جذرية وحاسمة في كل شيء، ولكنها أجهضت بسبب القمع الشرس والنواقص الجذرية، قبل الأوان الثوري المحلوم به.

وعن هذه المرحلة يحكي عبد الله الحرّيف -وهو معتقل سياسي سابق- قائلا: هذه المرحلة شهدت تناقضات كبيرة داخل النظام، خلقت أجواء بأنه يمكن تغيير النظام بسرعة، حتى أنه كان يقال إن الثورة على الأبواب، وربما يكون هذا تقييما غير دقيق من قبل المعارضة، فالثورة تحتاج إلى جهد وتخطيط طويل.

ويضيف أحمد آيت بناصر، وهو أيضا معتقل سياسي سابق: في نهاية السبعينيات انطلق نقاش واسع وسط المعتقلين السياسيين بالسجن المركزي في القنيطرة، وهذا النقاش اتخذ أبعادا ليست متعلقة بالاعتقال السياسي أو بالتجربة الماركسية المغربية فقط، بل اتخذ أبعادا نقدية على الصعيد القومي والعالمي.

أدب السجون.. صناعة فنية تلتحف بالواقعية

في هذه البيئة الجيوسياسية جاءت رواية “كان وأخواتها” كأول عمل أدبي تناول تجربة اليسار المغربي بالنقد والتجريح من داخل صفوفه، وهي أيضا رواية تحكي تفاصيل محاكمة مؤلفها عبد القادر الشاوي، إلى جانب قيادات منظمة “إلى الأمام” الماركسية التي تأثرت في أدبياتها السياسية والأيديولوجية بأفكار ونظريات فلسفية رافضة لكل ما هو مؤسساتي ورسمي.

يقول في الرواية: بدا لي عندما قررت الكتابة أنني ربما أكون واحدا من الشهود المفترضين، على غرار ما شهد به -مع الفارق- كتاب “الأقدام العارية” على التجربة الناصرية، ولعلي كنت يائسا أو ناقما أو محايدا أو ما لست أدريه الآن، عندما عصفت النقاشات الأيديولوجية والسياسية بالجميع، فظهر المنشقون والمنسحبون والمجمدون والمطرودون والحائرون والصامدون والخائنون وأنصاف الخائنين وكاتبو العفو والمشنعون عليهم وتيار العزة النفسية الشامخة، وما لا قبل لمعتقل في تلك التجربة الصامدة الحائرة القلقة على تذكّره بشيء من الحياد والموضوعية أو الجرأة كذلك.

وعن المعوقات التي واجهت الحركة اليسارية يقول علّال الأزهر -وهو معتقل سياسي سابق-: حركة “إلى الأمام” تشكّل فيها -تجاوزا- أئمة الأيديولوجية الدغمائية مع الأسف الشديد، وكانت تحلم بثورة كنا نحلم بها جميعا، ولكن فيما بعد بدا بأنها تكاد تكون مستحيلة، لِتمكّن السلطة من الحيازة على الشرعية الوطنية داخل المجتمع.

كان تحديد موعد محاكمة للمعتقلين السياسيين في يناير 1977 بمثابة انتصار لهؤلاء المعتقلين، وتتويجا لمعركة الإضراب المفتوح عن الطعام التي خاضوها منذ نوفمبر1976، وكانت مطالبهم محددة بالمحاكمة أو إطلاق سراحهم، وبعد 19 يوما من إعلان الإضراب أفرجت السلطات عن أكثر من 100 منهم، وقدمت الباقي للمحاكمة.

حرب الأمعاء الخاوية.. صاحب الحق ينتصر

من النصوص التي أثارت الرفاق على الرواية وكاتبها قوله إنه اعترف بعضويته في المنظمة، ويعلن الآن أنه يستقيل منها ويطلب العفو، وأنه تراجع عن أفكاره، وقال إنه خلال ندوة نوقشت قضية النظام كان خلاف بين المؤتمرين، الشيء الذي جعل النقاش يتأجل، وأنه لم يسبق له أن وافق على سقوط النظام القائم.

