(تلك العتمة الباهرة)
المعلومات العامة:
- اسم الكتاب: تلك العتمة الباهرة.
- اسم المؤلف: الطاهر بن جلّون.
- دار النشر: دار الساقي.
- عدد الصفحات: 288.
التعليق والمناقشة:
فرغت من كتاب (تلك العتمة الباهرة) وهي شهادة تاريخية صاغها الروائي الفرنكفوني “الطاهر بن جلّون” على لسان المعتقل السابق في سجن تزمامارت عزيز بنبين.
وقد فاز هذا المؤلف بجائزة (امباك دبلن الأدبية) في سنة 2004 على هذا الكتاب.
وهذا الكتاب يصنف من أدب السجون. وقد كُتِبَ بالفرنسية وهذا يُنبئك بقوة ودقة مترجمه “بسام حجار” الذي قد يجعلك تظن أن الكتاب أُلف بالعربية أصلاً.
وتقريبًا جميع كتب سجن تزمامارت قد كُتبت بالفرنسية، ومن ثمَّ تُرجمت الى العربية، ككتاب محمد الرايس (من الصخيرات الى تزمامارت: تذكرة ذهاب وإياب الى الجحيم) وقد ترجمه عبد الحميد جماهيري، وكتاب (تزمامارت: الزنزانة رقم 10) لأحمد المرزوقي وقام المؤلف نفسه بترجمته الى العربية في وقت لاحق ونُشر ضمن مطبوعات (المركز الثقافي العربي).
وقد كُتب على غلاف الكتاب (رواية)؛ وقد جرت العادةً هذه الأيام، بتسمية بعض الكتب الأدبية في السير الذاتية داخل السجون بـ(رواية) رغم أن الرواية فيما أصطلح البعض على تعريفها “هي القصة القائمة على الأحداث الخيالية لا الواقعية الحقيقة”. فربما أستخدام مصطلح الرواية قد يكون لأسباب تجارية لا واقعية.
والكتاب لا يصلح لأن يكون مدخلًا لقضية تزمامارات، بل يصلح لأن يكون مُلحقًا؛ لان المؤلف لم يكن معنياً بشرح أحداث انقلاب الصخيرات في 10 يوليو 1971م، بل تكلم عن الأحداث وكأن القارئ لديه خلفية عن هذا الحدث. وكذلك المؤلف هنا لم يكن كتابه توثيقي مَعني في المقام الأول بذكر كل شاردة وواردة مثل كتاب أحمد المرزوقي، بل كان كتاب أدبي يتكلم عن أحداث تأريخية فيمزج هذا مع ذاك، فلم يذكر كل الأحداث ولا كل التفاصيل. فالتأملات الأدبية البلاغية أخذت حيزاً قد تزعج القارئ الذي يقرأ بنفس المؤرخ.
وتكمن أهمية هذا الكتاب -فيما أرى- أنه الكتاب العربي الوحيد الذي يتكلم عن احداث العنبر «ب» الأشد بؤساً واما كتاب المرزوقي والرايس فهي عن أحداث العنبر «أ» فكاد تكون الشهادة الحية الوحيدة لما حصل في هذا العنبر.
باختصار الكتاب يتحدث عن معتقل تزمامارت الذي أُنشئ على خلفية انقلاب فاشل ضد ملك المغرب في منتصف السبعينيات من قبل أفراد وضباط مدرسة أهرمومو العسكرية، الذين دخلوا على القصر الملكي والملك يحتفل بعيد ميلاده الثاني والأربعين وكان لديه ضيوف من أعيان البلاد ودبلوماسيين وكبار رجال الأعمال وبعض المشاهير! فبدأ اطلاق النار من أجل اغتيال الملك وعلى إثر ذلك قتل الكثير من هؤلاء المدعوين، وأستطاع الملك في نهاية المطاف في أن ينجو بنفسه وأن يقلب الطاولة على الانقلابيين وأن يُفشل انقلابهم، فأدى هذا في نهاية المطاف الى محاكمات عسكرية ادت الى اعدام رؤوس الإنقلاب وسجن الضباط والجنود، الذي كان أكثرهم لا يعلم بشأن الانقلاب وإنما أُخبر بأن هنالك مناورة عسكرية، وهذا ما جعل البعض يرمي سلاحه عندما راى المجزرة تحصل، بل أدعى بعضهم –مثل المرزوقي- أنه أنقذ ولي العهد آنذاك والذي أصبح ملكاً فيما بعد “محمد السادس”، ولكن إثر ذلك الفوضى تعذر فضل المشاركين في اطلاق النار عن الذين امتنعوا عن ذلك، فأخذ الكل بجريرة البعض.