وفي هذا يقول عبد الله الحرّيف: هذه الرواية بيَّنت على الخصوص الجوانب السلبية للحركة، ولم تبيّن الجوانب الإيجابية داخل هذه التجربة وهي كثيرة، وعلى رأسها تلك المحاكمة التي كانت بمثابة انتصار. فأن أختلف في الرأي فهذا من حقي، أما أن أمنع من خالفني من التعبير عن رأيه فهذا لا يمكن أن أقبله كديموقراطي.

في رواية “كان وأخواتها” وجّه الشاوي انتقاده لقرار الإضراب عن الطعام، وسمّاه إضراب اليأس، وأنه وسيلة تؤدي إلى الفناء، ولكن كثيرا من رفاقه عارضه في ذلك، فهذا عبد الله الحريف يقول: لم يكن إضراب اليأس، لقد كانت حقوقا مشروعة، وكان تعبيرا عن عزة وكرامة المعتقلين السياسيين.

أما علال الأزهر فقال: كان الإضراب اتجاها مغامرا لا غير، تحول من كونه مطالبة بتحسين أوضاع السجناء إلى موقف سياسي من النظام، أي أن “حركة إلى الأمام” كانت تخوض نضالا سياسيا من داخل السجن.

وبعد أسبوع من صدورها قوبلت الرواية بالمصادرة والمنع من طرف السلطات المغربية، وما كان لهذه الرواية أن تتخطى أسوار السجن لولا وجود أشخاص آمنوا بالوجود الإنساني، ورفعوا قفاز التحدي في وجه المصادرة والمنع، وقد قامت آسيا -وهي امرأة كانت على علاقة بالمعتقلين وتزورهم بين حين وآخر- بتهريب مخطوط الرواية، ودفعت به إلى محمد الوديع صاحب الدار المغربية للنشر.

مقص الرقابة.. رب ضارة نافعة

كان إعلان منع الرواية أكثر فائدة من السماح بها، على أن منعها لم يكن مفاجئا، فقد تطرقت إلى المحاكمة وشروطها والاختطاف والقتل والتعذيب الذي تعرض له المعتقلون في سجن “دار مولاي الشريف” ومعاناة عائلاتهم، وتعرضت كذلك للإضرابات وظروف الاعتقال غير الإنسانية.

تقول ليلى الشافعي زوجة الشاوي السابقة: لو لم تمنع الرواية فمن كان سيقرأها؟ قلة قليلة من القراء السياسيين معدودون على الأصابع، ولكن منعها هو الذي مكّنها من الانتشار، أما عبد القادر فقد كان لديه تخوف كبير، ليس من النظام بل من الرفاق، فكان يقول لي: “لا أدري كيف سيكون وضعي في السجن عندما تصدر هذه الرواية”، لقد تحدث عن بعض الرفاق بتلقائية، ولكن كانت كل كلمة تحسب عليه.

وعن الرواية يقول مؤلفها الشاوي: اخترت طريقة خاصة في الكتابة بين الخوف والجرأة وبين الاحتشام والتعرية، اخترت هذا الـ”ما بين” لأحتفظ لشخصيتي بكرامتها ومكانتها بين الرفاق، ولأحفظ أواصر الصداقة مع الذين حولي، ولكنني مع كل هذه التحفظات لم أنجح في أن أتقي نقدهم وهجومهم. لقد غامرت عندما كتبتها داخل السجن، وغامرت عندما نشرتها من داخل السجن، وغامرت ثالثة عندما عانيت من نشرها وأنا داخل السجن في إطار العلاقات العامة.

وقد كثر نقاد الرواية، فمنهم من قال إن عنوان الرواية فيه تناقض واضح، فـ”كان” توحي بالماضي، أي أنها تجربة وانفضت، وكأن في ذلك تبخيسا للتجربة، ثم فيها شخصنة أو تشخيص لبعض الرفاق الذين كان يُرمز لهم بحروف في الرواية. وآخر يقول: كان يمكنه أن يكون أكثر إنصافا لهذه التجربة. بينما يقول البعض: الرواية بقيت لها قيمتها الأدبية، أما قيمتها السياسية فمحل نقاش.