فأراد الملك أن يجعل منهم عبرة، فأنشئ لهم سجناً صحراوياً في شرق المغرب، ثم وضعهم فيه وكانت الأوامر من الملك هي قتلهم ببطئ شديد وجعلهم يعانون أشد المعاناة، فأختفى ذكرهم عن الناس، وأصبح من المحرمات الكلام عنهم في أول الأمر، وبدأوا يتساقطون الواحد تلو الآخر، إلى أن انتهت محنتهم في مطلع التسعينيات.
***
امتاز هذا المعتقل بالظلمة وعدم دخول النور إليه، لذلك عنون المؤلف اسم الكتاب بـ(العتمة)، فكانوا لا يرون النور إلا بعد وفاة أحد السجناء، فيضطر الحراس لأخراجهم من العنبر من أجل الدفان، ولكن توقف الحراس فيما بعد عن إخراجهم للدفن، فانقطع النور تماماً عنهم.
كان الطعام خبزٌ يابس وماء وشاي أو قهوة التي كان يقول المؤلف عنها أنها من الممكن أن تكون بولًا!
هذا الطعام مع امتداد الوقت أصبح أداة قتل بطيئة. فأدت هذه الظروف بالاضافة الى نشوء الأمراض نشوئاً طبيعياً بسبب الوضع اللا صحي بالاضافة الى الحالة النفسية نظراً للظروف التي وضعوا فيها الى جنون بعضهم ووفاته أو وفاته مباشرةً. لذلك تساقطوا تدريجياً من 22 معتقل في العنبر «ب» الى 4 ناجين فقط!
***
الكتاب موضوعي الى حدٍ كبير، بمعنى أنه ذكر الكثير من الأمور التي قد لا يبنغي ذكرها، والتي فيها إدانة حقيقيةً لنفسه مثلًا، كتسببه في وفاة أحد المعتقلين مثلاً، وكذلك طرق موت السجناء والتي كان الكثير منها مخزٍ الى حدٍ كبير، وكذلك الكلام عن والده. فكان سقف المؤلف عالياً وبدى وكأنه لا شيء يمكن التحفظ عليه.
أما مواضيع الكتاب الرئيسية فقد تمثلت بعرض نمط الحياة في السجن قرابة الـ 20 سنة.
كيف يمكن يقضون وقتهم؟ أثر الطعام والشراب عليهم؟ من ماتوا كيف ماتوا؟ شخصيات المعتقلين، كيف كانوا قبل المعتقل ودورهم في المعتقل وكيف استطاع الراوي استغلال وقته وما هي الأمور التي فعلها والتي مدت من عمره ولم يهلك مع الهالكين.
مثلًا تكلم عن شخصية سجين معهم اسمه “عشّار” ومثل هذه الشخصيات هي التي تجعل السجن سجنين والهم همين، هي الشخصية الحقودة التي لا تراعي ظروف المعتقل ولا ظروف المعتقلين، فتبدأ باثارة الفتن وتسعير الخلافات والحنق على أي شخص لأي شيء ايجابي يحصل له! ولو كان هذا الشيء تافهاً.
هذه الشخصية وإن كانت لئيمة الا انها اضفت نوع من الفكاهة على السرد.
وتكلم عن نمط حياة جنود مدرسة أهرمومو العسكرية والتي يظهر من خلالها نوع التنشئة الفاسدة التي ينشؤون العسكر عليها؛ والتي تخلو من أي مظهر من مظاهر الدين إلا ما كان ذاتياً، فلم يكن هؤلاء الجنود من مرتادي المساجد بل كانوا من مرتادي بيوت الدعارة، وكانوا لا يعرفون شيء عن الدين بل كان بعضهم يشتم الدين، وبعض هؤلاء الجنود لم يحفظ الفاتحة إلا في المعتقل، وياليته حفظها بسرعة بل يقول المؤلف أنه حفظها بعد أشهر من المحاولات!
وتكلم المؤلف عن الجنون الذي بدأ يُصيب المعتقلين –وهم ليسوا قلة بالمناسبة-، وبدأ يضع فلسفة تُعنى بمقاومة الجنون في المعتقل، وهي عدم الاتكاء على غريزة البقاء من أجل النجاة بل بالتخلي عن أي تعلق بالخارج يؤدي الى تقطع المعتقل تدريجياً لهفتة وشوقاً تؤديان في النهاية الى اصابته بالاحباط وخيبة العمل والتي هي القنطرة الى الجنون ثم الموت بعدها. فهو يقول: “أنا قد نسيت نفسي واستطعت أن اتجاوز ذكرياتي فلم تبقى تلك الذكريات تعذبني في كل حين الى أن تقضي علي من الداخل” .
وفي بسط لهذه الفلسفة تذكرت رجلين من رجالات الإسلام، أولهما الشيخ عمر عبد الرحمن –تقبله الله- وهو يذكر أسباب مقاومته للجنون أو الأمراض العقلية كما في وصيته: (ولولا تلاوة القرآن؛ لمسني كثير من الأمراض النفسية والعقلية)، فلحفظ القرآن منافع متعددة، وهذه من أحدها.
وقد حدثت أن أحد المشايخ المحدثين المعروفين قد سُحر في السجن، ورمي في الانفرادي حتى لا يساعده أحد، ولأنه كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب لم يحتج الى أحد واستطاع أن يعالج نفسه بنفسه. ولو لم يكن حافظاً لتردت أحواله من سيء الى أسوء.
والشخص الثاني وهو الشيخ المحدث المعروف سليمان العلوان وهو يقول في شريط [الثبات على الحق]: (بعض الناس إذا سُجن قال: ربي أخرجني! غلط بل قل: ربي ثبتني، فكم شخص سُجن وخرج صار منحلًا عن عقيدته منحرفًا ضالًا زنديقًا أو فاسقًا أو عارًا على أهل الحق, سل الله الثبات ولا حرج أن تسأل بعد ذلك المخرج).
أحياناً الرغبة في الخروج من المعتقل تكون طغاية الى درجة الوقوع في الميكافيلية التي تقوم على أن الغاية تبرر الوسيلة، فتكون فاتورة خروجه من المعتقل هو التخلي عن الحق هذا إن لم يكن ضده.
وفي هذه الحالة كما نرى أن الرغبة الجامحة في الخروج وعدم التكيف هذا الواقع الجديد، أدت الى نفاذ صبر الكثيرين مما ادى الى اضطراب عقولهم وجنونهم ووفاتهم في النهاية.
كذلك أظهر المؤلف أن الإنسان حتى لو جرد من الأدوات التي يحتاجها للمعرفة، فإن بطول التأمل والتجربة في ظروف بدائية قد تجعله يصل الى بعض هذه المعارف التي يحتاجها.
وبما أن الحاجة أم الاختراع أو كما قال المؤلف: (فقد أعتبرت نفسي كمن أُعيد الى عصر الكهوف فينبغي عليه أن يعاود اختراع كل شيء بأدواتٍ أقل من قليلة).
فأبسط الأشياء يُصنع منها أمور مهمة، فكانت القطعة الحديدة الموجودة في طرف عصا المكنسة هي أداة الحلاقة لهم، فقد انتزعوها من المكنسة وجعلوها مسطحة وسنوها بواسطة حجر خشن ثم حلقوا ذقونهم بها!
وأما التأمل الذي جعلهم يعرفون أحوال الخارج، فهو استقرار عصفور بقرب عنبرهم، ثم لاحظوا تغريداته إن كانت على نسق معين فهي تعني أن هذا الشيء قد حصل، فأصبحوا يعرفون موعد تبديل المناوبة وأحوال الطقس كل هذا بعد تأملات شهور في نسق تغريدة العصفور.