“يصدق علي كما يصدق على الرفاق”.. ما للرواية وما عليها

يحاول صلاح الوديع -وهو معتقل سياسي وابن صاحب دار النشر التي طبعت الرواية- أن ينصف الرواية بقوله: إن التجربة لم تخرج عن سياقها الإنساني بكل ما فيه من النقص والتناقض وعدم الكمال، فهو لم يقصد أن يسيء عن قصد لرفاقه، كما أنه لم يشأ أن يضفي على التجربة القداسة، وأنا أعرف عبد القادر، فهو يؤثر النقد ولو كان مخطئا، على الإطراء حتى وإن كان صادقا.

ويرد الشاوي: قد أكون عظّمتُ السلبيّ، وقد تكون قراءتي غير موضوعية في نظر الآخرين، ولكنني حاولت جهدي أن أنظر للأمور نظرة فاحصة، وما انتقدته يصدق عليّ كما يصدق على الرفاق، وقد كتبت فصولها في السجن، وكنت أستكتب بعض الرفاق لبعض الفصول (من قبيل توريطهم)، ومن حسن حظي أن الذين استكتبتهم قرأوها وأثنوا عليها، فتشجعت لنشرها.

الشاوي وبعض رفاقة في السجن المركزي

الطبعة الثانية.. من ظلمات الحظر إلى نور المصالحة

في عام 2010 كان قد مرّ عقدان ونيف على إصدار “كان وأخواتها”، وبين التاريخين عرف المغرب طفرات هامة في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة، وقد تُوّجت بإنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة برئاسة أحد رفاق الكاتب في تجربة الاعتقال، وهو المناضل إدريس بن زكري، وعلى وقع تلك المستجدات سيعيد عبد القادر الشاوي نشر الرواية دون أن يغير فيها حرفا واحدا.

وقد قال الكاتب في تصديرها: لم أبدل حرفا في هذا الكتاب، وقد يقول قارئ عند الفراغ منه، إنه لم يعد يشبه صاحبه، وقد أقول بدوري -إذا ما دريت طراوته وحرارته وقوته المعنوية المندفعة في القول- إنني لم أعد أجد بعد أن غيرتني السنون نفسي فيه، ولكنني أفهم أن كلينا- القارئ والكاتب معا- لا نملك أي حق لمصادرة أي من المكونات الثلاثة: التجربة السياسية، والماضي التاريخي، واللغة الأدبية التي اصطنعتها لسرد الوقائع.

الجريمة والعقاب فيدور دوستويفسكي

الجريمة والعقاب

تأليف : فيدور دوستويفسكي

ترجمة : سامي الدروبي

الطبعة الأولى : 2010م

الجريمة والعقاب هي رواية الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي ، الأولى نشرت في المجله الأدبية الروسية في اثني عشر مقالا شهريا في 1866 ، وبعدها نشرت كـرواية .

في الرواية كما تبين من عنوانها فهو موضوع الجريمة وقضية الخير والشر التي ترتبط بالجريمة ، فهو يصور ما يعتمل في نفس المجرم وهو يقدم على جريمته ويصور مشاعره وردود أفعاله ، كما يرصد المحرك الأول والأساس للجريمة حيث يصور شخصاً متمرداً على الأخلاق يحاول الخروج عليها بكل ما أوتي من قوة ، إذ تدفعه قوة غريبة إلى المغامرة حتى ابعد الحدود لقد اكتشف بطل الرواية راسكولينوف أن الإنسان المتفوق لذا شرع بارتكاب جريمته ليبرهن تفوقه ، لكن العقاب الذي تلقاه هذا الرجل كان قاسياً إذ اتهم بالجنون وانفصل عن بقية البشر وقام بينه وبين من يعرف حاجز رهيب دفعه إلى التفكير بالانتحار .

تتطرق الرواية لمشكلة حيوية معاصرة ألا وهي الجريمة وعلاقتها بالمشاكل الاجتماعية والأخلاقية للواقع ، هي المشكلة التي اجتذبت اهتمام دستويفسكي في الفترة التي قضاها هو نفسه في أحد المعتقلات حيث اعتقل بتهمة سياسية ، وعاش بين المسجونين وتعرف على حياتهم وظروفهم .

وتتركز حبكة الرواية حول جريمة قتل الشاب الجامعي الموهوب رسكولينكوف للمرابية العجوز وشقيقتها والدوافع النفسية والأخلاقية للجريمة .