وكذا يعرفون علامات الموت من خلال صوت توعك أحدهم أو صوت أحد الطيور الذي اسموه بالخَبَل.
وهذا ذكرني بقصة ابن طفيل (حي بن يقظان) والتي عاش فيها الأنسان البدائي في جزيرة نائية من خلال التجارب والتأمل أستطاع أن يطوع الكثير من الأشياء البدائية لصالحه.
وثم تكلم صاحب القصة عن أمر أنا أتفق معه فيه، وهو قوله: (أختلط علي الأمر. قتل الملك! ولكن لصالح من؟ لكي يستبدل بطغمة عسكرية؟ جنرالات كولونيلات، يتقاسمون السلطة وثروة البلاد؟ وبمرور الوقت، فكرت ملياً: لحسن الحظ أننا أخفقنا. أو بالأحرى: لحسن الحظ أنهم أخفقوا! فمن يدري قدر المرارات التي كنا سنتجرعها على يدِ دكتاتورية عسكرية أركانها القمندان أو المعاون عطا! إني أعرفهم جيداً، وأعرف جيداً ما أقول!).
وهذا لا يعني بحال أن النظم الملكية الدكتاتورية نظم مثالية بل فيها من الطغيان والإستبداد والعمالة ما فيها، إلا أنها أهون من النظم العسكرية، بل البعض أصبح يترحم على النظم الملكية عندما جرب جمهوريات العسكر!
كما قال أحمد رائف في كتابه (البوابة السوداء – ص252): (وفي الحقيقة بدأت مأساة الإخوان بضرب يوسف القرش في قصر عابدين حيث كان يقيم الخديوي إسماعيل رحمه الله وطيب ثراه هو وأباؤه وأبناؤه الكرام البررة، إذا قارنا طغيانهم بطغيان من جاءوا بعدهم).
كما أن الإشكاليات الموجودة في النظم الملكية ترى العسكر يتكئون عليها لتبربر انقلاباتهم، من ذلك صور البذخ وسوء التدبير الموجود لدى الأسر الحاكمة، ولكن بمجرد ما يتم الإنقلاب إلا وتراهم يمارسون ذات الفعل، ويصدق المثل القائل: كأنك يابو زيد ما غزيت!
يتكلم حبيب سويدية صاحب كتاب (الحرب القذرة – ص44) مثلًا عن نظام الجنرالات في الجزائر فيقول: (وفي تلك الفترة –فترة الشاذلي بن جديد- كانت تُقلع طائرات عسكرية بصورة منتظمة من بوفارق، لحمل زوجات كبار المسؤولين ومستخدميهم الى باريس وبالما ومدريد وروما من أجل التسوق .. ممارسات مستمرة حتى اليوم!).
فهذا الأسلوب لا يختلف عن نمط العوائل البرجوازية في النظم الملكية.
دراسة جميع هذه الظواهر، كما دراسة تاريخ عالمنا العربي؛ تجعلنا نتبصر بطريقة لا شك فيها، فمشكلة النظم الملكية المستبدة لا تُعالج بالجمهورية العسكرية، وهذا كمن يحاول أن يزيل النجاسة فيزيدها نجسًا. ويزيد الطين بله.
ختاماً: مثلت أقصوصة (تلك العتمة الباهرة) انموذجاً لصراع الجبابرة على الحكم، ومدى أثره على الخاسر في هذا الصراع، أظهر نموذجاً حسياً للإنسان المقاوم بأبسط الأدوات بدائية الموت ومقدماته، أظهر كيف أن الإنسان ذلك الظاهرة المعجزة التي لا تقولب في إطر محددة سلفًا كما قال الدكتور عبد الوهاب المسيري في كتابه (الفلسفية المادية وتفكيك الإنسان)، وأظهرت جزءًا ظل مخفياً من تاريخ المغرب السياسي، ظل طي الكتمان لفترة طويلة، وكان هذا الكتاب من الشهادات القلة القليلة حول ذلك الحدث.
يستفيد المسلم من هذا الحدث الكثير من الأمور:
– “المُلك عقيم”، فالرجل يقتل أباه أو أخاه على الكرسي، فكيف بالغريب الأجنبي، الذي من أطراف البلاد ولا قيمة معنوية له ولن يثأر له أحد! فأي صراع على السلطة إن دخله الشخص فليتوقع أن يحصل له مثل ما حصل للمعتقلين في سجن تازمامارت. أي صراع وجودي يستنفذ كل طرف طاقته في إفناء الطرف الآخر وإن تمكن منه لن يرحمه.
– أن النظم الجمهورية العسكرية، ليست أحسن حال من النظم الملكية، بل هي أسوء، وأن أغلب التجارب -إن لم تكن كلها- رفع العسكر فيها شعارات في مواجهة الملكية لم يطبقوها عندما وصلوا الحكم بل صار الحال أسوء من قبل، وقد قيل: ” المجرب لا يجرب”.
– أن الصمود في المعتقل وفي ظل الظروف الصعبة يحتاج الى أساليب وأدوات جزء كبير منها يحصلها الشخص قبل البلاء؛ وتحتاج قبل ذلك كله تعويد النفس على الصبر وطول النفس، وقبل ذلك كله التقرب الى الله وتحويل المعتقل الى فرصة مثالية لتصليح النفس ومكان للعبادة، فكانت هذه العبادات كما أظهر صاحب القصة سببًا في ثبات عدد غير قليل حتى ممن ماتوا، على الأقل ماتوا بسبب أمراضهم ولم يموتوا بسبب فقدانهم لعقولهم.
– (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) ولكن أحياناً يؤيد هذا الدين بالرجل الكافر! وهذا واضح في القرآن والسنة، ومن ذلك قوله تعالى: (وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ) فالرهط هنا من حموا شعيب من الرجم، وهؤلاء الرهط هم من أهل الإشراك كما قال الشنقيطي في تفسير أضواء البيان: (بين تعالى في هذه الآية الكريمة: أن نبيه شعيبا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام منعه الله من الكفار، وأعز جانبه بسبب العواطف العصبية، والأواصر النسبية من قومه الذين هم كفار). وكذلك حماية أبو طالب للنبي صلى الله عليه وسلم وهو مشرك ومات على الشرك. ولو رأيت قصة (تلك العتمة الباهرة) ترى أن من كان سببًا في التخفيف من كربتهم كان حارساً تعاطف معهم حميةً؛ لأن أحد المعتقلين من نفس قبيلته، فأصبح يهرب الرسائل التي يستخدمها المعتقلين ويوضحون فيها أحوالهم وظروف سجنهم؛ فيوصلها أهلهم الى المنظمات الدولية التي تشحن حملات ممنهجة ضد حكومة المغرب، وأدى هذا في النهاية الى تخفيف الضغط وتحسن الأحوال. فلا تستغرب أيها المسلم في سجنك إن وجدت من يريد نصرتك من الطرف المعادي لقاسم مشترك بينكما كالقبيلة أو العشيرة، ولا يستنكف الشخص عن استغلال هذه الفرص بحجّة أن الطرف الآخر عدو، بل يستغلها ويستخدمها لصالحه كما استخدمها الأنبياء لصالحهم من قبلهم.
– إن أصحاب القضية الإسلامية في المغرب وغيرها من أقطار العالم العربي، لهم تجارب تقارب بشاعتها ما حصل في (تلك العتمة الباهرة) وعليهم أن يبقوا قضاياهم ويخترقوا سياج (الروايات) للوصول الى أكبر عدد من القراء، فالكتب التأريخية لا يقرأها إلا المهتمين بالتأريخ، ولكن الروايات التأريخية يقرأها قراء الروايات ومحبي التأريخ، فأنت تستهدف هنا شريحتين، خصوصاً أن جيل الشباب اليوم يَغلب عليه قراءة الرواية.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
1 يناير 2020 م – 6 جمادى الأولى 1441 هـ
المصدر مدونة احمد حمدان